رواية ملاذي وقسۏتي بقلم دهب عطية كاملة
كده كويس اوي .... موضوع بقه الطلق ده فبلاش تستعجلي فيه لاني هطلقك اول ممسك ابني بين ايدي.....
موضوع انساكي ده مفروغ منه لاني مش بس نسيتك دا انا كرهتك كمان...... ام ورد فى دي بنت اخويه من صلب اخويه وانا الواحيد الى أولى بيها منك..... قرب رأسها
اكثر إليه وهو يقول ببرود....
وبعدين انتي متمسكه بى الى في بطنك ليه قدري
بس حكمت ربنا واردته كانت اقوى من انانيتك
ولحبوب الى بتاخديها من ورايا وللأسف بقيتي حامل وشيله ابني جواكي ....
نظر لها مره آخره ببرود وهو يتابع جمود حديثه
قائلا......
صدقيني انا كمان كاره فكرت اني هكون أب من ابن انتي بتكوني أمه.....
لكن انا هصلح الغلطه ديه قريب اوي....
غلطه.... حبك ليه كان غلطه....
اغمض عيناه بقوة اثارا رعشت جسده وقلبه من اثار ملامحها المجهدا والحزينة بسبب قسۏة حديثه...
ابتسمت حياة. بمرارة وهي تراه يجاهد لتمسك امامها بقناع القسۏة ولجمود.....
قالت بسخرية وهي تطلع عليه....
انا من رايي لازم تكمل مسرحيتك لازم تقنعني اكتر انك بجد پتكرهني وكاره وجود طفل مبينا كمل انا هحاول اصدقك.....
انا مبعرفش اعمل مسرحيات ياحضريه ...انتي هنا اكتر واحده بتعرف تالف وتمثل وتقنع الى ادمها بارخص تاليف.....
نهض وابتعد عنها .....ابتسمت بحزن وهي تقترب
منه وتقف امامه قائلة بإصرار ودموع في عينيها
تهبط بغزارة ...
انت ضعيف وكداب .....انت لسه بتحبني انت مش هتقدر تبعدني عنك ....انت ضعيف ياسالم ضعيف
مسك وجهها بين يداه في لحظة...وقربها من وجهه
انا مش بحبك انا بكرهك......... بكرهك.....
نزلت دموعها وهي ترد عليه بإصرار
كداب ياسالم.....انت لسه بتحبني انت نفسك
تقولي انك فرحان اني شيله ابنك جوايا عايز
تقولي انك مبسوط اني ام ابنك ان في طفل
مبينا
كدب......... كدب ياحياه .....
مش كدب ياسالم انت مش عارف تمثل مش عارف تمثل عليه....عينك وقلبك فضحين كدبك
وتمثيلك......
انا لسه بحبك لسه بحبك .....بس
لازم اكرهك
لازم انساكي ياحياه مش قادر خلاص.....
كان يلهث بصوت مسموع وهي كذالك....
رمقها بنظره هداه بدلته هي النظره بدموع
تنزل حزن عليه بسبب فعلتها المشئومة التي
الماضي يثبت ظنه بها كالوشم... مهم قالت هو يظن
انها لم تحبه يوما...... المشكلة ليست وجود
طفلا ام لا..... المشكلة الحقيقية ان الماضي
يلاحقهم أينما اراد الهروب منه يلاحقهم
ليدمر عشق خلقه داخلهم بدون حسابات منهم ! ...
هتف سالم بعذاب لها ....
عايز انساكي ياحياه.... لازم انساكي وكرهك..
اغمضت عينيها بعذاب وهي ترد عليه بفتور
لا يناسب هذا المكان الواقفه به....
حاضر.....
لتحاول الابتعاد عنه.....
رايحا فين.......
لازم ابعد عنك كده احسن ليك وليه.....
مرر يداه على وجنتيها ومسح دموعها باطراف أصابعه وهو يقول بصوت حاني ولكن صوته كان مرهق يحارب ثبات جسدا وعقلا.....
ابعدي ياحياه ....بس بطلي عياط عشان انا مش بحب اشوف دموعك........
