رواية حان الوصال (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم امل نصر
عم علي .
ليذعن الرجل مغادرا بها على الفور رغم استغرابه من توترها.
وبعد لحظات قاربت الربع ساعة خرجت من خلفها شقيقتها الصغرى لتذهب نحو مدرستها ثم تقابل بابصارها ابن عمها سمير الذي توقف محله ف مدخل البناية يطالعها بتساؤل اثار التسلية داخلها لتسخر كعادتها
يا دي النهار الملزق لما يبتدي من اوله.
اصابته كلماتها بالغيظ الشديد حتى انه لم يصمت لها هذه المرة يدفعه الفضول ايضا في السؤال
رفرت اهدابها بتمثيل لتردد باستخفاف
افندم حضرتك انت بتكلمني انا
امال بكلم خيالي.
هتف بها ليقترت متسائلا
اختك مخرجتش ليه معاكي النهاردة هي تعبانة
هذه المرة صارت ټضرب كفا بالاخر تحدث نفسها بتجاهل له
لا اله إلا الله انا قولت من البداية انه يوم ملزق.
همت ان تتخطاه غير مبالية ليوقفها ناهرا وكأنه قد اصيب بالجنون
وكأنه ضغط على زر الاشتعال لتفرغ به طاقة الڠضب التي تحملها منه ومن اسرته
اولا اختي ملكش حق تسأل عليها ثانيا بقى انا مؤدبة ڠصب عن اي حد ولو مش مؤدبة برضو ملكش دعوة.
لسانها الحاد كسياط تجلد من أمامها ولكنه ابدا لن يصمت لها
تكورت وجنتيها بضيق طفولي تزفر في وجهه بحنق ثم تهم ان تقرعه بما يستحقه ولكن اوقفها مجيء شقيقه الأصغر ينقذه من براثنها
ايه في ايه صوتكم جايب لاخر الشارع ايه اللي حصل يا عائشة
ردت رافعة له حاجبها
اسأل اخوك الكبير المحترم اللي بيتعرض لواحدة قد عياله وبعدها يتهمني اني بقل ادبي طب انا ماشية ورايحة مدرستي دلوقتي واياك الاقيه بيوجهلي اي كلام تاني .
بقى انا بتعرضلها وهي قد عيالي ليكون فاكرة نفسها طفلة حقيقي دي عجوز شمطاء
.
وحد قالك تقف في وش القطر اتحمل بقى لسانها اللي زي المرزبة .
تفوه بها سامر ضاحكا يصعد الدرج لمنزله قبل ان يتوقف على قول شقيقه
انا كنت بسألها على اختها الكبيرة الهانم راجعة امبارح على واحدة بالليل والنهارده مظهرتش خالص.
واحدة بالليل! ليه يعني
حينما توقف بها العم علي داخل محيط المنزل الضخم ترجلت منها سريعا والهاتف على اذنها تتحدث مع الدادة نبوية لتنفذ التعليمات المطلوبة في مجالسة الهانم الكبرى
كان هو في طريق خروجه نحو عمله لتتشبث قدميه بالأرض فور رؤيتها حتى مر طيفها يتخطاه فيصل لأسماعه تحيتها على عجالة
اكملت محادثتها تسرع بخطواتها وكأنها فعلت ما عليها والان تريد الهروب منه ليتوقف محله ناظرا في اثرها حتى دلفت لداخل المنزل واختفت بداخله .
ثم يعود لصوابه شاعرا بشيء ما غير مفهوم ان كان ارتياحا لمجيئها بديلا في الوقت المناسب لرعاية والدته في وقت مرض المرأة التي تتحملها ام هو لمحة من انتعاش سرت داخله برؤيه البريق الاخضر رغم حديثها المقتضب السريع ثم هذا الشيء المختلف بها رغم ارتدائها هذا الثوب الرديء لكنه لا يليق بها ابدا.
ربتت سميرة على كتف ابنها وهو يتناول الطعام بنهم اثناء جلستها معه في موعد الزيارة الاسبوعيه تخاطبه بتعاطف وعدم احتمال لما وصل اليه.
كل يا حبيبي وبر نفسك انا جيبالك اكل كتير اشكال والوان دا غير الفلوس اللي حطيتها في الامانات مش عايزاك تحتاج حاجة خالص يا ابني
رد ابراهيم يلوك الطعام بفمه
انا عايز اخرج ياما هو دا اللي انا محتاجه مش شوية الاكل والشرب داخل سجن من اربع حيطان.
