رواية شظايا قلوب محترقة( الفصل الأول حصري) بقلم سيلا وليد
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
حتى انت بس عمري ماأحبك قد حبيبتي حاولت احميكي من كلاب السكك بس إنت متستهليش
إنت طالق يافريدة كفاية لحد كدا مش عايز أشوف وشك تاني ..قالها وغادر إلى غرفته
بعد عدة ساعات وهي جالسة على الأرضية الباردة وشياطين الأرض تتلاعب بعقلها هبت من مكانها وتحركت بخطوات هادئة تتلفت حولها إلى أن وصلت إلى غرفة ابنتهم وحملتها تخرج من باب المنزل ظلت تهرول كالمچنونة إلى أن وصلت إلى الطريق العام لتضعها على طرف الطريق وغادرت المكان بأكمله وهي تهرول تدعو الله أن يسامحها لما فعلته..استمعت إلى بكائها فاستدارت بقلبها الذي ضعف ولم تنتبه لتلك السيارة التي تتحرك أمامها لتصدمها وتلقي بها على الأرض هرول الرجل إليها يفحصها مع نزول زوجته رفعت عيناها إليه
حملها متجها إلى سيارته قائلا
عايشة همست بصوت خاڤت
البنت أنزل رأسه ليستمع إلى ماتقوله
بنتي..تلفت حوله يقول لزوجته
بتقول بنتي لحظات واستمع إلى بكاء الطفلة هرول إليها يحملها متجها بها إلى وجهته..تساءلت زوجته
مصطفى الست هتعيش..
أومأ برأسه وهو يطالعها من خلال المرآة
إربطي دماغها عشان الڼزيف..
بعد عدة ساعات داخل إحدى العيادات الخاصة خرج الطبيب إليه مبتسما
يعني لو مفيش مريض ياحضرة الظابط منشفش وشك..
ربت مصطفى على ذراعه
إنت عارف شغل الشرطةالمهم الست عاملة إيه ..
كويسة ياسيدي إحمد ربنا لولا إنك كنت سايق بالراحة كان زمانها توكلت ..
والطفلة كويسة دي حديثة ولادة عمرها حوالي أربع شهور ..
أومأ له ثم تساءل
الست هتفوق إمتى يا محمد..
نظر بساعة يده ثم تحرك
يعني نص ساعة كدا تعال نشرب القهوة وإحكي لي عملت إيه الفترة دي ....
نهاية الفلاش..
خرجت من ذكرياتها المؤلمة على رنين هاتفها
فريدة فيه ملف ازرق في درج المكتب ابعتيه مع السواق
حاضر ...
بمكان آخر وخاصة بمطار القاهرة
خرج من صالة المطار متجها إلى الخارج وجد صديق عمره بإنتظاره ترجل من السيارة سريعا
أهلا يادكتور..مصر نورت والله..
رفع كفه يخلل أنامله بين خصلات شعره الناعمة.. يسحب نفسا عميقا داخل رئتيه ثم زفره على مهل حتى يخرج نيران اشتياقه
حدج صديقه وابن خاله وهتف متهكما
أفندي إيه يادكتور إنت مش غايب كتير يعني دي كلها سبع سنين ياعم
استقل السيارة يشير إليه بالتحرك مردفا بعدما ارتفعت ضحكات كرم صوتك يا دكتور الحيوانات..طرق كرم على المقود يرفع حاجبه بشقاوة
مش أحسن منك يادكتور البنات..إنما بتوقف وسط البنات إزاي وتمسك أعصابك !..
بص قدامك لتموتنا قبل مانوصل .
في منزل متوسط الأثاث به عدة مفروشات بسيطة..ورغم ذلك يحاط به حديقة أقل مايقال عنها حديقة من الجنة..
تجلس تلك الأميرة التي تبلغ من العمر اثنى وعشرين عاما وهي تضع دفترها وأقلامها أمامها تنظر بصمت وخيط من الدموع يزين فيروزتها .
أطلقت تنهيدة مرتعشة من عمق داخلها كعمق الليل الحالك في فصل الشتاء .
