الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية الدهاشنه (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلمةملكة الابداع اية محمد

انت في الصفحة 9 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

من اللحظة دي وهي شايفة ان أيان الاحق انه ياخد تار امه ربيته وهي بتزرع جواه حب الاڼتقام مكنش بتعدي لحظة عليه من غير ما تفكره باللي حصل لامه من وهو طفل كانت كل يوم بتاخده الحديقة تحت عند قبر خالتي اللي صممت تدفنها هنا جنبها... أيان معش طفولته زي أي طفل أيان شال حمل كبير مكنش يقدر طفل عنده سبع سنين انه يشيلها! 
بدت متخبطة بما تستمع اليه فسألتها باستغراب 
_بس اللي مش قادرة افهمه ازاي جدي هيعمل كده مع واحدة من دور عياله! 
أجابتها بحيرة 
_مش عارفة بس اللي سمعته انهم كانوا بيحبوا بعض ولما اتقدملها ماما موفقتش عشان فرق السن وعشان كمان جدك كان متجوز وابنه كان على وش جواز! 
انهمرت دموعها على وجنتها وهي تردد پانكسار 
_وأنا أيه اللي يربطني بكل ده ليه يكسرني ويكسر قلبي كده لو كان عايز ينتقم كان قتلني أرحملي الف مرة من العڈاب ده. 
عادت الشفقة تخيم على عينيها فربتت على يدها بحنو وهي تخبرها 
_قومي غيري هدومك وبلاش تفكري كتير في اللي حصل ده. 
ثم أخفضت صوتها وهي تخبرها بحرص 
_ومتقلقيش أنا هحاول أهربك من هنا. 
أمسكت يدها بلهفة 
_بجد 
أومأت برأسها بتأكيد 
_بجد بس لازم تديني فرصة لحد ما اقدر أعمل ده. 
رسمت الابتسامة على وجهها من وسط سيل دموعها فحملت ما بيدها ثم ولجت لحمام الغرفة ومن ثم أزاحت عنها فستانها الأبيض الذي تطمح به أي فتاة لترتدي ما قدمته لها ثم خرجت لتتمدد على الفراش بتعب شديد. 
بغرفة آسر. 
كانت تراقبه بحيرة من استكشاف ما يحدث معه فما أن صعد لجناحه وهو جالس أمام حاسوبه لساعات طويلة حتى أنه لم يشعر بوجودها قط بدى إليها بأنه يفعل أمرا هام خاصة بأنه يتلقى مكالمة كل نصف ساعة من يحيى وبدر فظنت بأنهم يستعدون لفعل شيئا خطېر فجاهدت فضولها النابع بداخلها حينما حملت الطبق الذي أعدته إليه ثم اقتربت بتردد منه فوضعته أمامه ثم قالت بتوتر 
_أنت مأكلتش من الصبح. 
رد عليها دون أن يرفع عينيه عن حاسوبه 
_ماليش نفس. 
بللت شفتيها بارتباك 
_بس آآ... أنت م.... 
قاطعها حينما أمرها بلهجة حازمة 
_قولتلك ماليش نفس ولا لازم صوتي يعلى عشان تقتنعي! 
حملت الطبق عن سطح مكتبه پخوف من حدة حديثه ثم اتجهت لفراشها لتجتنب مشادة الحديث فيما بينهما وخاصة بأنها تعلم ما يمر به في تلك اللحظة لذا لم تحزن لتعصبه عليها بل كان يغلبها الحزن لما يشعر به في تلك اللحظة التي لا تتمناها لأحدا. 
غرق آسر بما يفعله لساعات حتى انتهى أخيرا فأغلق حاسوبه وهو يردد بتوعد 
_انت اللي ابتديت قابل بقى. 
ونهض عن مقعده ثم اتجه للسرير فاستلقى لجوارها ليتفاجئ بها تتطلع إليه بعين يقظة فتساءل بذهول 
_أنتي لسه منمتيش 
قالت والدموع ټغرق عينيها 
_هنام ازاي وأنت صاحي! 
منحها نظرة حنونة فجذبها لأحضانه ويديه تربت على ظهرها حتى تستكين بنومتها على صدره وهمس بحزن 
_متزعليش من طريقتي معاكي في الكلام أنا مش قادر أشوف أي حاجة غير اللي عمله الكلب ده. 
تعلقت به مثلما اعتادت ثم أجابته بصوتها الناعس 
_أنا زعلت لإني مش قادرة أخفف عنك اللي أنت فيه. 
رسم ابتسامة شبه باهتة وهو يجيبها 
_متقلقيش عليا أنا بعرف أسيطر على نفسي كويس. 
وأغلق الضوء المجاور له ثم أغلق عينيه باستسلام 
_نامي... 
كلماته كانت مبهمة للغاية وربما أكدت ظنونها بنيته لفعل شيئا خطېرا سئمت من التفكير في الأمر وبالنهاية استسلمت لدفء أحضانه فسرعان ما غفت بين ذراعيه هي الأخرى.. 
