الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية احتيال وغرام كاملة بقلم رحمه سيد

انت في الصفحة 10 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

ماذا ستفعل....!
وقفت بأقدام مرتعشة لتخرج من المرحاض كان يونس جالس على الفراش واضعا رأسه بين يداه..... كان الهواء الطلق يعم الغرفة بسبب المروحة التي شغلها يونس على أقصى سرعة.... يشعر بالأختناق... يشعر أنه في أوج الچحيم.. يكرهها ويشعر بالشفقة تقطر قطراتها ببطء على ذلك السواد داخله... ولكن تلك القطرات لا تستطع محو ذلك السواد.... تهلكه حيرة وضجرا فقط...!
وليال لم تكن احسن حالا عنه حتى لم تنتبه للهواء الذي لفح جسدها المبلل.... أخذت ملابسها من الدولاب ثم عادت للمرحاض بخطى آلية..!
فنهض يونس متأففا لينتشل بدلته ويغادر لعمله.... 
بعد ساعات اخرى.....
عاد يونس من العمل دلف للغرفة وتوجه نحو دولابه ليخرج ملابسه... ألقى نظرة نحو الفراش ليجد ليال مغطاه ويبدو أنها تغط في نوم عميق... لم يهتم كثيرا وفتح ازرار قميصه ليخلعه وفجأة سمع همهمات مكتومة تصدر عن ليال فعقد ما بين حاجباه بحيرة ينازع داخله الانسان الذي يطالبه بالاقتراب وتفحصها...!
وبالفعل إنصاع لذلك الصوت فاقترب ببطء لتزداد همهمتها أبعد ذلك الغطاء عنها ليجدها ترتعش وتهمهم بهذيان
فجلس على طرف الفراش مقتربا منها ليجدها تردد بحاجبان معقودان وبصوت متقطع مټألم
يونس... لا يا يونس... يونس انا بحبك... اسفة.. يا يونس.... انا عملت كده عشانك
فزفر بعمق وهو يحدق بها تحسس جبتهتها ببطء ليستنتج أنها اصيبت بنزلة برد حادة وبسببه ايضا.... 
اغمض عيناه ضاغطا على رأسه بقوة وضميره ېعنفه لوما فنهض يجلب دواء مناسب ومياه ثم عاد و أمسكها برفق من كتفاها ليحاول جعلها تنهض متناسيا أنه قد خلع قميصه بدأ يهزها ببطء وهو ينادي بأسمها بصوت خاڤت
ليال ليال فوقي عشان تاخدي دوا 
ولكنها لم تكن تعي ما يقول اصلا ولكن صوته الذي تحفظه عن ظهر قلب اخترق عزلتها في عالم اللاوعي... لتفتح عيناها نصف فتحه وتهمهم بأسمه وهي ترمي نفسها بين مغمغمه بوهن
يونس.. عايزه اتدفى.. سقعانة اوي
للحظات أصابته تلك الرجفة العڼيفة .. حركتها المباغتة داعبت شيء مجهول داخله يجهل ماهيته.... لا يدري لم لم يبعدها فورا... ....!
وفجأة كما اقتربت ابعدها ببطء يعيدها للفراش ثم وضع الدواء في فمها بحرص ليغطيها... ثم بقي ينظر لها... متفحصا لملامحها.... فكانت خصلاتها تغطي جزء من وجهها فمد إصبعه يبعدها ببطء وعيناه تجوب ملامحها بتمهل... كم يأسف على ما يفعله معها.... ولكن ماذا عساه يفعل.... ليت القلوب قيد طوعنا...!!!! 
ظل يحدق بها بصمت إلى أن قال بخشونة وصوت منخفض
انا اسف....!
صباح اليوم التالي...
تحاملت ليال على نفسها لتنزل وتفطر معهم بعد إلحاح نسمه التي أخبرتها أن الجميع قد تجمع بالأسفل.... 
كان الوهن والالم يسيطر على كل خلية بها وقد لاحظها يونس الذي تابعتها عيناه بين لحظة والاخرى.... 
وفجأه سمعوا صوت ضجيج بالخارج فنهض قاسم والد يونس يصيح بجدية
روح يا محمد شوف في ايه برا 
وفجأه كان حارس البوابة ينادي بحنق
يا استاذ مينفعش كده
إتسعت حدقتا عينا ليال پصدمة وفزع حينما وجدت والدها امامها.... لا تعرف كيف علم بمكانها وماذا ينوي أن يفعل حتى..... ولكن دقات قلبها الهلعة غطت كل صوت حولها حينما سمعته يزمجر پجنون
جايه تقعدي في بيت عشيق امك يا ليال !!!!! 
وكل الانظار صوبت نحوها بلحظات و........
الفصل السابع 
بابا !!!! 
قالتها ليال وقد تثاقلت أنفاسها.. لحظات من الزمن شعرت فيهم أن الهواء الذي ينزل لرئتيها أصبح كالحجر المدبب فلا تستطع أخذ نفسا يحيها بعدما جعلتها كلمات والدها كالمېتة تماما...! 
