الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية انا لها شمس (الفصل 1 الى الفصل التاسع والثلاثون 39) بقلم روز امين

انت في الصفحة 55 من 109 صفحات

موقع أيام نيوز

 


لتتجه للأسفل بعدما انتهت من وضع الأشياء بأماكنها ولجت عزة بصحبة يوسف لداخل الحمام لكي تساعده بارتداء ثيابه تحرك إليها ليقول
أنا في أوضتي لحد ما تغيري هدومك لما تخلصي خبطي عليا علشان ننزل نفطر مع بعض... قالها بهدوء لترتبك بوقفتها ثم أجابته وهي تفرك كفيها ببعضيهما 
هو أنا لازم أنزل 

آه طبعا لازمالعيلة كلها مستنياك على الفطار...قالها بجدية واعتزاز ليسترسل بنظرات مطمأنة وكلمات أراد بها أن يزرع الثقة بداخلها 
دي الدكتورة عصمت أخدت أجازة مخصوص علشان ترحب بيك
هو إنت هتروح شغلك وتسيبني هنا لوحدي... نطقتها ك طفل صغير يخشى ابتعاد ملاذه عنه لينتفض قلبه فرحا ويجيبها سريعا كي يبث داخل قلبها كامل الإطمئنان 
لا يا بابا مش هسيبك
نطقها بطريقة أذابت قلبها ونهت عليه ليسترسل بصوت يشع حنانا ويحمل بين طياته عشق جارف 
حد بردوا يسيب حبيبه وحده
ذابت روحها وسرت إرتعاشة لذيذة بجسدها لتداعب فراشات العشق معدتها بعدما أخبرها بأنه اتخذ اليوم أجازة لأجلهااقترب على أذنها ليهمس قبل أن يخرج 
هستناك في أوضتي لما تخلصيمتنسيش تجيبي لي البيچامة بتاعتي معاك.
ابتعد واستدار ليخرج تاركا إياها بحالة يرثى لها لتنظر عليه بقلب هائم قبل أن يباغتها باستدارته ليتطلع عليها من جديد وهو يقول بنبرة جادة وعيني بها تحذيرا نابعا من غيرة رجلا عاشق 
متنسيش تلبسي فستان محتشم وعليه حجاب يداري صدرك علشان ماجد هيفطر معانا
ثم غمز بعينيه وتابع بمداعبة 
شرشبيل بيغير على مراته مۏتومراته لازم تتحمل جنون غيرته وعشقه
ابتسم ليستدير من جديد ويخرج من الغرفة تاركها بحالة هيام كاملظلت تتطلع على الباب بنظرات ولهة لتعي على صوت عزة التي خرجت من الحمام ممسكة بيد الصغير بعدما ارتدى جميع ثيابه
كده لبسنا واتشيكناتعالى بقى نسرح شعرنا علشان الشياكة تكمل
تطلعت على تلك الواقفة تنظر لهما ببلاهة لتسألها باستغراب 
مالك يا إيثارواقفة مبلمة كدة ليه
نطقت بتيهة 
هامفيش ياعزة
ابتسمت لتقول بمداعبة 
على عزة بردواإلا قولي لي يا إيثار
قالتها بلؤم لتسألها 
شيفاك واقفة قدام وكيل النيابة كده وواخده راحتكمترسيني وتقولي لي اللي حصل! 
قطبت إيثار جبينها لتسألها مستفسرة 
واخدة راحتي إزاي يعني
ضحكت لتجيبها بغموض 
بصي لنفسك في المراية وشوفي اللي لبساه وواقفة بيه قدامه وإنت تعرفي قصدي
فهمت مقصدها الخبيث لتهتف بحدة تتوارى خلفها لعدم ڤضح مشاعرها 
وانا كان عندي حاجة ألبسها وقولت لاوبعدين ده بيته ومن حقه يدخل في اي مكان فيه
ابتلعت لعابها وباتت تفرك يدها ببعضيهما لتتابع بعينين زائغتين من شدة الخجل وهي تهمس
وجوزي
ابتسمت عزة لتتحدث بفرحة عارمة ظهرت بعينيها 