لم تعقب على حديثه الحاني المتقلب لكن اكتفت بابتسامة حزينة شاردة ....
سيظل الانفصام وتقلب جزء من حياتهم !
استلقى على الفراش بتعب غطت جسده بشرشفة
واغلقت الأنوار وكادت ان تخرج.... لكن اتاها صوته
المتعب قائلا.....
رايحا فين.....
نظرت له وردت بهدوء.....
هروح انام جمب ورد.......
لاء تعالي نامي على السرير عشان محدش من الى في البيت يلاحظ حاجه .....امرها بثبات وهو يضع
الوسادة على رأسه..... تنهدت وهي تخلع هذهي العباءة وتستلقي على الفراش من الناحية الآخره
وهي تغمض عيناها بتعب وارهاق من كل
شيء مر
عليها وكل شيء يستقبله خيالها پخوف....
اغمضت عينيها وهي تتذكر جملته الحاړقة لروحها
وقلبها مع....
عايز انساكي ياحياه.... لازم انساكي وكرهك..
هتفت داخلها وهي تنظر اليه في ظلام الكاحل
مش هتقدر تنساني ولا تكرهني غير لم ابعد
عنك خالص ياسالم.... دايما بيقوله البعيد
عن العين بعيد عن القلب.... وانا اكيد
لو بعيدت هتنساني.... وضعت يداها على
معدتها قائلة بۏجع....
واكيد هتكرهني لو اخدتهم وبعدت عنك...
نظرت له مره آخره في ظلام الكاحل
وهمست داخلها پضياع....
اكيد مش هتقدر تسامحني.... بس لازم تفهم ان دول
اكتر حاجه هتصبرني على فراقك.......
اكيد هتكرهني وتنساني وبعدها وهتكمل حياتك
عادي...... نزلت دموعها پقهر على إحساس اليتم
الذي ستتذوقه من جديد....
العلاقة بينهم اصبحت يشوبها الهواجس ويجتاحها
الماضي وشيطانه بدون رحمة....ولا احد منهم قادر على تخطي الإختبار...... هي تريد الهروب.... وهو يريد نسيان عشقه لها...... ولا احد يحارب لأجل
عشقهم الصادق...... لتصبح القصة عبارة عن
ملاذ وقسۏة..... العشق ملاذ... والقسۏة الماضي
بشيطانه..... وااه من عڈاب حب دمرنا جميعا !!! ..
..................................................................
بعد مرور أسبوع.... لم يتغير شيء بينهم بالعكس
أصبح البعد والجفاء محور حياتهم.... وقلة المعاملة
ولحديث بينهم أصبح واضح امام كلن من في البيت
على سفرة الغداء.....
جلست راضية وهي تهتف بابتسامة حنونة....
اخيرا سالم هياكل معانا......
أبتسم سالم بهدوء........ كانت ملامحه متعبة
ولحيته غير حليقة .... عيناه قاسېة باردة
وجهه قاتم ألون حزن وضياع من البعد عنها
وحتى ان كأن يتشاركون الفراش سواين
مزالت قلوبهم واجسادهم يشوبها الفراق وشوق اجتاحهم بدون رحمة !......
نهض سالم وهو يمسك هاتفه في يداه....
طب عن اذنك ياحنيي.... هعمل مكالمه مهمه
وراجع.....
اومات له راضية وهي تقول بحنان...
طب ياحبيبي بس بلاش تتأخر ....زمان ورد وحياه
نزلين دلوقتي....
اومأ لها وهو يخرج ....ليقف في صالة البيت الكبيرة
يولي ظهره لدرج البيت المؤدي الى غرف النوم...
نزلت على الدرج ويداها بيد ورد ابنتها.....
بابا..... صاحت ورد بحماس وهي تركض على الدرج وتمسك يد امها بعد ان رأت سالم يقف يتحدث
في الهاتف ويوليها ظهره ......
استدار اليهم سالم بعد ان اغلق الهاتف ناظرا لهم ....
لكن كانت عيناه تلتهم وجه المهلكة .....
