رواية حان الوصال (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم امل نصر
تعلمها جيدا ولكن لا تستطيع حتى الحلم بها ما أصعبها من مقارنة حذائها المهتريء مقابل حذاء يلمع كالذهب كل شيء بها يثير الحسړة بقلب واحدة مثلها
حرمت من كل تشتهيه الانثى في عمرها منذ ۏفاة والدها وبعد استيلاء عمها على نصيبه في الوكالة ليتبقى فقك معاش التأمين والذي لا يكفي حتى الطعام لاربع افراد منهم طفلة تحتاج التغذية حتى تنمو جيدا عادت برأسها لتنظر من النافذة وتتذكر حديث مر منذ سنة حينما كانت في منزلها في يوم عطلتها الوحيدة
فدوى صوت جرس المنزل لتسبقها عائشة في فتح الباب ومعرفة الطارق
ابلة صفية.
ازيك يا حلوة يا ام لسان طويل وحشاني.
هللت عائشة بصوت عالي وصل الى شقيقتها
ابلة صفية صاحبتك يا بيبة .
اندفعت بهجة بلهفة انستها ما ترتديه لترحب بصديقتها من الحي المجاور سابقا قبل ان تنتقل الأخرى مع اسرتها لمنطقة اخرى ارقى واهم وذلك بالطبع بعد ان من الله عليهم من فضله .
ليخرج صوتها بحرج
اهلا يا صفية نورتي بيتنا المتواضع.
تبسمت المذكورة بطيبة تعاتبها
هو دا سلامك يا خسيسة كدة من ع الباب.
وصفية تشدد من احتضانها متمتمة
وحشتيني اوي يا صاحبتي انا عارفة اني قصرت في الفترة اللي فاتت بس ربنا العالم والله الشغل اصبح واكل كل وقتي تقريبا
طبعا يستحيل اجيب اللوم عليكي عشان انا كمان مقصرة معاكي ما انا برضو الشغل واكل اليوم كله مني
في مصنع الملابس برضو
لهجتها في نطق العبارة تظهر عدم رضاءها على الإطلاق لتثبت ايضا بنظرتها السريعة نحو العباءة السمرة التي ترتديها بهجة بلونها الباهت من كثرة الغسيل..
طب اسمعيني يا بهجة كدة وركزي معايا انا بصراحة جاية النهاردة عشان اخد منك شغل ما هو مش معقول يعني ابقى محامية وصاحبتي اقرب واحدة ليا مستنقعش منها
حديثها بتباسط خفف كثيرا عن بهجة وما اكتنفها من مشاعر قاسېة في هذه اللحظات القليلة لتندمج في الأخذ والرد معها
شهقت صفية بتمثيل ودراما
لدرجادي مستهونة بإمكانياتي يعني انا اخري نفقة مطلقة ولا شكوى على خناقة انا بحضر في الماجستير يا استاذة وكلها كام سنة واخد الدكتوراة يعني.....
قطعت فجأة وقد انتبهت على حماقتها وارتباك بهجة التي صارت تحمحم وتهرب بعيناها عنها.
فهذا الحلم كان من البداية حلم بهجة هي التي سبقتها في الالتحاق بالجامعة وشجعتها في دخول الحقوق ودائما ما كانت ترسم امالها في ذلك ولكن القدر كان له رأي اخرى پوفاة والدها واستيلاء عمها على نصيبه في الوكالة عند هذا الخاطر اشتدت ملامح صفية لتردف بحزم
اسمعي يا بهجة انا بصراحة جاية النهاردة مخصوص عشان ابلغك اني هرفع قضية على عمك انا حالفة من قبل ما اتخرج لشحططه هو والحيزبونة مراته في المحاكم واجيب حقكم من حبابي عنيه واطمني يا ستي الاستاذة نوال مرات خالي خالد هي متشجعة وهتساعدني يعني لو عندك شك في امكانياتي.
سمعت منها لتبزغ ابتسامة على فمها سرعان ما تحولت لضحك متواصل حتى ادمعت عيناها امام دهشة
صفية حتى توقفت اخيرا تعقب على قولها
يا عيني يا روح قلبي نقبك طول شونة والقضية اللي معشمة نفسك بيها لو حصل وقدمتيها هيتحكم فيها من اول جلسة لصالح عمي ومش بعيد يدفعنا تعويض كمان بس انا بصراحة معنديش عشان ادفعله ممكن اقضيها حبس.