ما أنا عارفة يا ست البنات وعارفة إن الجدع من حقه يشوف اللي اكتر من كده كمان بس كنت بنكشك
إنت سخيفة يا عزة... قالتها بصياح غاضب لتدخل الاخرى بنوبة من الضحك جعلت الاخرى تتذمرأمسكت عزة بفرشاة الشعر الخاصة بالصغير وبدأت بتشيط شعره لتقول لتلك المتسمرة بوقفتها كي تحثها على الإسراع 
إدخلي غيري هدومك علشان تلحقي تنزلي قبل الفطارأخرج لك أنهي فستان
تنهدت بعمق حين تذكرت رحيل والدها الحبيبفقد دخلت في دوامة كثرة الأحداث لتلهيها عن القوقعة والبعد عن الناس لكي تعطي حزنها على غاليها قدرهلكن انظر ماذا حدثفقد انقلبت حياتها رأسا على عقبنطقت بنبرة حزينة لتذكرها للألوان
خرجي لي أي حاجة لونها إسود
حزنت ملامح عزة لتنطق وغشاوة الدموع قد تكونت بعينيها 
الله يرحمك يا عم غانم كنت راجل طيب
عبست ملامحها وتحركت إلى الخزانة لتنتقي ثوباباتت تتفحص الثياب لتهتف عزة وهي تمسك بثوب رائع كلاسيكي ناعم ذو أكمام طويلة تنتهي بأساور مغلقتين بزرارين من اللون الذهبيأما قصة الصدر تبدأ بياقة كلاسيكية من القماش الستان على شكل Vيلتف فوق خصره حزاما ايضا باللون الاسودولجت للحمام وبعد قليل خرجت لتشهق عزة وهي تقول بانبهار من إطلالتها المبهرة 
قمر يا ست البنات
ابتسمت لتتحرك صوب طاولة الزينة لتقف أمام المرآة التي عكست صورتها مما جعلها تتطلع برضابدأت بلف الحجاب وإحكامة برتابة لتجلب لها عزة حذاءا جلدي باللون الاسود ذو كعب عالي مما أعطاها مظهرا خلابا وزاد طولها لعدة سنتيمتراتاستمعت عزة لصوت هاتفها فنظرت بشاشته لتنطق
قائلة 
ده أيهم أخوك كلمني وانا جاية في الطريق وكان عاوز يكلمك علشان يطمن عليكوقالي إنك عاملة له حظر
صاحت بنبرة غاضبة 
مش عاوزة أكلم حدهما عاوزين مني إيه تانيمش كفاية اللي حصل لي من راهم
هرولت عليها لتقول في محاولة منها لتهدأة روعها 
إهدي يا إيثار أيهم ملوش دعوة بيهمده هو اللي كلمني وقالي أكلم أيمن بيه علشان يلحقك وكلمني إمبارح بالليل وقال لي إن أمك وعزيز رفضوا يرفعوا القضية 
وبدأت تقص عليها ما حدث تحت استغراب إيثار من موقف أيهم الرجولي بالنسبة لها
نزلت عصمت من فوق الدرج لتتطلع بأرجاء بهو القصر بتمعن تبحث يعينيها عن ابنتها وحفيديها فلم تجدهما بمكانهم المعتادفبكل يوم تفيق فريال باكرا هي وابنتها وصغيرها الرضيع ليجلسوا بالردهة يتابعون مسلسل الرسوم المتحركة التي تتابعه الصغيرة عبر شاشة التلفاز المعلقة لحين موعد التجمع العائلي على طاولة الفطور الصباحي وبعدها تذهب الفتاة إلى مدرستها مستقلة الحافلة الخاصة بالمدرسة تعجبت عصمت لعدم وجود نجلتها لتصيح بصوت رزين وهي تستدعي كبيرة العاملات 
سعاد سعاد
أتت السيدة الأنيقة وهي تمشي برقي لتجيبها بعدما وضعت كفيها فوق بعضيهما واحنت رأسها قليلا كنوعا من التوقير 
أفندم يا دكتورة
سألته مستفسرة 
فريال والولاد
فين
أجابتها بإبانة 
مدام فريال طلبت الفطار يطلع لها هي وبيسانفوق
تطلعت أمامها بتركيز ثم أخرجت تنهيدة عميقة قبل أن تنظر إلى العاملة لتقول بهدوء 
