رواية انا لها شمس لروز امين كاملة
عنده لو قالي إعملي حاجة وخالفته بينكد عليا بالشهور
بحنق أجابتها
ما هو من خيبتك دي اللي إسمها إيثار كانت مخلياه لازق لها ليل نهار في الشقة ابوه كان بيخانق معاه علشان يسيبها ويروح يشوف شغله
ابتسامة ساخرة خرجت منها لتتحدث وهي ترفع عنقها بكبرياء
وهو لو كان بيحبها بجد كان فضلني عليها
وهو لما الشيطان وسوس لسيدنا أدم وخلاه أكل التفاحة الملعۏنة اللي خرجته من الجنةكدة يبقى حب الشيطان... نطقتها بنبرة متهكمة لتستشيط الأخرى لكنها توارت بخبث خلف حزنها التي رسمته بإتقان لتسألها باستياء مصطنع
حملقت بدهشة مصطنعة لتقول بامتهان
شيطان مين ده اللي اشبهك بيه يا بتده الشيطان يتعلم منك ويقف يسقف لك كمان
كم تبغض تلك الحقېرة وتكن بقلبها لها كرها لا يضاهيه شيءوذلك لتيقنها بحقدها الشديد ورفضها لشخصها منذ الوهلة الأولى لدخولها للعائلة
جذبت
منها الهاتف لتعيد الإتصال من جديد على هاتف نجلها ليصدح رنينه ويهتز على سطح مكتب الضابط الذي تحدث بتملل للشاويش
في أم التليفون اللي مش عاوز يبطل زن ده
ماترد علي المتصل يا باشا وبلغه إن صاحب التليفون مقبوض عليه...نطقها الشاويش ليقول الضابط وهو ينهض استعدادا للخروج
الواد متوصي عليه يا حسين الباشا
قال لي محدش من أهله ياخد خبر إلا لما المحضر يتحول للنيابة علشان أبوه ميعرفش يطلعه منها
اومأ الرجل ليستكمل الضابط
مفهوم يا باشا
بعد قليل داخل حجرة الحجز التابعة لقسم الشرطة المحتجز به
كان يقف خلف الباب ممسكا بالسياج الحديدية الخاصة بباب الحجز ېصرخ بكل ما أوتي من قوة
ما تخرس ياد في ليلتك السودة ديصدعتنا من ساعة ما جيت من كتر صواتك اللي زي صړيخ النسوان...التف ليستكشف من ذاك الذي تجرأ ونعته بذاك الوصف ليجد رجل ذو جسد ضخم يتوسط الأرض بجلوسه العشوائي يرتدي ثيابا متسخة وشعر رأس وذقن مبعثرانيمتلك وجها حاد الملامح وبه الكثير من الندوب الناتجة عن چروح بطعنات توحي بمدى إجرامهلم يهتم بما رأه ليهتف بقوة يرجع سببها لعدم استيعابه لما يحدث بفضل كثرة المشړوبات الكحولية التي تناولها وهي التي أودت به إلى هنا بعدما تصرف بعدم إدراك
هتف أحد الرجال قائلا باستهجان
ماتفوق لنفسك يا بقف إنت واقف قدام المعلم برعي كبير الحجز يعني تدي له التمام وتقلب نفسك وتطلع كل اللي في جيوبك عشان تنول الرضا ده لو مش عاوز كرامتك تتداس تحت جزمة اقل محجوز هنا
رمقهم بازدراء ليقول بكثيرا من الكبرياء
هو كل عيل سيس ميسواش ربع جنية مخروم ييجي لنا هنا يسمعنا البوقين الحمضانين دول....نطقهابرعي باستهزاء ليسترسل ساخرا بصوت غليظ
طب إشجيني يا روح أمك وقولي إنت ابن انهي حرامي في البلد
رمقه بازدراء ليهتف الاخر صارخا
ماتنطق ياد بدل ما أخلي الرجالة تعمل معاك الصح
صاح بكل صوته هاتفا پغضب
والله يا كلاب لاخلي لأبويا يربيكم كلكم
توقف كبيرهم عن الضحك بعدما استمع لسبه على يد هذا الإمعة ليعطي إشارة من رأسه صوب ذاك المغرور ليقترب منه الرجال مشكلين حلقة حوله ليرتاب داخله بعدما رأى نظرات الغدر بأعينهم المصوبة عليهانقض عليه الجميع دفعة واحدة ليركله أحدهم ويلكمة الأخر وهكذا توالت اللطمات مما جعله ېصرخ بأعلى صوته لينثر على مسامعهم بوابل من أقذر الشتائم مع تهديده الواهي لهم كل هذا تحت أنظار ذاك البرعيالذي تعالت قهقهاته لتظهر أسنانه بلونها البني المثير للإشمئزاز
هتف أحد الرجال الواقف بجوار الباب يراقب الوضع
الشاويش حسين جاي يا معلم
هرول الجميع بتخبط كل لوجهته تاركين ذاك المغرور ملقيا أرضا وأثار الضړب ظاهرة على وجههاستمع الجميع لصوت فتح الأقفال ليدخل بعدها الشاويش حسين هاتفا پغضب
صوتكم عالي ليه يا غجر
استقر بصره على ذاك ال مطروح أرضا والډماء تسيل من أنفه وفمه ليهتف حانقا قاصدا بحديثه الجميع
الله ېخرب بيوتكم إنتم لحقتوا الواد لسة داخل لكم مكملش نص ساعة
حول بصره إلى كبيرهم ليقول بنبرة لاذعة
وبعدين معاك يا برعيمش ناوي تجيبها لبر إنت ورجالتك ليه.
