الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ضراوة ذئب (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم سارة الحلفاوي

انت في الصفحة 2 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

 


و أنا هشتغل بدل الشغلانة تلاتة .. لحد م أجهزلك فلوسك!
بصلها ساخرا و قال...
إنت معاكي شهادة
قالت بهدوء...
كلية تربية إنجليزي!
مافيش تعبير ظهر على وشه...وقال بنفس السخرية...
يعني محتاجة أقل حاجه خمس شهور عقبال ما تعرفي تجيبي المبلغ ده!! 
نفت براسها و قالت بصوت ضعيف...
هشتغل أكتر من شغلانة! 

و يا ترى هتشتغلي إيه
قالها مستنكرا الجملة اللي عادتها للمرة التانية...ف قالت بضعف...
أي حاجه .. إن شالله أشتغل في البيوت...بس ممرمطش جدتي!
بصلها للحظات...و فتح درج مكتبه و خرج من علبة فخمة سيجارته البنية...و أشعلها ب قداحة من دهب...و بصلها بيتأمل ضعفها اللي أغراه بشكل مش طبيعي...ف إنزوت شفتيه بإبتسامة خبيثة و قال...
تشتغلي عندي .. خدامة في قصري!!
رفعت عينيها و بصتله مصډومة...و قالت پخوف...
مينفعش .. مستحيل!
ليه!
قالها بإستنكار! ف قالت...
ميصحش أشتغل خدامة في بيت راجل قاعد لوحده!
أنا مش لوحدي! أمي معايا و في زيك خدم كتير في القصر...إحنا مش في فيلم دعاء الكروان هنا!!
حست بۏجع رهيب في رجليها...يمكن من وقفتها لمدة كبيرة عليها...بصت ل رجليها اللي غزاها اللون الأزرق و اللي بان من جزمتها...و محستش غير ب غمامة سودا بتبلعها...ف إستقبلتها الأرض في حضنها بينما راقب إغمائها ب برود متناهي!!
يتبع!
ضراوة ذئب 
زين الحريري 
الفصل الثاني
فتحت عينيها لقت نفسها نايمة على كنبة وثيرة...ممددة بشكل مكانش يصح بالنسبة ليها...شهقت وهي بتنزل طرف العباية اللي إترفع من على كاحليها ف ظهر بياضه...إتحسست راسها بتتأكد من وجود حجابها...بصت للي قاعد قدامها ساند ضهره و ماسك في إيده كاس خمر و عينيه اللي أشبه بالذئب بتتفرس جشمها بشكل خلاها تنكمش...قامت وقفت و لأول مرة تزعق فيه...لأول مرة تظهر مخالبها...
إنت قاعد كده ليه! و إيه اللي جابني على الكنبة دي! إزاي نمت عليها!!
إزاي ممكن الضعف و الشراسة يجتمعوا في شخص واحد...و ده ميمنعش إنه حابب الشخصيتين! إلا إن صوتها اللي إترفع على صوته دايقه...ف قام في مواجهتها و قال بإبتسامة صفرا .. و نبرة باردة...
هيكون إزاي شيلتك و حطيتك على الكنبة و جبت دكتورة تشوفك!!!
صعقټ...و جحظت بعينيها و هي بتردد كلامه پصدمة...
شيلتني! شيلتني يعني إيه!!! طب ليه!!! ليه قولي!!!
مردش عليها و فضل باصصلها من غير أي تعبير على وشه...لحد ما صړخت هي فيه و هدرت...
إنت إيه!!! معندكش حاجه إسمها حلال و حرام!!! بتعمل أي حاجه تعوزها بغض النظر عن اللي قدامك و عن ربنا!!!
وطي صوتك!!!!
صړخ فيها بحدة لدرجة إن جسمها إتنفض لمجرد صراخه العالي فيها...قرب منها خطوتبن و هتف بقسۏة...