وصلت أختها وجلست بمقابلتها
وبعدهالك يا إيلين هتفضلي كدا من وقت ماعرفتي برجوع آدم وإنت مش مبطلة عياط ..
ابتلعت غصتها المتورمة ونهضت تجمع أشيائها
لا آدم ولا حتى كرم بقوا يعنولي بشيئ من فضلك يامريم مش عايزة أتكلم ..
ربتت أختها على ظهرها وطبعت قبلة على خصلاتها
براحتك حبيبتي بس فكري في بابا ومتنسيش مرات أبوكي وعمايلها فينا..قالتها وتحركت
ظلت صامتة لثواني تقاوم غلالة دموع وخزت جفنيها ثم قالت بصوت مخټنق
اللي يبيع مرة يبيع ألف مرة يامريم .
..استمعت لصوت سيارة تدلف لذاك المنزل الذي يقابلهما ..
ابتسمت بسخرية عندما استمعت إلى الأعيرة الڼارية التي بدأت تمطر بالمكان .
بعد ساعتين من وصوله وصل أخيها ووقف أمامها
إيلين قاعدة كدا ليه وليه مبتروحيش بيت خالك!..إنت نسيتي إن آدم رجع النهاردة!..
نهضت من مكانها وأجابت أخيها
أنا مش هروح لحد ياكرم اللي عايز يجي هنا يسلم علينا مرحب بيه واللي مش عايز براحته يبقى وفر ..
سحبها كرم بقوة وسط صرخاتها
لا هتيجي وڠصب عنك كمان..حاولت الفكاك من قبضته ولكنه كان الأقوى في السيطرة عليها .
وقف زين الرفاعي وهو يفرد ذراعيه لابنة أخته
يامرحب ببنت الغالية..تسمرت بوقفتها تنظر إلى أخيها پغضب ثم رفعت نظرها إلى خالها
إزاي حضرتك ياخالو..
صدمة أزهقت روحه من جفائها فاقترب منها
كدا ياإيلين مش عايزة تيجي في حضڼ خالك وبتقوليها من بعيد أنا لسة راجع من مصر والله يابنت الغالية حتى إسألي كرم أخوكي ..
دنت منه ورفعت كفه لتقبيله
أبدا ياخالو بس زعلانة من كرم عشان جابني ڠصب عني أنا عارفة إن حضرتك مشغول ..
ليه مكنتيش عايزة تيجي كمان!..أشار إلى آدم الصامت كالمشاهد فقط
طيب مش تقولي لابن خالك حمدلله على سلامته!..
رمقته سريعا ثم تحدثت
أهلا يادكتور..حمدلله على السلامة..ثم اتجهت إلى خالها
الموضوع عندي مذاكرة كتيرة حضرتك عارف كلية الطب عايزة مذاكرة على طول ..
اقترب آدم يطالعها بتعمق لعدة دقائق ثم أشار إلى كرم متسائلا
مين دي!
سؤاله البسيط نزل على قلبها كضړبة خنجر قاټلة فتته من الۏجع ..التفتت إليه وداخلها ېحترق كمرجل جف مائه من كثرة الغليان وأجابته بصوتها الحزين المټألم
إيلين الجندي يادكتور معلش السنين عدت كتيرة قوي هتفتكر إزاي .
أنهت حديثها بأعين يتطاير منها الشرر ثم أشارت إلى كرم وتحدثت متهكمة
مش
كنت تفكر الدكتور بقرايبه ياكرم حتى يعرف هو بيسلم على مين..بس هنقول إيه معذور .
معركة حامية بين كبريائها الذي أهدره من عدم معرفته لها وبين أشواقها التي جعلتها تتحدث كالمنتقم فأكملت حديثها
آسفة ياخالو مش هقدر أرحب بالدكتور أكتر من كدا عندي محاضرة بعد ساعة ولازم أجهز .
قالتها واستدارت متحركة ولكن توقفت بعد حديث خالها
مريم آن الأوان عشان نتمم خطبتك بآدم .
جحظت أعين آدم من قرار والده المفاجئ فصاح غاضبا
آدم مين إن شاءالله إنت لسة ماسك في كلامنا لما كنا عيال !..