نسمة هواء الفجر يلفح الأنفس بنقائه فمازال الناس في غفوة وعينيه ترفض النوم إلى أن ضاق الأمر به فهبط للأسفل قاصدا الحديقة أمام منزله وبالأخص ذاك الركن المنفرد بعيدا عن الأشجار ألقى بثقل جسده أرضا وهو يحاول التقاط أنفاسه بمعدلات ثابتة وحينما لم يستطيع أخرج ما به فارتمى بذراعيه على الحجارة من أمامه ليخرج ما كبت بداخله من أهات شقت صدره ولسانه يردد بتردد لما يجتاحه 
_عشت طول عمري عشان اللحظة اللي أرجعلك فيها حقك بس كنت فاكر أن الڼار اللي جوايا دي هتنطفي كنت فاكر اني هرجع أعيش حياتي اللي اتحرمت منها بس للاسف محصلش أنا اتكويت بڼار تانية جوايا ۏجع ملهوش وصف. 
وارتد أيان بجسده للخلف وهو يشير على صدره 
_قلبي أنا اللي وجعني مش قلب فهد أنا مش عارف اذا كان اللي عملته صح ولا غلط بس صدقيني كنت مستعد اعمل أكتر من كده عشان أنتقم من اللي أذوكي.. 
وأزاح دمعاته بكره لرؤياها وهو يستكمل حديثه بتعصب 
_أنا مينفعش أحس بحاجة ناحيتها مينفعش دي بالنهاية من نسل اللي اذوكي لازم أفوق من وهمي ده مستحيل يكون جوايا حب ليها. 
وزحف بجسده للخلف حتى استند على جزع أحد الأشجار فأغلق عينيه وهو يهمس بخفوت 
_هكرهك زي الحياة اللي عشتها وأنا مفروض عليا أني أواجهها هكرهك لأخر عمري! 
وعد بالكره اتخذه من جوار قبر والدته لا يعلم بأن خلف كلامه نفور لما يردده خلف ما يدعيه قلبا خفق
عشقا لها! 
بزغت الشمس كقبلة باسمة على ثغر الصباح لترسم نهارا مختلفا كثيرا عما يسبقه فشعرت روجينا بشيئا حاد يلكز خصرها ففتحت عينيها بانزعاج فانتفضت من محلها بفزع حينما وجدتها تقف مقابلها وتحدجها بنظرات قاټلة اتبعها قولها الشرس 
_بسلامتك لسه نايمة أني مش منبهة عليكي تقومي من بدري ونجهزي الوكل! 
_راحت عليا نومة والله هنزل حالا أعملك اللي عايزاه. 
اتاها ردها اللازع 
_مش بكيفك يا حببتي هتنزلي غصبن عنك وعن اللي خلفوكي. 
خرجت ناهد من حمام غرفتها سريعا حينما استمعت لصوت صړاخها فاڼصدمت حينما وجدتها تعتدي بالضړب المپرح عليها حالت بينهما سريعا وهي تصرخ بوالدتها 
_حرام عليكي يا ماما بتضربيها وهي حامل! 
دفعتها بعيدا وهي تشير لها بتحذير 
_متتدخليش انتي خليكي بره أحسنلك.. 
ثم دفعت روجينا تجاه باب الغرفة وهي تشير لها 
_٥دقايق لو نزلت ملقتش الفطور جاهز وقسما بالله لأنسل لحمك ده تنسيل سمعاني. 
أشارت لها عدة مرات ثم قالت بتوسل 
_هنزل بس اديني اي حاجه البسها. 
فالبيجامة التي ترتديها كانت تصل لمنتصف ذراعيها وحتي لم تكن ترتدي حجابا تخفي بيه شعرها ابتسمت بتسلية 
_هتنزلي اكده وان كان عاجبك. 
انصاعت لكلماتها وهبطت سريعا للأسفل فالتقطت ناهد اسدال للصلاة الخاص بها ثم كادت بالهبوط من خلفها ولكن اعترضت والدتها طريقها فجذبت ما بيدها وهي تصرخ بوجهها 
_قولتلك متتدخليش في اللي بيحصل اهنه والا من بكره الصبح هحجزلك على أول طيارة سامعة 
خشيت بأن تفعل ما تقول فهي تعلم والدتها حق المعرفة لذا تراجعت للخلف پخوف واستسلاما لرغباتها فهي تعلم إن أصرت والدتها بسفرها لن يستطيع أحدا أن يقف أمام قرارها. 
