رواية هوس من اول نظرةالجزء الثاني
مشكلة بينك و بين أبيه فريد
تأففت أروى قبل أن تبتلع قرص الدواء
ثم قالت بانزعاج ظاهر..
لا... بس أنا إمبارح منمتش كويس عشان كده
مش في المود .
إنجي..
طب و فين لوجي إنت سبتيها فوق لوحدها
أروى و هي تشعر بالصداع الشديد..
مش لوحدها... معاها هانيا.
لفظت إسم هانيا بنبرة تدل على كرهها لها
و إنت من إمتى بتسيبي لوجي معاها .
أروى كانت تعلم أن إنجي شعرت بتغيرها
و تسعى لإكتشاف الحقيقة لكنها بالطبع ليس
من اللائق التحدث عن الأسرار الزوجية
رغم أنها كانت تود فعل ذلك عل خالتها سناء تستطيع تغيير رأيه ليوافق على الاحتفاظ بالحنين لكنها
لن تدع أي شخص يتدخل بينهما حتى لو كان
فإذا إستمر في رفض الطفل ستتركه بالتأكيد
رغم حبها له إلا أنها ستفعل ذلك لن تستطيع تأمين حياتها مع مريض مثله....
تمتمت بلامبالاة لتجيبها..
حاسة إني تعبانة و مش هقدر أهتم بيها
النهاردة .
إنجي بمزاح..
تعبانة و إلا دور مرات الاب إبتدى يشتغل.
رمقتها أروى بحنق قائلة..لا لسه شوية
رفعت لها إنجي حاجبيها لتغيظها..
النهاردة جمعة يا جميل...و...
صمتت عندما تذكرت إلحاح علي عليها حتى
تقابله اليوم في احد المقاهي القريبة... ذلك
الأحمق لايزال يهددها بتلك الصورة لكن
كان ټهديدا غير جدي فهو قد مسحها
من هاتفه و أعتذر منها عدة مرات أيضا
لكنه يتعمد المزاح معها كلنا رفضت طلبه
لم تنفك تفكر في هشام و كيف سترجعه
إليها و تنقذه من تلك الحية وفاء..و يجب
أن تسرع فهو بالأمس أخبرها أن اليوم
سيكون إفتتاح المستشفى الخاص به و
قد يعلن خطوبته على تلك الوفاء اليوم....
إعتذرت بكلمات مقتضبة و هي تأخذ طريقها
نحو سيارتها..
اشوفك بعدين..أنا لازم امشي دلوقتي ....
معرفة وجهة تلك الفتاة المدللة ذات التصرفات
الغريبة...تجمدت نظراتها على غرفة الجد صالح
التي تقع في الطابق السفلي لتتنهد بحزن
من أجله ذلك الرجل الصامد القوي الذي كان
يدير أفراد عائلته بقلب من حديد رغم
قراراته الصارمة في بعض الأحيان أصبح
إختفاء حفيده...لوت شفتيها باستغراب
لماذا يصر على حمايته رغم أفعاله الشنيعة
في حق إبن عمه أوليس هو أيضا حفيده
لماذا يميز بينهما إذن... هل بسبب أن سيف
يتيم بينما آدم لديه والده... بالمناسبة و على
ذكر والده لماذا تشعر أنه يتصرف بغرابة
هذه الأيام فقد رأته أكثر من مرة يخرج
في اوقات متأخرة من الليل.. كذلك سمعت
شجاره مع زوجته إلهام و التي لاحظت
أنها مزاجها أصبح أكثر حدة حيث أصبحت
تصرخ كثيرا على الخادمات و على إبنتها ندى
لأسباب تافهة.....
إرتشفت آخر جرعة من كوب قهوتها الكبير
لتشعر بجوع شديد ېمزق معدتها.. وضعت
يدها على بطنها تمسدها بلطف و تلوم نفسها
على إهمالها أو بالأحرى هي لازالت لم تتعود
على حالتها الجديدة..
أنا نسيت إني حامل...لا و الجزمة اللي كانت
قاعدة قدامي مفكرتنيش إن القهوة مش كويسه
للحوامل....و هي تعرف منين بس... ااااه يا بطني
انا ههجم على المطبخ و مش هسيب حاجة
فيه هلم الأخضر و اليابس حتى فاطمة و هانيا
هاكلهم...ياااع دول اكيد طعمهم وحش...أنا عمري
ما كلت سحالي قبل كده .
توجهت عالفور نحو المطبخ لتطلب من صفاء
تجهيز بعض الاكل لها و هي تضع يدها على
بطنها بعمد و كأنها حامل في الشهر التاسع
و ذلك لتغيظ فاطمة التي كانت تنظر لها
بانزعاج مما جعل أروى تنتفض قائلة..