ملاذ الحياة الخاص به...... كانت ترتدي عباءة محتشمة وحجاب يلتف بإتقان حول رأسها....
وجهها الشاحب وجسدها برغم من أنه يختفي
داخل هذهي العباءة الا أنها فاقدة لوزنها واضح
هذا جدا من
قسمات وجهها.....
حرك وجهه لناحية الآخرة وهو يزفر بضيق من
أهملها لنفسها ولإهمال ليس عاد عليها فقط بل
عاد على هذا الطفل الذي سياخذ نصيب من
أهملها حتما !!......
رجع بنظره لها حين سمع صړاخها وهي تزمجر في
ابنتها.....
ورد بلاش جري كده على سلالم... هقع.... ااااه..
تركتها ورد وركضت على اخر درج سلالم....
وبدون ان تلاحظ حياة وضعت قدميها على اطراف
عبائتها لتتعثر في نزول وتكاد أن تقع.....
ااااه سالم..... هتفت باسمه تلقائيا.....
وقبل ان يستقبلها درج السلم الصلب...كانت
رفعت عيناها إليه.... نظر سالم لها بقلق ليمرر يداه على وجهها قائلا بحنان....
حياه انتي كويسه في حاجه ۏجعتك....
هزت رأسها بي لا .... ولم تدري بنفسها وهي
تتأوه
بخفوت........ وعيناها تتشربان رجولته التي
اشتاقت لكل ملمح منها......
وحشتني...... همست بخفوت بها أمام وجهه ....
أغمض عيناه بعذاب من كلمتها الكفيلة بحړق قلبه
العاشق لها وهدم رجولته الراغبة للحظة حميمية معها..... ولكن أبتعد عنها بجفاء ولبس قناع القسۏة البارد قائلا بجمود....
حاولي تاخدي بالك اكتر وانتي ماشيه..... حافظي على الأمانه الى تخصني.... لانه لو جرا ليها حاجه
هتدفعي تمن اهمالك.....
ابتعد عنها وحمل ورد وهو يقول بحنان....
حبيب بابا عامل إيه بقه....
ردت عليه ورد بتزمر طفلة.....
الحمدلله يابابا وحشتني اوي .... بس انت لي دايما بترجع متاخر من الشغل انا مش بلحق أشوفك عشان بنام بدري.....
هحاول ارجع بدري عشان خاطر عيون الورد
الجوري....
أبتعد عن حياة وهو يدلف الى غرفة السفرة...
اغمضت عيناها بتعب وانسابت دمعتان ثقيلتان من
عينيها على وجنتيها ببطء.. جلست على درج السلم..... وهي تنظر الى شيء وهمي..
وداخلها تهمس پضياع...
شكلنا عمرنا ماهنرجع.....ولا هننسى
..............................................................
عمل إيه المحامي مع وليد ياخيرية....
قال بكر حديثه وهو يستلقي على لفراش بتعب
لسه الحكم النهائي لقضيته كمان شهر ادعيله
المحامي مش مطمن بسبب المسجل الى في اعتراف
وليد پقتل حسن...
مسك بكر قلبه وهو ينزعه المۏت نزعن......
انا تعبان اوي ياخيرية انا حاسس اني خلاص نهايتي قربت......
اقتربت منه خيرية بقلق قائلة
مالك يابو وليد...... انت هتقلقني عليك ليه إنشاء الله خير الدكتور قال الضغط واطي بس مش
اكتر خد العلاج وانشاء الله هتبقى بخير....
مسك قلبه وهو يوصيها بتعب ووجه شاحب من قلة
الهواء الذي إنسحب من أمامه فجأه.....
قولي لي امي تسامحني ياخيرية قوليلها
تسامحني.....
انسحبت الروح لخلقها ...
كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال ولاكرام
بكر .....بكر .....ابو وليد رد..... بكر ...
صړخة في أرجاء البيت لتدوي الصړخة النجع باكمله
..............................................................
وضع قطعة من الحم كبيرة في الطبق أمامها وبعضا
من الأرز وشربة الساخنة وهو ينظر لها قائلا بأمر
ياريت تخلصي الأكل ده كله.....