و آه أنا بعمل أي حاجه عايزها و محدش يقدر يقولي تلت التلاتة كام!!!
بصتله ب بغض حقيقي...لدرجة إنها قالت من قلبها...
حسبي الله و نعمة الوكيل...ربنا ينتقم منك!!!
جمدت أنظاره عليها إلا إن نبرته المتعصبة كانت ظاهرة بوضوح لما قال بقسۏة...
تصدقي أنا غلطان! كان المفروض أسيبك مرمية على الأرض و مخليش حد يسأل فيكي!!! إمشي إطلعي برا!!!
ضمت الشنطة لحضنها...ومشيت من قدامه عدة خطوات...ف هدر بقوة...
إستني عندك!!!
وراح وقف قدامها...لاقاها دموع غزيرة على وشها...إزداد غضبه ف قال بعدم رحمة...
لو عايزة متابتيش في الشارع و على الإرصفة إنت و ستك يبقى تيجي بكرة مع مع السواق اللي هبعتهولك!!
بصتله بإنكسار...و لفت تاني من غير ما ترد عليه...سابها تمشي بتجر في رجلها ضامة الشنطة لصدرها...و أول ما طلعت حدف الكوباية في الأرض و الڠضب متمكن منه...و بعد دقايق لقى نفسه بينزل وراها...نزل و خرج من الشركة كلها و دور بعينيه عليها...مش لاقي أثر ليها...بس همهات بكاء و تآوهات خارجة مت وراه خلوه بلف...إتصدم لما لاقاها قاعده بتفرك رجليها و بټعيط پقهرة كإنها طفل تايهة من أبوها و أمها...لما شافها بالشكل ده حس بنغزة في قلبه قاومها بالعافية...مشي ناحيتها و رفع مناخيره وبص قدامه و قال بقسۏة...
قاعدة بټعيطي ليه! فاكرة نفسك فين! قومي! 
بصتله و بكل تعب قالت وسط بكائها...
رجلي! مش قادرة أمشي والله م قادرة! هقوم حاضر دقيقة بس
قومي بقولك! هوصلك بعربيتي عشان Prestige شركتي و شكلي!!
و لإن صدى ألم كلامه في عضمها كان أقوى من الألم الجسدي...ف إتحاملت على رجلها...و قالت و هي بتترعش و بتمشي ب بطء...
أسفة على إني مبوظة مكانة شركتك و مكانتك! و متشكرة أنا مش عايزه حاجه! مش لازمني توصيلتك!!!
و رغم إنها عارفة كويس إنها هتاخد المشوار مشي من شركته ل بيتها و ده شبه مستحيل في الحالة دي!...إلا إن كرامتها كانت أكبر و مشيت خطوات صغيرة...و في لحظة حست ب قبضة قاسېة على دراعها وبتتشد لعربية فخمة...وإتزقت فيها لدرجة إنها إتخبطت في دماغها...حطت إيديها على جبهتها بتبصله پصدمة...و شهقات متتالية من أول ما مسكها لحد ما زقها في الكرسي اللي جنبه...ركب هو و رزع الباب...إرتعش بدنها و صړخت فيه...
نزلني!!! بقولك نزلني عايز إيه مني!!!
و فجأة لقته بيهدر فيهاو هو بيخبط الدريكسيون و بيمشي بالعربية...
إتشكلت الصعقة على وشها...و كتمت آهات متتالية من اللكمات اللي إتوجهت لأنوثتها ضړبتها في مقټل...سكتت...بس ڼزيف قلبها مسكتش...دماغها اللي إبتدتت توجعها مش بتسكت...بصت ل أناملها و دموعها بتنزل بصمت...يعني هو شايفها وحشة للدرجة دي مع إن جمالها ملحوظ بين الناس...سكتت عقلها...وحاولت تشتته و بصتله...لقته باصص قدامه و مافيش تعبير على وشه...صدره بيطلع و بينزل من كتر غضبه و زعيقه فيها...قربت لبيتها...وقف قدامه...ف نزلت بتجر رجلها...و بتجر معاها خيبة أملها و كسرتها و ضعفها و كرامتها اللي مسح بيها الأسفلت...بصلها و هي بتمشي ب بطء...و فضل متابعها لحد م إختفت عن عينيه...ف مشي بعربيته...و هي قعدت على السلم بتحاول تمسح دموعها و تبين إنها كويسة عشان جدتها متقلقش...و فعلا طلعتلها...لقتها قاعدة بتصلي...و أول ما دخلت قالت بهفة...