لا دي زودتها اوي...بقلك إيه يا صفاء مش
عايزة أتعبك أكثر من كده و باين إن عندك
شغل كثير فخلي
فاطمة تطلعلي الاكل فوق...
تمايلت بتعمد و هي تمصمص شفتيها
بحركة شعبية و تنظر لفاطمة باحتقار
و ما إن إختفت حتى توسعت إبتسامة
الأخيرة بفرحة غامضة...مسكينة أروى
لم تكن تعلم أنها سلمتها رقبتها بنفسها....
أخذت فاطمة الصينية من يد صفاء ثم
إختارت مكانا تعلم جيدا أنه بعيدا عن مرمى
كاميرات المراقبة ووضعت بعض النقاط من
تلك العلبة التي كانت تخبئها في ملابسها
و التي لحسن حظها أخذتها من هانيا منذ قليل
تحسبا لأي طارئ....طرقت الباب عدة مرات
محدثة نفسها..أنا صحيح مش طايقاكي بس
داه مش سبب كافي يخليني اضرك...أنا بعمل
كده عشان اوصل لهدف اكبر و إنت للأسف
جيتي قدامي. في طريقي .
في جناح صالح....
كان صالح قد إستيقظ منذ وقت لكنه
ظل يتأمل ملامح يارا الفاتنة و التي كانت
تنعم بنوم هادئ عكس كوابيسها التي كانت
تلازمها طوال الاشهر الماضية.. بدت أكثر
راحة منذ أن سمح لها بالذهاب إلى العمل
منذ أسبوع حتى أنها أصبحت تبتسم له أكثر
يعلم انها تفعل ذلك فقط لإرضاءه حتى
لا يحبسها مجددا لكنه لن يهتم...تلك الابتسامات
يوما ما حقيقية و هذا ما أصبح يعمل من أجله
كانت عيناه مثبتتان على شفتيها اللتين حرما
منهما طوال الفترة الماضية حتى لا تخاف
أصبحت تحدثه و تشاركه تفاصيل يومها القصير
الذي تمضيه في المطعم...
تجرأ مستغلا نومها لينحني متنفسا أنفاسها
عليها كما في الأيام الماضية لكن برضاها
صوابه يطير كذلك رائحتها الناعمة تسللت
نحو رئتيه دون رحمة لتحيي فيه ذلك الشخص
البربري الذي يحصل على ما يريد دون إهتمام....
همهمت يارا و هي تفتح عينيها بفزع بعد أن
شعرت بشيئ يكتم أنفاسها.. جسدها إرتجف
بړعب بينما لمسات صالح كانت بمثابة جمر
حارق يكوي بشرتها أخذت تتلوى تحته
پعنف عله يتركها بينما كانت يداها الضعيفتان
تصارعانه لإبعاده حتى نجحت اخيرا
حيث إبتعد عنها قليلا ليستند على ذراعه
متأملا إياها بابتسامة غامضة ....
أخذت تتنفس پعنف و تجاهد حتى لاتنفجر
باكية خاصة أنه لم يكن يتأثر أو يهتم أبدا
عندما كانت تبكي أمامه في الماضي...إلتفتت
نحوه ثم شهقت بړعب مغلقة عينيها عندما
رأته يمد يده نحوها ظنا أنه سيضربها لكنه
و هو يقول بصوته الكريه..
صباح الجمال يا روحي...وحشتيني العيون
الحلوة دي فقلت اصحيكي بس لو عاوزة تنامي
براحتك...تفطري الأول عشان خلودة زمانه جعان
اوي و بعدين كملي نوم .
فتحت يارا عينيها لترمقه بارتباك واضح
عندما وجدت رأسه فوقها تقريبا...اصابعه
لازالت تداعب وجهها مما جعلها تحس بالاختناق
لترفع رأسها حتى تستقيم في جلستها لكن
صالح منعها قائلا ببحة دافئة..
خليكي شوية كمان...أصلك واحشاني.
كلامه هذا زاد من إضطرابها أكثر و أيضا
نظراته التي تعرفها جيدا يبدو أن الهدنة
قد إنتهت و عادت أيام الخۏف و الذعر
لكنها لن تتحمل هذه المرة أن يقترب منها
ليس بعد ذاقت الراحة في بعده...
تحدثت بصوت متذبذب..
هي الساعة كام
أجابها دون أن يزيح نظراته عنها..
الساعة عشرة و نص .
ظهرت علامات القلق على وجهها ثم هتفت
بتبرير..أنا تأخرت عن الشغل.
إبتسم بهدوء قائلا..النهاردة جمعة...يوم أجازتك
بس هيكون ليا أنا لوحدي مش كده يا بيبي ...
ضغطت يارا على أسنانها بكره كلما سمعت
تلك الكلمة تشعر باعصابها تحترق..