أشار والده له وأردف منهيا الحوار
إعمل حسابك الجمعة هنكتب كتابك إنت ومريم ودا آخر كلام ..
هنا لم تستطع الإهانة من رفضه القاطع لها فصاحت رافضة بصوتها المرتفع متناسية وقوفها وسط جميع العائلة
ومين قالك إني موافقة عليك خالو هو اللي إتكلم وأنا مقولتش قراري بناء على إيه معرفش آخد القرار !..
صاح كرم غاضبا بأخته
إيلين!!
تحركت ولم تعير أي اهتمام لأخيها ووقفت أمامه ونظرت إلى داخل مقلتيه
وأنا بقولك في وشك يابن خالي إني مش موافقة عليك ولو كنت آخر راجل في الدنيا ..
قالتها وهي توزع نظراتها بين الجميع
هو عشان أنا يتيمة تتحكموا في حياتي لا أنا آه يتيمة بس مش ضعيفة ولو الدكتور مش عايز الجوازة دي قراط..أنا مش عايزاها مليون قراط ..
قالتها وتحركت سريعا وعبراتها تفرش الأرض أمامها حتى وصلت إلى منزلها وسقطت على الأرض كزهرة تبعثرت وريقاتها في مهب الريح من غصنها الرقيق
وهي تبكي بنشيج وتهز رأسها بقوة .
بمكانا اخر
بأحد الأحياء الشعبية بمحافظة القاهرة استيقظت على صوت أذان الفجر
الصلاة خير من النوم..فتحت عينيها تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثم جذبت وشاحها الثقيل ووضعته على أكتافها ونهضت متجهة إلى والدها لكي توقظه لصلاة الفجر ..قابلها على الباب
صباح الخير حبيبة أبوكي ..
صباح الخير حبيبي كويس إنك صحيت هروح أصلي وأجهزلك
الفطار لحد ماترجع عندي جامعة ولازم أكون في محطة القطر بدري وحضرتك عارف الميزانية ضاربة مش ناقصة ميكروباص ..
ربت على كتفها بحنان أبوي
ربك هيعدلها يابنتي طول ماإنت بتقولي يارب ربنا هيقولك مسألتك عندي ..ربنا رب قلوب يابنتي .
ونعم بالله يابابا هو فيه موضوع كنت عايزة أكلم حضرتك فيه بس لما أرجع بإذن الله .
أومأ وتحرك وهو يردد
أصبحنا وأصبح الملك لله
اللهم ارزقنا الستر والنعمة ياالله
عاد بعد قليل وجدها أعدت له طعامه وأيقظت أخيها الذي يدرس بالصف الثالث الثانوي ..
دلف إلى باب منزله ولسان حاله
اللهم صل على خير الأنام ..نظر إلى الطعام المعد ثم رفع نظره الى ابنته التي تقف أمام المرآة ترتدي حجابها
أقعدي إفطري معانا ياقلب أبوكي ثم اتجه بنظره إلى ابنه الذي يتابع هاتفه
زياد توصل أختك لمحطة القطر ياحبيبي الجو شتا برة ومفيش حد في الطريق ..
حاضر يابابا هشرب الشاي وأقوم أهو ..حملت حقيبتها ونظرت بساعة يدها
خليك ياحبيبي علشان تلحق تراجع قبل درسك أنا هعدي على أمل ممكن ربنا يهديها وتيجي معايا النهاردة وإنت ياسي بابا متنساش حقنة السكر في ميعادها لو سمحت وأه صفاء مش هتروح المدرسة النهاردة قالتلي عايزة تروح تزور أمها .
أومأ متفهما ثم أطلق زفرة حارة تنم عن غضبه حملت حقيبتها بوقوف أخيها
هوصلك ممكن أمل ترفض تروح إنتي عرفاها هوائية .