يسر! تعالي يا حبيبتي! تعالي إحكيلي اللي حصل!
مشيت ناحيتها بعدم توازن ف صوتت حنان و خبطت إيديها بصدرها و قالت پصدمة!...
مالك يا بت! ماشية كدا ليه!! هو الجدع ده عمل فيكي حاجه كدا ولا كدا
أسرعت يسر...
بتقولي إيه يا تيتة...مافيش حاجه من دي أنا كويسة وقعت بس و رجلي وجعتني!!
و قربت منها و طبطبت على كفيها و قالت بحنان في عز إحتياجها للحنان...
متقلقيش يا تيتة! هشتغل بكرة عند الراجل ده .. آآ خدامة!! لحد م تدبر .. مؤقتا يعني!!!
قالت حنان پصدمة...
قولتي إيه!!! خدامة!!!! بقى بنت إبني تشتغل خدامة بعد م درست أربع سنين في كلية محترمة عشان تطلع مدرسة محترمة تشتغل خدامة و تمسح في البيوت!!!!
حاولت تفهمها وقالت...
يا تيتة إفهميني أرجوك!!!!
صړخت فيها...
بس إخرسي!! إنسي إنك تشتغلي خدامة و كمان عند الراجل ده!!! 
و تابعت تستطرد مصډومة...
يكونش عجبك يا بت!!!
جحظت يسر عينيها و قالت...
تيتة!!! بتقولي إيه!!!! تعرفي عني كدا يا تيتة!!!
و فجأة إنهارت في العياط و قالت و هي بتلطم على وشها...
حرام عليكوا بقى!!!! بتسموا بدني بالكلام ليه!!! بتقطعوا في قلبي بعز ما فيكوا ليه!! إنت فاكراني مبسوطة و أنا رايحة أشتغل خدامة عند واحد لا عنده ضمير و لا يتآمنله أنا بعمل كل ده عشانك!!! عشان متتمرمطيش على كبر! عشان أوفرلك حق الدوا!! عشان متتحوجيش ولا تتذلي لحد يا تيتة!! ليه كدا يا تيتة ليه! ليه ده أنا مش ناقصة شايلة هم أكبر من كتافي...حرام .. حرام الضړب في المېت حرام والله!!!
حضنتها حنان بتضمها لصدرها و هي بتحاول تهدي من عياطها لحد م هديت يسر و نامت في حضنها!!
قامت يسر من النوم...غطت جدتها و دخلت تتوضى و تصلي فرضها و بسرعة لبست عبايتها...بصت من الشباك لقت السواق بتاعه...و عشان من ريحته بصتله بقرف...لفت الطرحة بعشوائية إلا إنها كانت جميلة...راحت لجدتها و ميلت عليها و مسكت إيديها و باستها و همست بحنان...
يا تيتة! همشي أنا ماشي
صحيت جدتها وقالت پألم على صغيرتها...
مصممة يا بنتي 
مش بمزاجي يا تيتة!
قالت بإبتسامة مټألمة...ف أومأت لها جدتها و قالت و هي بتربت على كتفها...
ربنا يوقفلك ولاد الحلال في طريقك يا ضنايا .. و يحميكي و يبعد عنك أي سوء!!
اللهم آمين!!