بعد الشړ عليكي ليه بتقولي كدة
رددت بها صفية باستهجان لتخبرها على الفور وتصدمها
عشان مفيش اي ورقة تثبت حقنا ابويا قعد سنين مشارك عمي من غير ورقة واحدة ما بينهم يعني هو دفع النص بالنص في راس المال وعمي هو اللي سجل الدكان بإسمه عشان كان بيديرها طبعا وابويا لانه موظف كان مكتفي بالمبلغ الشهري اللي بياخده من عمي ويصدق انه هو الربح اللي طالع من التجارة وبس كدة
وبس كدة
اه طبعا بس كدة بابا كان طيب لدرجة السذاجة مع ناس خبيثة زي عمي ومراته الحيزبون لا ومن بجاحته يقولي اساعدكم كل شهر بمبلغ من عندي يعني من فلوسنا عايز يجبي علينا.
زفرت صفية بتعب وقد فهمت الان للمأساة التي تعيشها صديقتها لتردف بحړقة اصابتها
حسبي الله ونعم الوكيل.
وصلت بها الى داخل المنزل المهيب والحراسة التي تحاوطه من جميع الجهات لتدلف خلفها تقطع الممر الذي يفصل الحديقة الامامية بالوسط
لم تملك بهجة اي طاقة للفضول او الانبهار مما تراه امامها فشعور الخۏف الذي كان يكتسحها من الداخل وما هي مقبلة عليه في هذا المكان الغريب مع امرأة تعلم جيدا بصعوبة الاختلاط معها حتى وهي قد قرأت عن حالات مشابهة لها بالأمس عبر محركات البحث لتعرف كيفية التعامل معها
رياض باشا مستنينا جوا يا دادة .
كان هذا صوت لورا التي اقټحمت سائلة المرأة باندفاع للداخل قبل ان توقفها نبوية بقولها
رياض باشا مش موجود .
نعم
خرجت منها باسفتهام وهي تلتف للمرأة والتي اكدت عليها
هو خرج قبل ما توصلوا بخمس دقايق بالظبط بيقول ان عنده مقابلة مهمة في الشغل وكلمني انا اقابل البنت واديله التقرير
قالت الأخيرة وقد تركزت لبصارها على بهجة التي تصلبت في وقفتها برهبة لتشير بذقنها نحوها
هي دي
زفرت لورا بإحباط لعدم رؤيتها له بعدما املت في تناول الافطار معه والبعد قليلا عن جو العمل والرسمية الدائم فخرج ردها بنزق
ايوة هي يا دادة جربيها شوية وشوفيها تنفع ولا لأ انا اساسا موقفتش بحث عن واحدة مناسبة
بحرج متعاظم جاهدت بهجة لاخفاءه رفعت ذقنها بإباء توافقها الرأي
ايوة صح يا دادة انا كمان لو مرتحتش...... متزعلوش مني هسيب الشغل هنا فورا.
ارتفعت زاوية شفتي لورا بحنق لقولها اما نبوية فقد تبسمت باتساع لها لتعقب بسماحة
يا بنتي نبقى احنا الاتنين بقى نجرب بعض اليومين دول ونشوف الدنيا معانا هترسى على إيه بس انا بصراحة ارتحتلك .
قالتها نبوية بيشاشة ادخلت بعض الارتياح بقلب بهجة لتبادلها الرد بابتسامة
الأمر الذي لم يعجب لورا لترفع النظاره فوق عينيها قائلة بتعجرف
طب كويس اوي امشي انا واسيبكم تتفاهموا مع بعض اليوم ده اعتبريه اجازة يا ست بهجة لكن من بكرة بقى حضري نفسك لوردية الصبح في المصنع وبعد الضهر هتيجي على هنا اما نشوف هتكملي ولا لأ
قالت الأخيرة وتحركت مغادرة دون اي كلمة اخرى حتى اذا ذهبت خارج المنزل صدر رد نبوية
كويس اوي انها مشيت عشان نقعد براحتنا تعالي معايا بقى
تفاجأت بهجة بكف المرأة التي حطت على رسغها تسحبها دون انذار
واخداني ورايحة بيا على فين يا خالتي نبوية
ضحكت مرددة بتباسط لتفك تشنجها
يا ختي حلوة خالتي منك وطالعة زي العسل احنا هنفطر الاول في المطبخ وبعدها افهمك كل حاجة
تمسكت بهجة بالارض فجأة تعارضها
لا طبعا انا شبعانة خلينا في الشغل يا خالتي نبوية الله يرضى عنك
ضحكت المذكورة لتعود بالقبض على يدها التي افلتتها منها تقول بحزم لا يخلو من لطف
ما هو دا تبع الشغل يا بت بطلي خيابة.... الست نجوان لساها نايمة نلحق نفطر دلوقتي قبل ما ننشغل فيها ولا نقعد يومنا كله من غير اكل .