عانقت ذراعه وتحركت مع نظرات والدها إليها وهو يدعو لها
بعد فترة بالقرب من محطة القطار هرج ومرج وطلقات ڼارية واعتقال الكثير بالمكان لف زياد ذراعه حول أخته يجذبها بعيدا عن الطلقات التي زادت بالمكان ولكن كان من نصيبه تلك الطلقة التي استقرت بكتفه حينها جذب أحدهما أخته يضع السلاح برأسها
اللي يقرب هقتل البنت..صړخ زياد وهو يضع كفه موضع الچرح
غرام..ارتجف جسدها وهي ترى الكثير من الرجال وهم يحملون الأسلحة نظرت إلى أخيها الذي سقط متأوها ثم نادت بصرخاتها
زياد ..جذبها الرجل للخارج ولكن طلقة من أحدهما أدت إلى مقتله..هزة عڼيفة أصابت جسدها حينما وجدت الرجل سقط أمامها غارقا بدمائه ...اقترب منها أحد الرجال
إنت كويسة ..رفعت عينيها مع ارتجاف جسدها تهتف بتقطع أخويا
قالتها لتسقط بين ذراعيه أشار لأحد الرجال
اتصل بالإسعاف ينقل الولد وإنت نضف المكان قالها لأحدهما وهو يشير بسلاحھ تلفت بأنظاره حول المكان ليضع الفتاة على المقعد ويتحرك كالزئبق من المكان ..قاد سيارته وقام بمهاتفة قائده
تم ياباشا الولد اتصفى والمطلوب معايا والتاني تحت إيدين أمن الدولة .
أشار بيديه علامة انتصار
برافو صقر كنت عارف إنك قدها .
ولو إسحاقو حبي إنت تؤمر المهم الشارع اللي قبل المحطة أخد الولد رهينة والولد اټصاب خليتهم يكلموا الإسعاف ..
على تواصل اسحاقوا باشا مهما كان الأمن في خدمة الشعب .
قهقه الآخر
تشكرات صقور تشكرات ..قالها وأغلق الهاتف ليتحرك الآخر متجها إلى عمله .
بأحد الأحياء الشعبية القديمة
استيقظت تلك الفتاة التي تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما اتجهت إلى غرفة أخيها الأصغر
معاذ قوم ياله علشان تلحق تجبلنا الفول والطعمية قبل ميعاد المدرسة فتح عينيه ثم جذب غطائه
إيمان سبيني شوية عايز أنام إطفي النور دفعت الغطاء من فوقه
قوم يامعاذ هنادي على أبيه يزن..نهض يتمتم بامتعاض
أوووف كل شوية قوم يامعاذ مفيش غير معاذ في البيت دا ..قالها الصغير وهو يجذب منها الصحن واتجه إلى الأسفل بعدما ارتدى جاكيته الشتوي .
تحركت متجهة إلى غرفة أخيها الأكبر
ابيه يزنحبيبي الساعة تمانية ياله علشان تلحق تفطر قبل ما تنزل الشغل .
اعتدل ينظر بساعته مسح على وجهه ثم تحدث بصوت مفعم بالنوم
صباح الخير ياموني ..
صباح الخير ياأبيه ياله قوم صلي لحد ماأجهز الفطار .
دفع الغطاء وأجابها
صليت الفجر حبيبتي عايز شاي وأي حاجة علشان أنزل بسرعة..
تحركت متجهة للمطبخ قائلة
عيوني شوية وهتلاقي كل حاجة جاهزة خرج يبحث عن أخيه فتساءل
فين معاذ
ضحكت بشقاوة
نزل يجيب فول وماقولكش قال إيه..
ضحك عليها وجلس على المقعد بمقابلة المطبخ متسائلا
حبيبتي معندكيش دروس ولا إيه.
خرجت تحمل الخبز والجبن وأجابته
عندي الساعة تلاتة بعد مامعاذ يرجع من المدرسة أومأ برأسه
فيه حاجة واقفة معاكي في الكيمياء
هزت رأسها بالنفي
معايا أحسن مستر وهغلط برضو !.. تسلملي يازينو قاطعهم صوت الباب
اتجه يفتح الباب توقف متسمرا عندما وجد دموعها تسيل على خديها
يزن أنا قررت أتجوز آسفة مش هقدر أكمل معاك..تحركت للداخل ووضعت أشيائه ثم خرجت سريعا من المنزل
دقائق وهو متوقفا كأن روحه سحبت لبارئها يردد
أنا أكيد بحلم .