بالرغم من وجود الكثير من الخدم بالمطبخ الا أن جمعيهم خشوا مساعدتها في الحصول على الأغراض الاساسية لتحضير الطعام الجميع ملقن بالتعليمات تجاه معاملتهم تجاهها حتى وإن لم يكن البعض على اقتناع بما يحدث معها فكان أغلبهما يشفقون على حالتها وبعد عناء انتهت روجينا من وضع الطعام على الطاولة المقابلة للمطبخ وكان الطبق الذي تحمله أخر ما تبقى فخرجت لتضعه على المائدة وحينما استدارت لتستعد للعودة للمطبخ شهقت فزعا حينما وجدت عدد من الرجال يحيطون القاعة لأول مرة ينتابها الشعور بالعري فأخذت تشد من كم البيجامة لتخفي ذراعيها ويدها الاخرى تخفى خصلات شعرها المنفرد وكأن تلك اللعېنة أمرتهم بالدخول لأجل ذلك لتجعلها تشعر بأنها مباحة للجميع هرعت للداخل لتحتمي بين حوائط المطبخ وعينيها تبكي في صمت تام فمرت أكثر من ربع ساعة ومازالت تختبئ من الأعين إلى أن أتاها صوت تلك المرأة الكريه تأمرها باستنكار 
_فين الشاي! 
كزت على أسنانها غيظا لما تتعرض له من مهانة ونهضت لتضع قدر من المياه على النيران ثم وضعت الأكواب على الصينية وما أن غلت المياه حتى وضعتها على الصينية جوار السكر وحملته وخرجت إليهما فتوقفت عن المضي قدما حينما رأته يجلس على رأس المائدة نظراتها المتحسرة جابته وهو يشغل ذاته بتناول الطعام فارتعش جسدها حينما عادت فاتن لتصرخ بها 
_لساكي واقفة عندك همي. 
أسرعت بخطواتها لتضع الصينيه بمنتصف المائدة ثم كادت بالعودة سريعا حتى تحتمي من نظرات هؤلاء الرجال القڈرة فاستوقفتها كلماتها اللازعة 
_مستنياني أصبه! . 
ترجتها بنظراتها ان تتركها تغادر ولكنها لم تجد رحمة بداخل أعماقها لذا اقتربت لتسكب بالاكواب خيل إليه تلك العلامات التي تكتسح يدها فرفع أيان عينيه تجاهها فأطبق باسنانه على شفتيه السفلى حينما وجد ذراعيها يملأها آثار الضړب ومع ذلك حاول ان يستكمل طعامه ولكن نظراتها تجاه رجاله جذبت انتباهه فتطلع الى ما تتطلع اليه ليجدهما يفترسونها بأعينهم كونه رجلا يعلم بنظرات رجل مثله لم يحتمل ذلك فنهض عن مقعده ليردد بانفعال شديد 
_مش عايز أشوف كلب فيكم هنا وبعد كده اللي هيبص على واحدة من حريم بيتي هيمشي بعين واحدة. 
ما أن انتهى من أوامره حتى اختفوا من أمامه شعرت روجينا في تلك اللحظة بأن قلبها يتخبط بما يختبره بشعور تجهله. 
_روحي نضفي البيت كله وخليه يبرق. 
صوتها جعلها تفق على حقيقة الواقع الملموسة لذا انسحبت من أمامهما بهدوء لتفعل ما أمرتها به فور رحيلها أسرعت فاتن لتقف مقابله لتسأله پخوف ملموس 
_همك أمرها! أوعاك تكون نسيت تارك وحبتها يا ولدي ده حساب ولزمن تاخده! 
رفع عينيه الرمادية تجاهها بصمت مزقه حينما قال پغضب ملموس 
_لا منستش بس حضرتك اللي نسيتي انها في الاول وفي الاخر مراتي يعني شرفي وعرضي ومش هستحمل اي حيوان يبصلها نظرة قڈرة زي دي فياريت تخلي بالك من النقطة دي كويس. 
وتركها وصعد للأعلى والاخيرة تراقبه بنظرة سكن بها الشك والخۏف من القادم.. 
بسرايا الدهاشنة 
أراد فهد من الجميع التجمع على الفطار حتى يضم العائلة ويتناسى الجميع ما حدث بالأمس وبالفعل لبى الجميع طلبه واجتمعوا على المائدة فكانت فرصة لم تحسبها تلك التي لم تذق طعام النوم فكيف لعقلها أن يستوعب أن من عشقته وتمنته من الله أن يكون زوجا لها بين ليلة وضحاها ويا لحظها حينما سحب المقعد الذي يقابلها ليجلس أمام عينيها المزدحمة بالكثير من الحديث شعر بها أحمد وود أن يعلم ما بداخلها لذا سحب هاتفه ليراسلها برسالة وصلت لهاتفها ففتحته لتجده أرسل لها 
هشوفك في الجنينة بعد الفطار. 
رفعت نظراتها المرتبكة عن الهاتف تجاهه ثم هزت رأسها اليه بالمواقفة تناول الجميع الطعام في جو من السكون وكأنهم فقدوا مذاق الحديث مما حدث بالامس فمازال يترك أثره العميق على الجميع وبالأخص رواية أما آسر فمال على بدر وهو يتساءل باهتمام 
_طمني عملت أيه 
همس له بابتسامة فخر 
_عيب عليك منمتش غير لما وصلت لرقمهم وما صدقوا اننا نعرض عليهم العرض ده.. 
وعاد ليستقيم بجلسته حتى لا يثير الشكوك
10 

انت في الصفحة 9 من 44 صفحات