مطلعيش حاجة لحدجهزي الفطار زي كل يوم ومتنسيش تعملي حساب مدام إيثار معاناحطي لها طبق جنب فؤاد باشا وإعملي حساب إبنها مع بيسان
تحت أمرك يا دكتورة... قالتها المرأة بوقار لتتحرك عائدة إلى المطبخزفرت عصمت باستياء إستنكارا لأفعال نجلتها العنيدة ثم نظرت للدرج وتحركت صوبه لتصعدة مرة أخرىبعد قليل دقت فوق باب الجناح الخاص بصغيرتها لتستمع إلى صوت ماجد الذي نطق بوقار 
إدخل
فتحت الباب لتجده واقفا أمام المرآة يعقد ربطة عنقه بعدما ارتدى ثيابه استعدادا للذهاب إلى الجامعةأما فريال فكانت تجلس فوق الأريكة متكئة على ذراعها تجاورها بيسان المنشغلة بمشاهدة مسلسلها الكرتوني المفضلالسنافرإلتفت ماجد صوب الباب لينتبة باحترام لوقوفها لتلقي هي عليهم تحية الصباح قائلة ببشاشة وجه 
صباح الخير
على عجالة نطق ماجد باحترام 
صباح النور يا دكتورةإتفضلي
قالها وهو يشير لها بكفه باتجاه الداخلاعتدلت فريال وردت تحية والدتهاتطلعت عصمت على ماجد ونطقت تسأله باهتمام 
رايح الجامعة
أومى بإيجاب ليسألها مستفسرا بعدما لاحظ عدم ارتدائها لملابسها الرسمية التي ترتديها بالجامعة 
هو حضرتك مش رايحة الجامعة النهاردة ولا إيه 
أجابته باستفاضة
إتصلت بالجامعة وأخدت أجازة عارضة علشان مرات فؤاد ما تحسش إننا مش مهتمين بوجودها
لوت فريال فاهها بطريقة تهكمية ثم قلبت عينيها بضجرأما ماجد فوافقها التفكير ثم نطق وهو يرتدي
حلة بدلته 
أنا نازل 
اقترب على زوجته وضع قبلة فوق رأسها وأيضا صغيرته ثم مال ليلتقط حقيبته الجلدية من فوق طاولة صغيرة وانسحب للخارج ليترك لهما المجالتطلعت عليها لتسألها بتعجب عن الصغير 
هو فؤاد لسه نايم ولا إيه
بملامح وجه عابسة أجابتها بنعم لتتحرك والدتها وتجاورها الجلوس لتقول بنبرة هادئة
أول مرة تطلبي من سعاد تطلع لك فطارك هنا
تنهدت بعمق لتقول بملامح جامدة وهي تنظر لشاشة التلفاز متلاشية النظر لوالدتها 
محبتش أزعج فؤاد باشا بوجودي
واستطردت متهكمة بعدما لاحظت إهتمام والدتها بتلك الدخيلة على قصرهم 
واهي فرصة علشان تعرفوا ترحبوا كويس بالكونتيسة
أخرجت تنهيدة حارة مع هزات بسيطة من رأسها إستياءا لحديثها الناقم ليخرج صوتها مؤنبا لنجلتها قائلة 
ليه كل ده يا فريالعاملة كل ده ليه!
إنت عاوزة تجننيني يا ماما صح...نطقتها فريال بحدة بعدما إلتفت بجسدها لتصبح في مواجهة والدتها ثم استرسلت بنبرة لائمة 
أنا مش قادرة استوعب اللي حصل ولا قادرة أفهم موقفك إنت وبابابسهولة كده تقبلتوا الموضوع وسمحتوا لواحدة جاية من الشارع إنها تدخل بيتنا وتعيش وسطنا من غير أي قيود
تعمقت بعينيها ثم هزت رأسها پجنون لتسترسل باعتراض شديد لموقف والديها المخزي بالنسبة لها 
ده انتوا حتى مسألتوش عليها علشان تأمنوا لوجودها وسطنا!
اتسعت عيني عصمت ذهولا وهي تستمع لكلمات صغيرتها الغاضبة لتنطق باستنكار 