لا أنا ولا رجالتي لينا يد في اللي حصل له يا شاويش الواد هو اللي اتشنكل وهو ماشي ووقع على بوزه اتشلفط... قالها ذاك المچرم ليرد عليه الأخر بتكذيب
صدقتك أنا كدة
تحرك صوب عمرو وتحدث وهو يسنده ليساعده على الجلوس
قوم يا موكوس
ساعده على الجلوس ليسترسل بعدما نظر لوجهه بوضوح
ده أنت وشك اتشلفط على الاخر
ثم نظر لبرعي قائلا
ملكش دعوة بالجدع واتلم إنت ورجالتك بدل ما تقضيها إنفرادي النهاردة
نهض وتحدث مهددا الجميع
أنا طالع وإياك أسمع صوت حد فيكم
استند على الأرض ونهض متحاملا ليمسك بذراع الشاويش وهو يتوسل إليه قائلا
أرجوك يا حضرة الشاويش طلعني من هنا حطني في أوضة لوحدي وانا هدفع لك فلوسها
تعالت الضحكات الساخرة
حتى الشاويش لم يستطع كبح ضحكاته ليقول ساخرا
تكونش فاكر نفسك نازل في لوكاندة السعادة
ليسترسل ناصحا
ماتنشف ياد
ل ياكلوك
طب رجع لي تلفوني خليني اتصل بابويا ييجي يخرجني...نطقها بعينين مترجيتين ليتحدث الأخر متنصلا
الموضوع ده في إيد حضرة الظابطوهو راح السكن خلاص ومحدش يقدر يهوب ناحيته ويصحيه وإلا تبقى وقعته سودة
واسترسل مشيرا على جميع أركان الحجرة المليئة بأجساد هؤلاء المتهمين الملقون بعشوائية
شوف لك حتة فاضية اتلقح فيها انت كمان واتخمد لك ساعتين لحد النهار ميشق والظابط ييجي وأقول له
تركه وغادر مغلقا خلفه الباب غير مباليا بنداءات عمرو المتوسلةحول بصره ونظر للرجل وجده يتوعده باستكمال ما بدأ فانكمش على حاله وخر جالسا مستندا بظهر الباب لينظر للجميع بترقب وقد سكن الړعب بمقلتيه ولأول مرة يشعر بالخۏف
كم كانت ليلة عصيبة تضاف إلى لياليها الموحشة لكنها لم تتأثر بالقدر المتوقع لو
حدث ما حدث بالماضي لاڼهارت وفقدت ثباتها لكنها تغيرت بفضل ما مرت به خلال الأربع سنوات المنصرمةلقد حولتها الصدمات إلى شخص أقوى حتى فاقت قدرة تحملها كثيرا من قدرة الرجال اصطحبت صغيرها وأوصلته إلى مدرسته لتواصل طريقها باتجاه مركز الشرطة التابع لمنطقتها والذي أخبرها به الشرطي صدح صوت هاتفها معلنا عن وصول مكالمة لتجيب بصوت هادي
صباح الخير يا باشمهندس
على الجهة الاخرى كان يجلس حول طاولة الطعام يتناول إفطاره بصحبة أسرته ليسألها مستفسرا
وصلتي لإيه يا إيثار
أنا في الطريق لقسم الشرطة هخلص هناك وأطلع على مبنى النيابة علشان قضية كريم...لتستطرد بالتماس
وبعد إذن حضرتك هتأخر شوية
شوفي اللي وراكي وإرجعي بيتك إرتاحيليلتك كانت صعبة إمبارح واكيد منمتيش... قالها برحمة لتتنهد براحة ويسترسل هو
أنا كلمت المتر عبدالسلام وزمانه مستنيكي في القسم هيتابع معاكي إجراءات المحضر ويعمل اللازم
اغرورقت عينيها بدموع العرفان لقد غمرها ذاك الحنون برعايته لها وطالما كان لها العون والسند بعد اللهخرج صوتها متأثرا لتتحدث بعرفان
أجابها بما نزل على قلبها بردا وسلاما وتعويضا
بطلي هبل جمايل إيه اللي بتتكلمي عنها هو فيه جمايل بين الأب وبنته
أغلق معها بعدما شكرته ليسأله أحمد مستفسرا
مالها إيثار يا بابا
قص ما حدث تحت اهتمام أحمد وزوجته ساليوشقيقته لارا بجانبني ليالتي كانت على دراية مسبقةلتتحدثنيلي بتأثر ظهر بين بصوتها
البنت دي حظها قليل قوي في الدنيا ربنا بلاها بزوج كلمة راجل خسارة فيه ولا اخواتها حاجة تقرف...نطقت كلمتها الأخيرة باشمئزاز لتؤكد على حديثها سالي قائلة
