رواية الدهاشنه (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلمةملكة الابداع اية محمد
_فهد
استدار برأسه تجاهها فوجدها تميل باستسلام فألقى ما يحمله بيديه وهرع ليساندها وهو يردد بقلق
_رواية حاسة بأيه!
ارتخى جسدها بين ذراعيه فحملها للفراش ثم جذب المياه على الكومود ليضخ بها على وجهها وهو يترقب افاقتها بقلب مكلوم فتحت عينيها وهي تتطلع له بنظرة ساكنة تتأمل بها عينيه التي مازالت تحتفظ بجاذبيتها شعره الذي غلبه الشيب ومع ذلك صنع له وقارا ووسامة زادت عما قبل قلبه الذي ينبض خوفا وعشقا لها تحرر لسانها لتهمس له بتعب
منحها نظرة تلومها عن كل قسۏة حملتها تجاهه عن كل ظنا سوء ظنته به فكاد بالنهوض من جوارها بعدما اطمئن عليها ولكنه وجدها تتمسك بيديه ورفعت رأسها لتغفو على صدره ثم قالت بدموع.
_أنا أسفة ڠصب عني والله أنا مش عايزة حاجة من الدنيا دي غير سعادة اولادي وراحتهم.. كان شيء صعب بالنسبالي أني أشوفك بتقسى عليها وبترفض تساعدها... أنا مقدرتش أشوف أي حاجة حواليا غيرها
_حتى نفسي أنا كنت مغيبة عن كل حاجة يا فهد مكنتش بفكر غير فيها... سامحني أرجوك.
سكنت نظراته فراغ عينيها وبأصابعه الحنونة التي اعتادت تضميد ۏجعها أزاح دمعاتها ثم ضمھا اليه وهو يردد پألم
_مفيش حد بيختار يعيش في ۏجع ده قدر ومكتوب علينا يا رواية صحيح اننا هنواجهه بس في الأغلب هنفضل نحس بيه حتى لو انتصرنا..
_وبعدين انا مش زعلان على خۏفك على بنتك لانها بنتي انا كمان انا زعلان لانك كنتي بعيدة عني طول الفترة اللي فاتت دي ودي أول مرة تعمليها!
سكنت ذراعيه وهي تهمس اليه بخجل
_وحشتني أوي على فكرة.
ابتسم على ندائها الغامض إليه فلم يخذلها أبدا وضمھا إليه ليسحبها بأعماقه أعماق قلبه الملتاع إليها فيرويها بشوقه المتعطش إليها وترويه من غرام عشقها المتيم به.
_ماليش نفس.
حملته تسنيم ثم عادت بحزن فاوقفها قائلا
استدارت تجاهه ثم وضعت الصينية عن يدها واقتربت منه بابتسامة رقيقة أمسك آسر بيدها ثم جعلها تمرر يدها على الفرس فوجدها تتجاوب معه دون خوف لتخبره بعنجهية
_لا قلبي ماټ خلاص.
ضحك بصوته كله ثم قال بغرور وهو يشير على نفسه
_البركة فيا ولا هتنكري.
_مش بس في الخيل كل حاجة كنت بخاف منها وقدرت أتغلب عليها فده بفضلك انت..
منحها ابتسامة جذابة وهو يحتضنها ويردد بعشق
_بأحبك.
صاح يحيى بانفعال
_يا ابني ما تنطق أيه اللي حصل
أدار بدر وجهه للنحية الأخرى فاتجهت نظرات يحيى لعبد الرحمن ثم سأله
_طب قول أنت يا عبد الرحمن أيه اللي حصل بينكم وخلاكم مش طايقين بعض كده!
وضع رأسه أرضا وألتزم الصمت فزفر أحمد بضيق
_مش قولتلك كل ما أكلم حد فيهم محدش يرد عليا أنا قرفت فيهم والله وشكلي كده هلجئ لآسر المرادي مدام يحيى مش جايب معاكم نتيجة..
أسرع بدر بالحديث لعلمه بما يعنيه تدخل بدر بالنسبة لعبد الرحمن فآسر لن يتهاون معه أبدا
_لا بلاش آسر الموضوع بينا ومش هيخرج مننا احنا الاتنين وتافه لدرجة انه مينفعش حد يتداخل فيه.
تفهم يحيى الأمر فأشار لأحمد ثم قال
_سبهم يحلوا اللي بينهم من غير ما حد يتدخل يلا أحنا نروح نبص على العمال بدل ما الكبير يغضب وغضبه واعر..
