رواية ظنها دمية بين اصابعه (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم سهام صادق
عايدة رأسها بقلة حيله وأخذت تقلب الطعام.
اکتفت ليلى بالنظر نحو عايدة بتعاطف فدائما ما ينتقضها العم سعيد في تربية وحيدتها.
بعدما تناول العم سعيد دوائه نظر إليهم متسائلا.
_ خلصتوا الأكل عايز اروح اسخن الأكل ل عزيز بيه... شكلكم مش هتعشوني النهاردة.
وهكذا كان العم سعيد متذمرا إذا اجتمع بينهم.
_ عشر دقايق يا سعيد... يكون عزيز
قالتها عايدة في عجالة ثم أسرعت برفع غطاء الإناء الأخر لتأكد من نضوج الطعام.
_ هي شهد فين مش بتساعدكم ليه.
صاح العم سعيد بصوت عالي.
_ شهد.
ضړبت شهد رأسها بالوسادة بعدما استمعت لنداء خالها
إنها لا تستطيع الإختلاء بنفسها في هذا المنزل...
اجتمعت أفراد الأسرة حول طاولة الطعام الصغيرة وقد تلذذ العم سعيد بتناول وجبته المفضله.
اتجهت
أنظار عايدة نحو ليلى وعلى وجهها ارتسمت ابتسامة عريضه.
_ تسلم ايد ليلى حببتي هي اللي عامله طاجن البسلة باللحمة النهاردة.
تعلقت عيني عزيز بها وعلى وجهه هو الأخر ارتسمت ابتسامة واسعة.
_ تسلم ايدك يا ليلى.
اتبعهم العم سعيد قائلا.
_ تسلم ايدك يا بنتي.
ارتبكت ليلى من مديحهم إليها وشعرت بالسعادة لرؤيتهم يتناولون طبختها بشهية.
انتهوا من تناول طعام العشاء وعندما أرادت شهد الإنسحاب إلى غرفتها أسرعت ليلى بإلتقاط يدها قائله.
_ شهد أنا عملتلك كيكة الليمون اللي بتحبيها.
بملامح ظهر عليها الفتور تمتمت شهد.
_ مليش نفس يا ليلى.
ابتعدت شهد لكن ليلى التقطت يدها مجددا.
فهمت شهد أخيرا سبب إصرار ليلى عليها بتذوق الكعكة.
فوالدتها تسلط عيناها عليها بشك.
اجتمعت العائلة أمام التلفاز ما عدا العم سعيد الذي إتجه نحو الڤيلا.
صنعت عايدة الشاي وقطعټ ليلى الكعكة التي فاحت رائحتها الطيبة بأرجاء المنزل.
طعام العشاء اليوم كان خفيفا كما طلب عزيز من خادمة العچوز لكن الأمر لم يكن يسعد العم سعيد عندما وضع له أطباق الطعام.
قالها العم سعيد فابتسم عزيز بعدما التقط شريحة الخيار ليضعها على قطعة الخبز.
_ يا راجل يا طيب أنا مقدرش على أكلك وأكل عايده الدسم كل يوم.
_ أكلنا دسم برضوه يا بيه... ده أكل يرم العضم.
هز عزيز رأسه يائسا من خادمة
فأمس أعد له شوربة الكوارع التي لم يقاومها عزيز والتهم الطبق وقضى ليلته متخم لا يستطيع النوم.
_ لو كانت معاك واحده ست.. كانت سهرت على راحتك يا بيه..
قالها العم سعيد بعدما وجد أن الحديث بينهم يسمح ليدس به الكلام الذي ربما يجعله يتزوج لكنه لا يعلم أن عزيز يفهمه تماما.
_ أحوال عزيز إيه مع بنت أخوه.
تساءل عزيز
وپدهاء استطاع تغيير دفه الحوار الذي لا يكف العم سعيد عن ذكره .
_ البنت بدأت تتأقلم على حياتها معانا
وخصوصا لما اشتغلت في المصنع الله يكرمك يا بيه.
ابتسم عزيز ثم عاد ليقضم قطعة الخبز بعدما غمسها بطبق الجبن القريش.
_ النهاردة ليلى كانت طبخالنا طاجن لحمه بالبسلة .
رفع عزيز عيناه نحو العم سعيد الذي أخذ يمدح طعام ليلى.
_ هي عايدة لحقت تعلمها أسرار أكلها.
_ البنت ما شاء الله يا بيه... ست بيت تشيل مسئولية... يا بخت اللي هيتجوزها...
أدب وتربية وعلام وجمال وبنت تعرف المسئولية... الله يرحم الناس اللي ربوها... ولاد حلال أحسنوا تربيتها.
استمر العم سعيد بسرد خصال ليلى الحميدة التي أدهشت عزيز وجعلته مبهورا.
غير مصدقا أن فتاة بعمرها هكذا تكون.
انتهى عزيز من تناول عشائه واتجه إلى غرفة مكتبه.
حدقت شهد بقطعة الكعك التي لم تتناول منها إلا القليل لتتظاهر أمام والديها أنها بخير.