أنا اللي بجد مش مصدقة رد فعلك المبالغ فيه على الموضوعإنت شايفة نفسك بتتكلمي إزاي والطريقة اللي بتكلميني بيه!
تذمرت كالاطفال وهي تقول بنبرات صادقة 
يا ماما حاولي تفهميني انا خاېفة على أخويا وده من حقي
واسترسلت بقلب يعتصر ألما على ما مر به شقيقها بالماضي 
فؤاد مر بتجربة بشعة حولته لبني أدم تاني ولسة لحد الوقت متأثر بتوابعها
واسترسلت بكلمات مستنكرة يشوبها التوجس 
نعرفها منين البنت دي مش يمكن تكون أسوء من نجلا ولعبت عليه لحد ما اتجوزته علشان فلوسه ومنصبهويرجع يعيش نفس الۏجع تاني!
أمسكت بكفي إبنتها باحتواء لتجيبها بنظرات حنونة 
يا حبيبة قلبي خليكي واثقة في أخوك أكتر من كده فؤاد مش صغير ولا من النوع اللي بينساق ورا قلبه وبس هو أكد ل بابا إنه سأل عليها كويس جداده يعرفها من فترة كبيرةوأكيد مش هياخد خطوة زي دي غير لما يكون مطمن لها وواثق منها أكتر من ثقته في نفسه
تنهدت بعمق لتسترسل بقلب أم توجع لسنوات لاجل صغيرها 
يا بنتي إحنا ما صدقنا إن ربنا يفك عقدته ويتجوز وبعدين أخوك شكله بيحبها بجد
أيوا الأستاذة شكلها عرفت تملكه كويس قوي...نطقت كلماتها بحدة لتسترسل بغيرة ظهرت بينة بعينيها
أشاحت ببصرها عنها لتضحك الاخرى ثم وقفت وهي تقول 
هاتي بيسان ويلا علشان نلحق الفطار وياريت تبقي لطيفة مع البنت علشان متزعليش فؤاد منك أكتر من كده 
انسحبت لتلحق بها تلك المتمردة مصطحبة ابنتها معها
داخل فيلا أيمن الاباصيري
يلتف الجميع حول طاولة الإفطار يتناولون الطعام بهدوءنظرت لارا إلى شاشة هاتفها تتفحصه وهي تقول بسعادة
فون إيثار إتفتحهقوم أكلمها علشان أطمن عليها 
قالت كلمتها الاخيرة وهي تهب واقفة ليوقفها صوت أبيها قائلا
إصبري يا لارا إبقي كلميها متأخر
أجابته بحماس 
إيثار بتصحى بدري يا بابي
تحدث بنبرة جادة 
النهاردة أول يوم جواز ل إيثار ولازم تراعي ظروفها الجديدة
جحظت أعين الجميع ليسأله أحمد باستغراب 
مين دي اللي إتجوزت يا بابا إيثار! 
ابتسم ليقص لهم ما حدث لتجحظ عيني سالي وهي تسأل بذهول 
إيثار وفؤاد علام طب إزاي!
واستطردت تسأل بحيرة 
وأهله وافقوا كده عادي
أجابها ببساطة وهو يتناول طعامة 
آه طبعا وافقواسيادة المستشار بنفسه أكد لي وانا بكلمه بالليل اطمن على إيثار إنه بلغ أبوه وأبوه مرحب بالموضوع
هزت رأسها بذهول أيعقل أن تتزوج تلك البسيطة بذاك الوسيم الثري وتصبح سيدة مجتمع تنتمي للوسط الراقي بعد أن كانت تنتمي للطبقة الكادحة ابتسمت نيللي لتنطق وهي تقول بتأكيد لصحة نظرتها للأمور 
علشان تبقي تصدقيني لما أقول لك أي حاجة بعد كده
تنفست بضيق لتجيبها بملامح وجه مستاءة 
والله يا طنط الواحد ما بقى مصدق اللي بيحصل حوالينا من كتر غرابته
إيثار تستاهل كل حاجة حلوة...نطقتها لارا بنبرة سعيدة لترمقها سالي باستخفاف وعقلها الباطن يستنكر ما حدث بشدة
كان يقف بوسط غرفته مازال محتضنا ذاك الرداء يشتم به رائحتها التي
 

 

54  55  56 

انت في الصفحة 55 من 109 صفحات