عندك حق يا طنط لا ومن بجاحته ما اكتفاش باللي عمله فيها لما كانت مراته راجع يكمل ندالته وخسته معاها بعد ما طلقها
موقف أهلها المخزي مقوي قلبه هما ظلموها أكتر منه... كلمات صادقة قالها أحمد بجدية كان يستمع لهم وهو يتناول طعامه أوقف ارتشافه لكأس الشاي الساخن لينزله كي يتحدث لابنته الشاردة باستفهام
ساكتة ليه يالاراإيه اللي شاغل بالك يا حبيبتي
أغمضت عينيها فى ألم ثم فتحتهما من جديد وهي تقول
هو حضرتك مش شايف كل المشاكل اللي بتحصل بسببي
واستطردت بنبرة مټألمة
أنا تقريبا مش بنام يا بابي من يوم اللي حصل مش قادرة انسى مشهد مۏت بسام منظره وهو غرقان في دمه مش بيغيب عن عنيا
علشان خاطري خلينا نسيب مصر ونروح نعيش في بلد تانية...قالت جملتها بعينين متوسلتين
مزقت نبراتها الحزينة نياط قلب والدها ليقول محاولا التخفيف عنها
نسيب بلدنا ونروح فين بس يا بنتي مش كفاية سيبت بيتي اللي عيشت فيه عمري كله ونقلنا هنا لما قولتي إنك مش قادرة تقعدي فيه بعد اللي حصل
أطرقت برأسها قائلة بحزن بعدما شعرت بأنها قد ضغطت على والدها وزادتها عليه
أنا أسفة يا بابيأنا عارفة إني تعبتك معايا الفترة الاخيرةبس إنت أكيد حاسس باللي أنا بمر بيه أنا حاسة بالذنب بسبب اللي حصل ل بسام واللي حصل لكريم السواق واللي لسة بيحصل لحضرتك
واسترسلت بعينين متوسلتين
أرجوك سامحني
إوعي تحملي نفسك ذنب أي حاجة إنت بريئة من كل اللي حصل وبسام اللي إنت زعلانة عليه ده هو السبب في كل حاجة الله يسامحه
ماټ وساب الدنيا والعة
بعد قليل
كانت تجلس داخل مكتب الضابط المختص بالتحقيق بصحبة المحامي الذي بعثه أيمن تمم الضابط جميع الآجراءات ليتحدث المحامي مستفسرا
هي القضية هتتحول للنيابة إمتى يا باشا
النهاردة إن شاءالله... هكذا أجابه لتتحدث هي بارتباك خشية
من بطش نصر البنهاوي
أنا شايفة إننا نكتفى بالمحضر وعدم التعرض يا أستاذ عبدالسلام
أجابها الضابط بعملية
مينفعش يا أستاذة طالما عملنا المحضر وأثبتنا صحته بشهادة شهود الإثبات يبقى لازم يتحول للنيابة وبعدين سيادة اللوا قدري الخواجة موصي عليه وقال لنا لازم يتربى
استرسل بإبانة بعدما رأى ترددها بعينيها
تحقيقات النيابة هي اللي هتجيب لك حقك وتعلمه الأدب لما يلبس في جنحة هيفكر ألف مرة قبل ما يتصرف بغباء مرة تانية
أطرقت رأسها بموائمة لتتحدث
تمام أنا مضطرة استأذن لو حضرتك مش محتاجني في حاجة تانية لأن عندي ميعاد نيابة ولازم ألحقه
إحنا كدة خلصنا وتقدري تتفضلي...جملة قالها الضابط لتنهض مستأذنه لتتحرك سريعا باتجاه مبنى النيابة التابعة له قادت بأقصى سرعة لتستطيع الوصول قبل حلول الوقت المحدد كي لا تدع للمدعو فؤاد فرصة مضايقتهاأخيرا وصلت قبل الميعاد بخمسة دقائق سألت على مكتبه فارشدها أحدهماقتربت من رجل الأمن الواقف أمام باب المكتب وطلبت منه إبلاغ وكيل النائب العام بحضورها وناولته بطاقة تعريفها طلب منها الرجل الإنتظار لحين اتخاذ الإذن لهاولج للداخل مغلقا الباب خلفه ليتحدث بتوقير وهو يقدم البطاقة لذاك المنكب على أوراقه بتمعن
الأستاذة بتقول إن عندها ميعاد مع حضرتك يا
باشا
رفع رأسه وبسط كفه ليأخد البطاقة مدققا النظر بها إبتسامة ساخرة خرجت من جانب ثغره ثم ضيق عينيه وهو يحك