مصمصت بأسى وحنق يغمرها
ويعني انا هعمل ايه اكتر من كدة يا حبيبي المحامي بياخد شيء وشويات وابوك على قد ما بيعارضني لكنه في الاخر بينخ ويديني اللي عايزاه عشانك لكن بقى اللي معقد الدنيا هي شهادة الشهود خالتك اترجتها كذا مرة لكن المزغودة امنيه راكبة راسها نست اللي كان ما بينكم وباعت بطول دراعها بعد ما اتخطبت لحضرة الظابط الهي ما توعى تفرح.
كلمات الحقد التي تتفوه بها كانت تزيد من صب الوقود واشعال النيران بصدر ابنها الناقم من الأساس
اه ياما متفكرنيش بت ال....... اللي كانت زي الخاتم في صباعي لعبة احركها من ايدي دي لإيدي دي خلاص كبرت وشافت نفسها.
زفر بحريق من داخله مع دخان السېجارة التي اصبح ينفث بها غليله بعد ترك الطعام
اموت واعرف بس الظابط دا ايه اللي عجبه فيها عادية واقل من العادية كمان دا غير انها غبية مفيهاش غير بس جسمها.........
توقف وقد لاحت بعد اللقطات القديمة في مخزن والده وما كان يفعله بخسة معها ليمسح بظفر ابهامه على ذقنه النابتة بتفكير
يكونش دا اللي عجبه فيها هو كمان
تبسم بغليل مغمغما
ماشي يا امنية والله ما هاسيبك.
اثناء مطالعته للملفات وتوقيعه على الاوراق المطلوبة وهي تحدق اليه بوله كعادتها كي تفتح معه اي حديث عادي تخرج من اطار الرسمية التي يحبسها بها
ماما فرحت اوي لما حكتلها عن انجاز الشركة والتوقيع اللي حصل امبارح مع مسؤلي الماركة العالمية للأزياء مش قادرة اقولك كان ناقص بس تزغرط.
رفع رأسه بشبه ابتسامة خفيفة كرد لها ليقول ببرود لا يناسب لهفتها قبل ان يعود لما يفعل
ربنا يبارك فيها سلميلي عليها
تمتمت بإحباط اصبح يلازمها من افعاله
يوصل ان شاءالله رغم انها ھتموت وتشوفك بنفسها ترغي وتتكلم معاك.
اوما يرضيها بمجاملة
ان شاء الله اكيد هشوفها في اي مناسبة للعيلة.
بادلته هي الأخرى بابتسامة باهتة لتتناول منه عدد الملفات وقبل ان تلتف أوقفها بقوله
صحيح يا لورا متنسيش تتصلي بالدادة نبوية وتعرفي ايه حالتها عشان تبعتيلها دكتور كويس اصلها تعبانة جدا على حسب ما سمعت .
تساءلت بتوجس
وطنط نجوان مين مراعيها دلوقتي.
بهجة .
توسعت عينيها بمفاجأة وهو يخبرها عن مجيئها اليوم منذ بداية الصباح بناءا على طلبه لتعقب بتشتت وغيط
ازاي حضرتك وانا شايفة اسمها في دفتر الحضور للعاملات قبل ما اجي دي اكيد صباح بتغطي عليها بقى انا هطين عيشتها.
صدحت منه فجأة ضحكة مجلجلة نادرة كادت ان تطيح بها ليقول بمرح
طب والله جدعة وعملت اللي انا غفلت عنه اسمعي يا لورا احسبي كل الايام اللي هتقضيها بهجة في الشفت زيادة محل الدادة نبوية وجمعيهم في مكافأة لها دا غير طبعا الايام اللي هتغيبها هنا متتحسبش غياب.
برقت عينيها باعتراض لم تخفيه
وافرض استهبلت ولا وزودت فيها دي عمرها ما هتبقى زي دادة امينة انا اصلا بدور على واحدة زي دادة عشان نستبدلها في أي وقت.
ترك كل شيء وارتكزت عينيه عليها برد هاديء وحازم
وماله يا لورا دوري ولو لقيتي زي الدادة جيبيها برضوا تساعد معاهم..... مش نستبدل..
بقوله الحاسم أنهى كل سبل الجدال معه لتنصرف من امامه تغمغم داخلها بكل عبارات الحنق والندم على
توظيف هذه الفتاة بمنزله.
رايحة فين يا سنيورة
توجهت درية بالسؤال نحو ابنتها التي خرجت من غرفتها تتمايل بخطواتها المتبخترة وقد تزينت بمبالغة كعادتها وارتدت افخر الملابس من خزانتها واضيقها ايضا كي تبرز المنحنيات والتفاصيل اللافتة بها.
فجاء جوابها من بين تلويك علكتها
يعني هكون رايحة فين بس ياما هو انا ليا مين غير بيت اخويا اهو ازوره وبالمرة اطمن على عمتي المسكينة التعبانة.