ضحك على كلماته الاخيرة ثم قال
_يلا يابو نسب.
وغادروا سويا ليتركوا لهم مساحة خاصة لعدم رغبتهم بالحديث عن الأمر بوجودهم فما أن غادروا حتى قال عبد الرحمن بحزن
_بدر أنت عارف إني مستحيل أقول الكلام ده وطبعا مش بكدب تالين بس هي فهمتني غلط أنا اتعصبت شوية
بس هي مدتنيش فرصة حتى إني أفهم منها أو تفهم مني.
استمع لما يقول بصمت فنهض عبد الرحمن عن مقعده البعيد عنه ثم جلس على المقعد المجاور إليه قائلا بهدوء
_من يوم ما رؤى بقت على ذمتك وهي بقت أخت ليا زي اللي في البيت بالظبط ولو حد غريب يعيبها اكيد أنا اللي هقفله ممكن يكون خاني التعبير او مقدرتش أوصلها اللي عايزة اقوله بالشكل المناسب وأنا مش بكابر يا بدر لو أنا غلطت فحقك عليا.
أقتنعت تعابيره واستكانت فوضع يديه على ساقيه ثم قال
_خلاص حصل خير.
ابتسم عبد الرحمن ثم ردد بعدم تصديق
_بجد!
رفع حاجبيه باستنكار
_اجبلك مصحف أحلفلك عليه!
ضحك بصوت مسموع ثم قال
_طب هات حضڼ بقى.
أبعده عنه ساخرا
_لا أنت كده بتتعدى حدودك ووضعك قلقني بعد ما البت خلعت..
عاد لمقعده ليحدجه بنظرة غاضبة فلف بدر بيديه على جسده ثم همس إليه بعجرفة
_بص يا عبده البنات دول عايزين معاملة خاصة بعيد عن الخشونة والبصات والزعيق اللي بنميشه على العمال في المصانع ده حاول تفصل بين الاتنين يا حبيبي البنات تحب المناغشة والواد الروش مش الجحش خدت بالك..
منحه نظرة توحي بالشړ فركض بدر من أمامه والأخر يلاحقه وهو يتوعد له فلم يجد طريق يعبر منه الا وكان يحاصره فركض تجاه الاسطبل..
في ذاك الوقت كانت تسنيم تقف لجوار آسر وتراقبه وهو ينظف قدم الفرس فقالت بدهشة وخوف وهي تتطلع خلفها
_هو أيه اللي بيحصل بينهم بيتشاكلوا ولا أيه
استدار آسر تجاه ما تتحدث عنه فوجد عبد الرحمن يطرح بدر أرضا ويسدد له اللكمات والأخر يضحك ويحاول أن يتماسك عله ينجو من اللكمات التي تتوزع على وجهه وما زاد الامر سوءا رؤى التي تركض باكية في اتجاههما ظنا من أن الأمر جادي اتجه اليهما آسر فما أن رأوه حتى نهضوا عن الأرض ليقف كلا منهما جوار الأخر فقال الاخير بضيق
_في أيه
ضحك بدر وحاول التحكم بضحكاته فقال عبد الرحمن پغضب
_ابن عمك المحترم بيقولي يا جحش.
صدمت تسنيم مما تستمع اليه فكانت تظن بأن هناك أمرا خطېر بينما منحهما آسر نظرة حاړقة قبل أن تطولهما صرامته المخيفة
_تحبوا أنادي للاطفال اللي برة يجوا يلاعبوا معاكم ولا انتوا لوحدكم كفايا بطولكوا ده!
صاح عبد الرحمن بغيظ
_أنت دايما جاي عليا بقولك هزقني وقاعد من ساعتها يديني محاضرات عن الحب وكأني تلميذ!
ضحكت تسنيم تلك المرة فانتبهوا سويا لوجودها فقال آسر ساخرا
_عندها حق والله مهو اللي بيحصل هنا ده هبل..
ثم دنا من بدر ليصيح به بانفعال
_ما تخف على الراجل يا عم روميو ووفر رومانسياتك دي لنفسك أنا عارفك وعارف إنك انسان مستفز..
رفع يديه ليشير على نفسه پصدمة
_أنا يا ابني!
طوفه بنظرة مستهزئة
_مش قولتلك مستفز!
اشار عبد الرحمن لبدر بجدية بأن يتطلع خلفه فاستدار ليجد زوجته تتطلع لهم پبكاء من على بعد تركهم وأسرع تجاهها فوجدها تتطلع لوجهه وكأنها تفتش عن چروحه فقال والضحك يتبعه
_مش هتلاقي حاجة إحنا كنا بنهزر يا ماما!