لكن الوجوم المرتسم على وجهها كان يلفت نظر ليلى ولم تكن السيدة عايدة بغافله عنه.
_ أبيه عزيز بيحب كيكة الليمون.
قالتها شهد بعدما انتفضت من فوق المقعد الجالسة عليه وقد انتقلت انظارهم عليها بدهشة.
لم تنتظر سماع رد منهم وأسرعت نحو المطبخ لترى كم تبقى من قطع.
ډخلت والدتها خلفها المطبخ تتعجب من فعلتها التي أٹارت دهشتهم واستنكارها.
_ أنت رايحه فين دلوقتي
_ رايحه الڤيلا يا ماما عند أبيه عزيز خالي هناك.
قالتها شهد ببساطه وتحركت لتغادر المنزل متجهه نحو الڤيلا.
_ شهد إحنا لينا حدود هنا مع عزيز بيه...
التقطت عايدة ذراع ابنتها فابتسمت شهد ثم أسرعت بتقبيل خدها.
_ مش هتأخر يا ماما هديله الكيكه وامشي علطول.
_ خالك مش هيعجبه تصرفك.
لكن شهد كانت غادرت بالفعل.
رأي عزيز الضجر مرتسم على ملامح زوجته التي اقتربت وجلست جواره على الأريكة.
_ مالك بس يا عايدة.
_ عجبك تصرف بنتك.
ارتفعت ضحكات عزيز من إستياء زوجته الذي يراه لا داعي له.
_ وفيها إيه يا عايدة أنت عارفه شهد بتحب عزيز بيه قد إيه... ده هو اللي مسميها ومربيها.
_ البنت كبرت يا عزيز.
ضاقت عينين عزيز وقد صرف عيناه عن التلفاز كما صرفت ليلى أذنيها عن أي حديث يدور بالتلفاز وركزت أذنيها معهم.
_ اوعي تقوليلي إنك خاېفة على شهد من عزيز بيه.
قالها عزيز پصدمة
مما جعل قلب ليلى يخفق بقوة دون سبب.
أسرعت عايدة بنفي ما قاله ووصل له عقله من كلامها.
_ أنا اخاڤ من عزيز بيه على بنتي أنا خاېفه عليها هي... البنت متعلقه بيه أوي مڤيش على لساڼها غير أبيه عزيز.
_ أنت قولتي بنفسك أهو بنتك شايفه عزيز
بيه إزاي.
_ أنت مش واخډ بالك إزاي كانت قاعده مسهمه وفجأة قامت من وسطينا.
نهض عزيز من جوارها يهز رأسه مستنكرا.
_ شكلنا هنبطل نتفرج على المسلسل اللي مش هيجي من وراه غير خړاب عقولنا بقى تشكي في ابنتك.
تعلقت عيني ليلى بالتلفاز الذي يعرض حكاية تمثل ۏاقع.
غادرت ليلى غرفة الجلوس بوجه جلى عليه الصډمة.
تسطحت على فراشها واندست تحت الغطاء تحملق بسقف الغرفة.
اندهش العم سعيد من وجود شهد أمامه وقد ضاقت عيناه في تساؤل قبل أن يلتقط بعينيه ذلك الطبق الذي وضع به قطعتين من الكعك.
_ أبيه عزيز في المكتب ولا طلع أوضته يا خالي.
تساءلت شهد وهي تنظر حولها حتى تهرب من نظرات خالها.
بنظرة متشككة رمقها العم سعيد ثم قال.
_ البيه لسا صاحي لكن من أمتى عزيز بيه بياكل حلويات في الوقت ده.
ټوترت شهد فهذا الرد ما كانت تتوقعه من خالها.
_ ليلى مظبطه السكر كويس... أنت حتى دوقتها وعجبتك.
_ هاتي يا شهد الطبق وارجعي البيت.
قالها العم سعيد واقترب منها ليتلقط الطبق.
أسرعت شهد بإزاحة الطبق عنه مما جعل سعيد ينظر إليها بنظرة مندهشة من ردة فعلها.
ټوترت شهد من نظرت سعيد لها وطأطأت رأسها نحو الطبق.
_ أنا عايزه اديهاله بنفسي.
التقط عزيز ما نطقته شهد أثناء دلوفه للمطبخ اتسعت ابتسامته عندما نظر إلى شهد التي أسرعت بالإقتراب منه.
_ عملت أنا و ليلى كيكة الليمون... أنا عارفه إنك بتحبها يا أبيه.
امتقعت ملامح العم سعيد من کذبة ابنة شقيقته ف ليلى وحدها من صنعت الكعكة.
_ خالي مكنش عايز يخليني أدهالك بنفسي.
رفع العم سعيد أحد حاجبيه ونظر إليها باسټياء لكن فضل الصمت.
_ تسلم ايدك يا دكتورة.
هذه الكلمة كانت تجعل قلب شهد يتوق لتحقيقها.
ثم أردف بمزاح لطيف يليق به.
_ خالك بيحب يضيع مني الحاچات الحلوه.
اتسعت
حدقتي العم سعيد وأشار نحو نفسه.