عند شادي.
تمتمت بها درية لتضيف بعدم رضا
احنا مش قولنا نبطل الروحة والجاية على هناك مدام خطب وكل واحد راح لنصيبه يبقى نشوف احنا نصيبنا بقى
قالتها بمغزى فهمت عليه ابنتها لتقارعها برفض
وطبعا قصدك بالكلام ده الواد ربيع ابن عم خيري صاحب ابويا بقى الاشكال الضالة دي تتسمى نصيب ياما انا عايزة واحد ببدلة ملو هدومة مش العيل الشارب ده.
في رد مباغت مصمصمت درية بشفتيها ترد بسخرية
اه يا ختي حقك ما انتي واخدة البكالوريا ولا الاسنس اللي بيقولوا عليه...... فوقي يا روح امك دا انتي شهادة دبلوم صنايع وخدتيها بالغش كمان يبقى ايه لزوم العنطزة بقى
دبدت قدميها على الارض بغيظ وعيناها الټفت نحو المطبخ لتعود اليها هامسة بتحذير
ما توطي صوتك بقى ياما وخلي بالك احنا مش لوحدنا في البيت .
قالت الأخيرة بإشارة نحو زوجة اخيها التي كانت تعد الطعام داخله ولا تدري بأنها كانت تضحك الان بصوت مكتوم وقد وصلها الحديث
اما عن درية فقد امتقع وجهها بحنق والأخرى تلح عليها
سبيني امشي بقى ياما انا مبعملش حاجة غلط واحدة ورايحة بيت اخوها وتطمن على عمتها فيها ايه دي بقى
عودة لبهحة التي مازالت تقنع نجوان وتحاول ترضيتها بعدما استيقظت ولم تجد نبوية التي اعتادت على مجالستها صباحا ومعظم الوقت
يا ست عبريني يعني لا عايزة تقومي تفطري ولا تغسلي وشك حتى هتفضلي لازقة طول اليوم ممدة في السرير.
ظلت على حالها لا تنطق الا كلمة واحدة
نبوية.
تنهدت بهجة داخلها تناجي الصبر لتستمر في مهادنتها
ما قولتلك كزا مرة انها تعبانة هي لو تقدر برضوا هتسيبك ومتجيش.
اشاحت بوجهها للناحية الاخرى برسالة واضحة برفضها لتغمض عينيها بيأس لمدة من الوقت حتى رفعت رأسها فجأة تعبر عما خطړ برأسها وهي تراقبها
شعرك اصفر وزي الحرير سبحان الله حتى وانتي قايمة من النوم ومنعكش حوالين وشك برضوا مخليكي قمر.
يبدو ان كلماتها قد أتت بأثرها وقد الټفت لها تنتظر المزيد ف الانثى حتى لو كانت بنصف عقل سوف تستجيب للغزل
فتبمست بهجة متابعة بإعجاب
انتي عارفة بقى انا كان نفسي يطلع شعري اصفر زيك كدة يعني عشان يليق على لون عيوني حكم احنا وارثين العيون الملونة دي من امي انا والواد ايهاب خدنا اللون الاخضر الصافي اما البت جنات خدت العسلي والمزغودة عائشة اخر العنقود فدي خدت الزتوني عشان تغيظنا كلنا بروعته.
ظلت نجوان على وضعها وقد وضح جليا ان الحديث قد اعجبها ليخرج صوتها اخيرا
انتي حلوة .
تاني .
صدرت بمرح من بهجة لتتابع باتساع ابتسامتها
والله وانتي اللي قمر ياما نفسي اوصل لسنك كدة وابقى في نص جمالك.
استجابت نجوان وبفعل طفولي اصبحت تهز اكتافها بزهو لتردف بهجة بتمني
يا سلام ع الروقان والجمال يا ناس لما تبقي هادية اه لو تبقى هادية ورايقة كدة على طول...... بقولك ايه هو انا ينفع اسرح شعرك الحلو ده.
سمعت منها لتذهب عيناها نحو الفرشاة الملقاة القريبة منهم لتوميء بعيناها بموافقة جعلت بهجة تقفز من محلها بحماس
حالا هسرحلك واعملك احلى تسريحة.
دفع باب الغرفة ليدلف اليها بخطوات مسرعة ليبطأها فجأة مع انتباهه لحالة الاخر حينما وقعت عينيه عليه
يتحدث في الهاتف بابتسامة حالمة يهتز بكرسيه برواق حتى انه حاول ان ينهض كي يؤدي التحية العسكرية اليه ولكن امين اوقفه ملوحا بكف يده.
ليجلس مقابله يسند بمرفقه على سطح المكتب مريحا وجنته على قبضة