قالت من بين بكائها
_بتهزروا ازاي أنا شوفته وهو بيضربك!
تعالت ضحكاته وهو يخبرها
_لا خدي من ده كتير متقلقيش أنا محدش يقدر يعلم عليا بس صراحة أنا اللي غلست عليه جامد..
منحته نظرة غيظ فاحتضنها وهو يهمس بمكر
_بس أهو فدني بحاجة الحيوان ده خلاكي تسيبي اللي وراكي وتيجيلي جري..
ثم جذبها لتخطو معه تجاههما فما أن رأته حتى قالت بضيق
_لو سمحت يا عبد الرحمن مالكش دعوة بجوزي بعد كده الهزار يبقى باللسان مش بالأيد..
انتهت من كلماتها وسقط الجميع في نوبة من الضحك وبالأخص عبد الرحمن وتسنيم أما آسر فقال ساخرا
_بتتكلم صح على فكرة محدش يمد إيده على حد عاد وراكم ستات تخاف عليكم وتعملكم قيمة..
ناطحه عبد الرحمن قائلا
_أنت وراك ولا قدامك حد بيعرف يجي جنبك..
رد عليه ساخرا
_ظلمني يالا طول عمرك تعالى ونشوف دنيتنا هتبقى عاملة أيه..
تطلع تجاه تسنيم ثم قال
_خدي جوزك وامشي يا تسنيم مش ناقصين خساير الله يكرمك ويكرمه..
على الضحك والمرح بينهما ليعودوا معا للسرايا..
من قال أن المۏت هو أبشع ما قد يخوضه الإنسان! بل هناك ما هو أبشع يا سادة.. ألم فراق شخصا تعشقه وأنت تعلم بأنك لا تعني له شيئا ۏجع الإشتياق له وأنت تعلم بأنه لن يشتاق إليك بين عڈاب بعده وهو يرى الجنة في بعدك عنه ليته فراق مأساوي على قلبين أهون من قلب واحد يئن بمفرده فكان حال أيان بدونها لا يوصف لا يعلم كيف تحمل ظلمة الليل بدونها إعتاد وجودها لجواره إعتاد التطلع لعينيها حتى وإن لم تكن تحمل له سوى الكره والضغينة إشتاق لها بكل ما تحمله معنى الكلمة فظل ليله ساهرا حتى سطوع نهار اليوم التالي فلم يشكل له فارق كبيرا فلم يعد يفرق بين نهاره وليله شعر بأنه أحمقا حينما سمح لها بالذهاب ولم يحاول منعها فنهض عن فراشه وارتدى ملابسه ثم توجه إليها بدون أي ذرة عقل يمتلكها للتفكير..
بسرايا الدهاشنة..
زلزلت غرفة المكتب من فرط ڠضب فهد حينما علم من آسر ما فعله مهران فصاح بحدة
_اتعدى حدوده وغلطه المرادي كبير ومهيشفعلوش حاجة..
ثم صاح لأحد رجاله
_روح داره وجبهولي قدامي دلوقت سامع.
إنصاع إليه وغادر سريعا ليحضره كان الشباب جميعا يجتمعون بغرفة المكتب حتى سليموعمر فاستمعوا لدقات باب المكتب ثم من بعدها ولجت الخادمة وقالت وعينيها تتطلع لفهد
_في واحد عايز يقابلك يا بيه وبيقول انه اسمه ايان المغازي.
صعق الجميع مما استمعوا فقال بدر پغضب
_جاي ليه تاني الكلب ده!
همس له يحيى
_اهدى يا بدر خلينا نشوف عمي هيتصرف ازاي..
حانت من فهد نظرة جانبية لابنه فتعجب من سكونه تلك المرة فتطلع كلا منهما لبعضهما البعض ليتمكن من فهم ما يود ابنه من قوله وبالفعل يمتلك الحق بذلك فهناك بالفعل من يود أن تظل تلك العداوة مشټعلة بين الطرفين لذا قال وهو يهم بالخروج
_مش عايز حد يجي ورايا..
وخرج من الغرفة ثم اتجه لباب منزله..
جابت عين أيان المنزل بأكمله على أمل أن يلمحها ولكن خاب أمله فلم يكن أحدا بالطابق السفلي سوى الخادمة استقرت نظراته على فهد الذي يقف مقابله بثبات قطعه حينما سأله بحزم
_خير في أيه المرادي.
رمش بعينيه بارتباك ثم قال بحيرة
_مش عارف أنا جايلك