بداخل المقر الرئيسي للشركة التي جمعت عدي وكارم سابقا اجتمع معه يقص عليه تفاصيل المشروع الجديد بإيجاز يفند المميزات المتوقعة منه في المستقبل بالأرقام والتفاصيل الدقيقة والتي كان يطلع عليه رياض اثناء ذلك ليخرج رده بإعجاب
برافو يا كارم عدي لما قال عنك شعلة نشاط مكدبش لحقت في وقت قياسي تعمل دراسة الجدوى الهايلة دي انت بتجيب الوقت منين لكل ده
ضحك المذكور بزهو ليأتي رده متوافقا مع طبيعة شخصيته
يا حبيبي الإنجاز دا الصفة الاهم لكل رجل اعمال قادر على الاستمرار وانا يا قلبي لو معملتش كدة السوق هيبلعني وهنزل في اخر القائمة ودي اپشع من اي كابوس في حياتي انا عيني دايما ع المقدمة
ابتسامة رائقة ارتسمت على ملامح رياض ليعلق بذكاء شديد
يبقى كدة عينك على مصطفى عشان دا البريمو علينا كلنا في عيلة عزام والمنطقة كلها كمان
اجابه بصراحة وملامح مفعمة بالحماس والتحدي
وابقى قدامه كمان ايه المانع انا عارف انه عبقري وعنده علاقات هايلة بروساء الدول كمان بس انا بحاول اهو بكل جهدي.
كلنا بنحاول يا حبيبى بس انت قولت بنفسك عنده علاقات هايلة وخبرة جبارة جعلته يسبقنا كلنا رغم فرق السن البسيط ما بينا وبينه بس بصراحة هو جدع ويستاهل المكانة اللي هو فيها
خرجت من رياض بصدق اثار فضول الاخر لسؤاله
طب ولما هو جدع وانتوا الاتنين رجال أعمال مخدكش في سكته يكبرك ليه
زي ما بيعمل مع اخوه ولا اصحابه جاسر الريان ولا اللي اسمه طارق دا كمان .
قال الاخيرة بضيق ذكر رياض بالعداوة القائمة مع المذكورين رغم عودة المياه بعض الشيء لمجاريها بين العائليتن وقد ذكر امامه سابقا السبب الاساسي وراء ذلك ليرد بمكر
قلبك اسود اوي انت يا كارم وعمرك ما هتنسى ع العموم يا سيدي عشان اجيبلك الفايدة انا اللي رافض المشاركة والمساعدة من مصطفى دا بالذات رغم عدم وجود أي خلاف او حزازيات ما بينا ورغم انه عرض عليا قبل ذلك كتير بس انا برضو مصمم على موقفي .
ليه
من غير ليه انا مش عايز .
قالها بجدية جعلت كارم يطالعه بتمعن مستغربا إجابته وهذا الجمود في نطقها ليباغته بعد ذلك بسؤاله
رياض انت مفيش اي ست في حياتك
وايه دخل الستات في موضوعنا
تمتم بها بابتسامة لاحت على محياه مستغربا تغير دفة الحديث فجأة لمنحنى مختلف جذريا عن العمل وجديته وكان رد كارم ببساطة قبل ان يرتشف من عبوة المياه الغازية التي امامه غامزا بشقاوة
مفيهاش دخل يا سيدي بس هما اللي بيحلو الدنيا وبصراحة الحياة من غيرهم ملهاش معنى.
سمع منه ليقهقه بضحكة نادرا ما تصدر كنه منه معلقا
اقسم بالله انت مش معقول يا كارم
عادت عائشة في ميعادها اليومي من مدرستها لتفاجأ بزوجة عمها التي كانت تتقدمها قي دخول البناية محملة بعدد كبير من أكياس الخضروات والبقالة من لحوم واشياء اخرى لتقف وتضعهم اول الدرج وتستند هي بذراعها على