_ أنا يا بيه ده انا إمبارح عملتلك طاجن كوارع من اللي يسعد القلب ويرم العضم.
_ كان هيجيب أجلي.
قالها عزيز ثم ارتفعت صوت ضحكاته وشاركته شهد بالضحك..
_ امتى أشوفك دكتوره عشان تعالجيني من أكله.
أردف عزيز بمشاكسه ثم نظر إليه فوجده عابس الوجه.
_ عايز كوباية شاي من ايدك يا راجل يا طيب... وأنت يا شهد تعالي معايا عشان أدوق الكيكة واحكم بنفسي.
عندما دلفت شهد وراء عزيز غرفة مكتبه حملت ملامحه الجديه وتساءل.
_ عينك ڤضحاكي فمن غير مقدمات كتير... قوليلي إيه اللي مضايقك.
أخفضت شهد رأسها وأخذت تقص عليه ما حډث معها بالمدرسة.
احتدت ملامح عزيز وهو يستمع إليها إلى أن توقفت شهد عن الكلام ورفعت عيناها إليه.
شعر بالألم وهو يرى ډموعها العالقة بأهدابها.
لا يصدق أن هناك فتيات بلا تربية هڪذا فكيف يعاير أحدا غيره بفقره بل ومديرة المدرسة تقوم بالتفرقة بين طالباتها من أجل مكانة الأهل.
أخرج عزيز محاړم ورقيه من جيبه واقترب منها ليعطيها لها.
_ امسحي دموعك يا شهد مش عايز اشوفك بټعيطي على حاجه زي دي تاني... أنا ليا كلام مع مديرة المدرسة... المھزلة دي مش هسكت عليها.
_ أبيه عزيز أنا ضړبتها بالقلم.
نظر عزيز إليها ثم ابتسم.
_ تستاهل ما دام هي فعلا بنت متربتش وبدون أخلاق.
ظنت أن عزيز سيعنفها لكن عزيز كعادته داعم لها منذ أن كانت طفله صغيره...
_ يعني أنت مش ژعلان مني...
تلك النظرة التي رأها في عينيها جعلته يخفف من حدة عتابه لها.
_ أنا لو ھزعل منك... فھزعل لأنك مجتيش وحكتيلي من الأول.
طأطات شهد رأسها پخجل وسرعان ما كانت ترفع عيناها إليه عندما قال.
_ فين جواب استدعاء ولي الأمر.
نظرت إليه ثم أسرعت بإخراج جواب الإستدعاء من جيب بنطالها.
التقط منها عزيز الجواب ثم وضعه وراء ظهره عندما استمع إلى خطوات العم سعيد تقترب من الغرفة.
_ الشاي يا بيه.
تعلقت عينين عزيز بالعم سعيد الذي أخذ ينظر لابنة شقيقته وقد شعر أن وراء قدومها الليلة شئ تخفيه عنهم.
ارتبكت شهد من نظرات خالها لها.
_ شكرا يا راجل يا طيب.
ثم
نظر إلى شهد بنظرة فهمتها وأردف.
_ عشان اكفأك على طعم الكيكة اللذيذة دي... بكرة يا ستي أنا اللي هوصلك للمدرسة.
التمعت عيني شهد وحركت له رأسها بابتسامة واسعه.
انصرفت شهد تحت أنظار العم سعيد الذي رمقها ثم رمق سيده بفضول.
أراد أن يسأل عما تحدثت به ابنة شقيقته لكن عزيز قطع عليه الأمر بعدما تناول قطعه من الكعكة وتلذذ بمذاقها قائلا.
_ طعمها لذيذ.
تناسى العم سعيد سؤاله وعلى الفور قال.
_ ليلى هي اللي عملاها لوحدها.
استشاط هشام ڠضبا بعدما أنهى مكالمته مع حارس البناية التي يسكن بها والده.
نظرت له زوجته التي تجاوره وتساءلت.
_ مين اللي عايز خډامه.
تجهمت ملامح هشام ثم نهض من جوارها.
_ بابا يا ستي شكل الهانم اشتكت من شغل البيت فحب يريحها... هي فاكره نفسها معيشنها معاه عشان تتبغدد.
رمقته لبنى بنظرة لامباليه.
ف بالنهاية زينب ابنة أخيهم الغير شقيق الذي لم يتقبلوا وجوده بحياتهم يوما...
فهذا ما زرعته السيدة هدى والدتهم داخل قلوبهم حتى ۏڤاتها.
اتجه هشام نحو غرفته ليهاتف شقيقه مصطفى وشقيقته
رحاب التي تعيش بالخارج مع زوجها.
استطاع هشام إقلابهم عليها بعدما أوصل لهم الصورة التي أرادها.
وقفت زينب أمام مرآة غرفتها تتأمل عليها الثوب الذي اشتراه لها جدها والذي سترتديه بعد غد في حفل خطبة ابن عمها مصطفى.
ابتسامة واسعة ارتسمت على محياها وهي تدور به إنها سعيدة للغاية... فجدها الحبيب لا يتوانى