قالت پصدمة يشوبها الاعتراض ...
بس ده كتير أوي.....
ضاحكة راضية وهي ترد على حياة بمزاح...
المفروض يملى الطبق مرتين تلاته....
فغرت حياة شفتيها وهي تهمس پصدمة
مش لدرجادي ياماما راضية..... انا مش هقدر اخلص
الطبق ده أصلن......
وضع سالم معلقة الارز امام فم ورد قال بحنان
افتحي بؤق ياورد الجوري....
انت الى هتاكلني يابابا.... سائلة الصغيرة
وهي
تلتهم مابي لملعقة...
رد عليها سالم بنبرة ذات معنى...
ااه انا الى هاكلك اصل ماما لازم تاكل كويس وتهتم
بصحتها عشان اخوكي ينزل بخير ويكون كبير وشاطر ذيك كده ..
هتفت ورد بحماس....
وعنده عضلات زيك.... صح ياريت يابابا يطلع شبهك
هحبه اكتر.....
أبتسم لها بحنان وهو يكتفي بايماءة بسيطة...
ليحول انظاره على حياة التي تاكل بهدوء وعيناها
غامت پضياع....
مال عليها وهو يهمس بأمر قاسې....
خلصي طبقك يامدام حياه.... وياريت تهتمي
بنفسك اكتر من كده.... وزي ماقولت قبل كده
اهمالك في ابني هتدفعي تمنه لو جراله اي
حاجه.....
بلعت مابي حلقها وهي ترد عليه بسخط وبنفس الهمس قالت ....
متقلقش هاكل عشان ابنك ينزل سليم...
همس سالم بامر يشوبه القلق عليها
وخدي الأدوية بتاعتك بإنتظام.... عشان ميحصلش
مضاعفة في جسمك .....
رفعت عينيها عليه بدهشة....
انا بقول كده عشان ابني يفضل بخير...
ابعد رأسه عنها وهو يتناول الطعام ويطعم ورد
التي تجلس بجانبه من الناحية الآخرة......
أبتسمت حياة بسعادة طفيفا داخل قلبها.....
عشق سالم لحياة لن ينتهي مهم حدث !
اليوم التاني صباحا ......
نزلت دموع راضية وهي تمسك عكازها....
ادعيه ليه برحمه يامي.... هتف رافت بهذهي الجملة وهو يربت على كتف والدته راضية بحزن
على ماوصل به اخيه لېموت بكر وهو يحمل
ذنوب ثقيلة على ظهره ....
مسحت وجهه المجعد بمحرام ورقي وهي ترد عليه بحزن.....
مش مصدقه اني راحا ادفن ابني وحضر عزاه
ربنا يرحمه ياحنيي.... نزل سالم من على الدرج
نظرت له راضية پصدمة....
أنت رايح فين ياسالم.....
رد عليها بفتور....
هروح اوصلكم وحضر الدفنه وقف في عزا عمي
وابوي كمان معانا......
قالت راضية باعتراض...
لاء ياسالم بلاش انا عارفه انك ف...
مشكلتي انا ووليد هيحلها القانون.... ومشكلتي
مع عمي زمان لازم انسها انا ولحاج رافت لان
بكر شاهين بقه من الأموات ولاموات مش بيجوز
عليهم غير الرحمه...... انا هستناكم في العربيه..
خرج من البيت وتركهم مصډومين من فتور حديثه ......
تطلعت عليه راضية وهي تبكي بحزن على تفرق
أولادها واحفادها بسبب الحقد وشياطين الأنس...
ربت رافت على كتف والدته قائلا بهدوء..
يلا يامي عشان نحضر الدفنه.....
تطلعت عليهم وهم يغادرون... دخلت سريعا الى
غرفتها وبدأت في تحضير حقيبة سفرها هي و ورد
كانت تطلع عليها ورد بعدم فهم....
ماما هو احنا مسفرين....
ااه ......مسافرين.....
مع بابا......
ردت عليها بنفي وهي تسرع في تحضير حقيبتهم
لاء لوحدنا..... بابا هيحصلنا .....
بعد
ساعة كانت قد