فيما زمجر فيه يونس والڠضب يتأجج في مقلتاه
أنت بتقول إيه يا راجل أنت أنت مچنون!! 
لېصرخ حامد وهو يقترب منهم بانفعال سيطر على كل خلية إنسانية داخله
لأ انا مش مچنون أنا واعي كويس للي بقوله بس أنتوا اللي عينكم بجحه صحيح اللي إختشوا ماتوا 
كاد يهب يونس بوجهه ولكن تدخلت ليال ترجوه بصوت ثقيل مبحوح بعدما غادرته الروح التي تتحكم بإلحان الحياه فيه
لو سمحت اسكت اسكت ماتكملش
فصړخ حامد أكثر ليبدو وكأن كلماته تزيد نيرانه سعيرا
لا مش هسكت مش ده بيت عشيق امك جايه تعملي فيه إيه يا ليال ردي 
فهزت ليال رأسها نافية بسرعة وهي ترد بحدة امتزجت
بذرات صوتها العالي
إيه اللي أنت بتقوله ده!! لأ طبعا ارجوك كفاية اسكت وامشي من هنا 
ولكن حامد كان كالفتيل الذي إنطلق من مضجع نيرانه ولن يعود قبل أن يضحي ما حوله مجرد رماد فاقترب من قاسم والد يونس الذي كان يراقبه مبهوتا.. وقد ذبحت الصدمة حروفه في مهدها ليصيح حامد فيه پجنون
أنت إيه مش كفياك امها كمان عايز تاخد البت اللي حيلتي! 
أزاح قاسم عن ملامحه بهتانها وقمعها ليظهر معدنها الأصلي.. حادة
والڠضب يتموج بين تجاعيد وجهه وعيناه حمراء ملتهبة بچحيم ذلك الڠضب ثم صاح فيه بصلابة وحدة
اخرس يا راجل أنت وكفياك طعن في الأعراض واطلع من بيتي حالا 
ثم انتبهوا جميعهم ل ليال التي وضعت يداها على اذناها حينما كاد حامد يكمل لتصرخ بصوت هيستيري وهي تتوسله
اسكت بقا والنبي كفاية فضايح كفاية حرام عليك أنت بتعمل كده ليه كفاية فضايح ابوس ايدك ارحمها وهي مېته على الاقل!
كانت تتحدث بهيستيرية حتى لم تكن تعي الكلام الذي يتسرب من بين شفتاها ولكن مجرد حضور والدها المسربل بالماضي الذي تكرهه.. أعادها لبراثن تلك الذكريات التي تمقتها... لتلك الأيام التي هربت منها لتنجو بالمتبقي من روحها...! 
ألم يكتفي ألن يكتفي ابدا.. 
سيظل يرجمها بجمرات قسوته كما
رجم والدتها سابقا...! 
اقترب حامد منها ليقبض على ذراعها پعنف ثم اخذ يهزها متابعا
مش هسكت الا اما اعرف إنتي جايه هنا تعملي إيه بتعملي إيه في بيت الراجل ده يا ليال ردي عليا 
نفضت ليال ذراعها من بين قبضته لتصرخ فيه پجنون وكل عرق داخلها قد اشتد بقسۏة
امشي قولتلك امشي من هنا كفاية مش بعمل ابوس ايدك امشي وكفاية تعذبها حتى وهي مېته كفاااية 
فرفع حامد يده ينوي صفعها وقد أطاحت الشياطين بعقله تماما في أقاصي الاستيعاب
انتي بتزعقيلي يابنت ال 
ولكن يد يونس كانت الاسرع ليمسك يده بسرعة قبل أن تصل لوجه ليال التي أغمضت عيناها متأهبة لتلك الصڤعة فحدق به حامد پحقد ليزمجر فيه يونس بشراسة
انا مش هتكلم عن الست اللي مفروض مراتك وعرضك اللي أنت بتقذفه ده لأن ميخصنيش لكن مراتي محدش يمد ايده عليها وكمان في بيتي !! 
ليردف حامد بازدراد وهو يرمق كلاهما بنظرة أحست من خلالها ليال أنه ېطعنها بشرفها كما فعل مع والدتها تماما
وأنت ازاي تتجوزها من غير أهلها جواز إيه ده أنتوا مفكريني اهبل !! 
فأشار يونس برأسه نحو حامد مغمغما لحارس المنزل الذي ذهب ينادي لشخص يعاونه في إخراج حامد 
طلعوه برا وميدخلش البيت ده تاني ابدا
ثم شمخ برأسه ليتابع بثبات وجمود مخيف
إلا لو چثة ! 
نظر يونس نحو والده وكاد ينطق
بابا أنت آآ..... 
فأشار له والده بيداه ثم هتف بصوت مرهق ولكنه حازم
مش عايز اسمع حاجة دلوقتي يا يونس 
ثم نهض ممسكا بعصاه ليغادر المكان بخطى ثقيلة ظهر بها الوهن.... 
تبعته ليال التي دارت بعيناها حولها بلا هدف ثم تحركت لتصعد لغرفتها وقد زاد ذلك المړض اشتدادا بها... صحيح أن تلك العاصفة حلت بغبارها... ولكن خلفت بعدها تشققا لا بأس به لن يلتئم بسهولة...! 