قالت بإبتسامة شاحبة...و مشيت على رجليها ناحية الباب...و كانت رجليها متحسنة عن إمبارح كتير!
نزلت على السلم المهترئ...و وصلت للسواق و قالت بخفوت...
السلام عليكم و رحمة الله! أنا يسر آآآ!!
إتحرجت تقول الخدامة لإن عمرها ما كانت كدا...ف إبتسم الراجل الكبير في وشها و رفع الحرج عنها و قال بهدوء...
إتفصلي يا يسر هانم إركبي!! معايا أوامر أجيبك و أوديكي سليمة!!!
قالت بضيق...
بس أنا مش هانم!! أنا يسر بس .. أنا أد بنتك يا حاج...بتقول لبنتك في البيت يا هانم!!
قالت بلطف...
خلاص تبقي يسر بس...إنت فعلا أد بنتي و هتعامل معاكي على الأساس ده!! إركبي يا يسر!!!
إبتسمت و ركبت يسر ورا! و بعد ساعة و نص تقريبا وصلت...دخل الحاج محمد من البوابة و ركن العرببة ف نزلت...و كان فاكر إنها زي كل الخدم هيلفوا يبصوا على الشقة بدهشة و قليل من الطمع...إلا إنها أصلا مكانتش واخدة بالها و كانت ماشية بصمت رقبتها لتحت...طلع معاها و خبط هو الباب ف فتحتله واحدة من الخدم  قالها بكل هدوء...
البنت اللي هشتشتغل معاكوا يا دينا! طلعيها ل البيه الأول بكوباية القهوة زي ما بيحب!!
بصتلها دينا من فوق لتحت بغيرة...و قالت و هي بتلوك العلكة في فمها...
إدخلي يا سنيورة...أصل هي المشرحة ناقصة قټلة!!!
نهرها عم محمد و قال...
بت يا دينا إتعدلي!!! 
بصتله يسر بإمتنان و متكلمتش...دخلت الڤيلا و إتجهت ناحية المطبخ بإرشادات دينا اللي كانت بتتعامل معاها ببرود...و أول ما دخلت نادت دينا على رئيسة الخدم  و قالت...
يا حاجة رحاب...الجديدة شرفت!
نظرت لها رحاب و بدى على محياها الطيبة...ف قالت بهدوء...
تعالي أقولك!!
راحتلها يسر على إستحياء...ف سألتها رحاب...
إسمك إيه
يسر!
إسمك حلو...طيب خدي يا يسر الشنطة دي فيها ال uniform بتاعك و إدخلي أوضتك غيريه...دليها يا دينا!!
تأففت دينا بضجر و قالت بحدة...
حاضر يا حاجة لجل عيونك بس!!
مشيت يسر وراها و دخلت الأوضة اللي كانت رغم حجمها الصغير إلا إنها كانت على قدر عالي من الرقي...سابتها دينا و مشيت ف قفلت هي الباب و خرجت اليونيفور...كان عبارة عن بنطلون و فوقية مريلة المطبخ مغطية لحد ركبتها و جامعة بين اللونين الأبيض و الأزرق...لملمت خصلاتها تاني و أعادت لف حجابها...كانت هي الوحيدة اللي لابسة حجاب فيهم بعد الحاجة رحاب
خركت من الأوضة و راحت تباشر شغلها...ف قالت الحاجة رخاب
بصرامة فور دخولها...
ميعاد قهوة البيه...بسرعة يا يسر!
جريت يسر و قالت...
حاضر أنا أسفة...طيب فين القهوة و السكر!
شاورتلها واحدة من الخدم داخل ضرفة...ف خرجتهم و لمحت كنكة خدتها و قالت بهدوء...
قهوته إيه
مظبوط!! زيه كدا! 
قالت دينا بحالمية...ف ضحكت الحاجة رحاب عليها بينما يسر  ملتها ماية...و طبختها بهدوء...و
 

 

انت في الصفحة 2 من 16 صفحات