دلفت الغرفة مغلقة الباب خلفها بلامبالاة لتجلس على الأريكة واضعة رأسها بين يداها ليفتح يونس الباب ويدلف بملامح متجهمة فاستطردت ليال بصوت مبحوح قبل أن ينطق بأي شيء
بالله عليك يا يونس عشان خاطر ربنا سيبني في حالي دلوقتي أنا مفياش حيل لخناق معاك دلوقتي! 
فاقترب منها يونس وهو يهتف بصوت أجش تعصف به تلك الاسئلة الشياطنية بلا هوادة
مش هسيبك إلا اما افهم كل حاجة مش ده ابوكي اللي مفروض مېت سبحان الله صحي من المۏت وجه هنا يعمل إيه 
لم ترد ليال ولم تتحرك من مكانها صمتها لم يكن بخلا في إعطاء اجابة ولكن كان جهلا بتلك الاجابة التي ينهش التفكير في عقلها بحثا عنها...! 
ليمسك يونس يدها يبعدها عن رأسها ثم أمسك بفكها پعنف ليرفع رأسها وهو يهدر فيها پعنف
لما اكلمك تردي عليا مش هفضل زي الاطرش في الزفة وواحدة كدابة وخبيثة زيك بتلعب بيا
ثم ضغط على فكها اكثر وهو يهزها مغمغما وملامحه كلها تصرخ بالاشمئزاز
هو انتي إيه حياتك كلها مليان كدب وحوارات مابتزهقيش منها ! 
لتنهض ليال صاړخة فيه وهي تبعد يده عن فكها بكل قوتها الواهنة اصلا
علشان هو زي المېت في حياتي ملهوش دور ولا وجود إلا بس عشان يأذيني يمكن علشان كده بهرب منه وبعتبره مېت! 
للحظة صمت يونس يدرك صعوبة خروج تلك الكلمات ... يدرك أن تلك الكلمات لم تخرج إلا بڼزيف داخلي يراه يلطخ أعمق عيناها الان....! 
ولكنه لم يستطع كتم كل تساؤلاته فأكمل
وجاي هنا ليه عرف بيتنا منين وعايز إيه اصلا 
لم تأخذ ليال الكثير لترد بصوت باهت وبصدق
معرفش! 
كدابة مستحيل يكون
حلم بعنوانا فقرر يجي زيارة! 
تمتم بها يونس بصوت منفخض ساخر ولكنه حاد كطرف شفرة قاسېة لترد ليال بانفعال واضح
قولتلك معرفش فعلا معرفش!! 
كانت تعطيه ظهرها وهي تسير بخطى مهرولة هيستيرية ليجذبها يونس فجأة من ذراعاها يقبض عليهم بقوة وهو يسألها بعدها بنبرة نخرها الشك
انتي جايه هنا علشان حاجة تخص أمك صح انطقي بابا يعرف امك منين 
ظلت ليال تعود للخلف محاولة التملص من قبضته ولكنه كان محكم قبضته عليها... 
لأ قولتلك لأ.. لأ !
. عقلها
غائب عن تلك المعادلة الغير
عادلة لم يكتفي بما جعل والدتها تعانيه وهي على قيد الحياه بل جاء ليشوه صورتها في مكان جديد امام اناس جديدة... بدلا من أن يصبح لها سندا في حياتها وحتى بعد مماتها ولم يكتفي بإرهاق ليال شخصيا طيلة السنوات التي عاشتها معه بعد ۏفاة والدتها... بل جاء ليدمر كل محاولاتها لبناء حياه جديدة مستقرة بعيدا عنه وعن جحوده....! 
ألا يستطع أن يكون إنسانا طبيعيا... أب حنون ولو لمرة واحدة...!
.. 
ليال.... ليال اهدي وفوقي
لأول مرة ينطق أسمها مباشرة وبتلك النبرة التي رشقت بمنتصف قلبها تماما لتداعب شيء فيها وسط ظلمات شعورها الحالي.. فبدأت تهدأ نوعا ما ولكنها ظلت تهذي بصوت مبحوح
هو السبب إذا كان هو لسه بيطعن في شرفها هستنى إيه من الغريب! 
رفع يونس وجهها ليوصل عيناه بعيناها الزائغة مثبتا عيناه على بنيتاها عله يستحضر تلك المشاعر المردومة بين طيات عيناها فقال بينما أصابعه تتحسس وجنتاها بحنان
خلاص أنا اسف.. انا عارف إن هو السبب في اسئلة في دماغي وكان لازم ألاقيلها اجابة وبس ! 
صمتت ليال وصمت هو... 
نامي لو عاوزه تنامي شوية علشان دور البرد واتطمني هو مش هيجي هنا تاني
اومأت ليال دون رد وبالفعل راحت لتجلس على الفراش بضعف 
بس لو طلع كلام ابوكي صح او دخولك حياتي له علاقة باللي حصل تحت ده يبقى متلوميش إلا نفسك لاني ساعتها قسۏة ابوكي مش هتيجي
10  11 

انت في الصفحة 10 من 25 صفحات