السبت 23 نوفمبر 2024

رواية داليا وسليم (كاملة جميع الفصول) بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 9 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز


تحديدها فعلي الأقل يعرف شيئا آخر أهم وهو أنه لن يري بيته من غيرها ولن يستطع أن يقصيها عن حياته لذا فقد اتخذ قرار يعتبر هو الأهم في الفتره الحاليه ...أنه لن ينفصل عنها مهما حدث فلتكن بدايه جديده لحياه جديده وجميله تشبهها لتكن أول اختيارته برغبته وليست مفروضه عليه ربما فرض عليه الزواج منها ولكن استمراره معها يتوقف علي رأيه هو 
مد يده ليأخذ جهاز التحكم من يدها واستقام نصف وقفه يسرب يده أسفل رأسها برفق أراد أن يدخلها لفراشها ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه .... الأنفس ! وجدها تفتح عيناها ما إن شعرت به انتفضت في نومتها لتعتدل جالسه وابتعد هو بضجر يهتف 

هو مش المفروض أني أشيلك وأدخلك سريرك وأغطيك من غير ما تحسي وتصحي الصبح تستغربي أنك في الاوضه !
لوت فمها باستنكار 
لي ! شايل قټيله !
تجعدت ملامحه بإذدراء يقول 
بيحصل كده في الأفلام .
أشاحت بيدها تهتف 
دي الأفلام بقي بلاش تسرح بخيالك كتير .
جلس بجوارها يقول بسخريه 
أحسن حاجه فيك يا دودو رومانسيتك .
فردت ظهرها بغرور تقول 
دي أقل حاجه عندي .
تنهد بعمق وصمت نظرت له من جانب عيناها ولكنها أثرت الصمت مدت يدها تمسك هاتفها لتجد مكالمه فائته من معتصم بلعت ريقها بتوتر وأغلقت الهاتف وهي تقول له 
رجعت بدري يعني !
رد وهو يغمض عيناه ويستند علي ظهر الأريكه 
عادي .. نزلت الشركه النهارده 
ردت بصفو نيه 
آه الحمد لله بعد ماطلع عيني الاسبوع كله في الشغل المتراكم خلص النهارده قلت ارجع بدري ارتاح بعد المطحنه طول الاسبوع حتي كان عندي عشاء عمل محضرتوش واعتذرت .
فتح عيناه فجأه حين تهادي لمسامعه حديثها الأخير نظر لها بهدوء يسبق العاصفه 
عشاء عمل ! مع مين 
ردت باعتياديه 
مع client عميل .
تسائل بحذر 
ايوه يعني مين الي كان هيكون معاكوا
رفعت كتفيها وهي تقول 
لا مفيش حد هو أنا كنت عملتله شغل في شركته أقصد يعني هو كان جه الشركه عشان نعمله ديكور شريكته وقابلني وطلب مني إن أنا الي اعمله الديكور علي زوقي واستلم الشركه امبارح فكلمني وعزمني علي عشاء كشكر منه حاولت أرفض بزوق بس هو كان مصمم وكمان قالي أنه هيتكلم معايا في كمبوند جديد هو اشتراه وعاوز يغير الديكور بتاع الكمبوند كله .
امم وهو مين ده يعني شركه وكمبوند أكيد حد أعرفه .
أومأت سريعا تقول 
Sure أمير عثمان صاحب شركات السياحه أكيد تعرفه .
انتفض في جلسته بشكل فاجأها فارتدت للخلف قليلا خاصة حين اهتاج وهو يقول 
نعم ياختي ! أمير عثمان ! ملقتيش غير الواد الملزق بتاع البنات ده وتقوليلي عشاء عمل وزفت ! أنت بتعمليله شغل لي أصلا!
خدوا بالكوا من الاسم أمير عثمان عشان هو بطل الحكايه الجديده 
قطبت حاجبيها بضيق وقالت 
في اي يا سليم ! يعني واحد جايلي بشغل امشيه ! بعدين أنا عارفه حدودي كويس وعارفه كمان أن عينه زايغه مش محتاج تقولي ..
رد باستنكار وهياجه لم يقل 
والله! اومال عشاء اي الي كنت هتحضريه !
تنفست بضيق 
ومحضرتش ولا أنت مخدتش بالك!
رد پحده 
لا خدت لو مكنتش خدت بالي كان زماني مطين عيشتك دلوقتي .
جحظت عيناها پصدمه تقول
اي مطين عيشتك دي ! أنتبه لكلامك معايا ياسليم .
جلس بعصبيه وهو يقول 
أنا قلت الي عندي الواد ده لو جالك تاني ابعتيه لشركتي وانا هتعامل معاه لكن حذاري يكون في اي تواصل بينكم .
لوت فمها بسخريه تقول
آآه قول كده بقي أنت عاوز تكسب عميل تقيل زي ده لشركتك .
نظر له پغضب حقيقي يقول بغلظه 
مش سليم المنشاوي الي بيجري ورا العملاء أنا بيجيلي ناس من برا مصر حتي لو مش عارفه بعدين مين الي تقيل حتة العيل ده !
عيل !علي فكره هو تقريبا أصغر منك بسنتين اوتلاته يعني ممكن 26 او 27 سنه مش عيل يعني !
ضغط علي أسنانه پغضب يقول 
ده أنت كمان اتمليتي في سحنته لدرجة تقدري عمره !
هو في اي يا سليم !
قالتها بعصبيه لطريقته في الحديث مسح وجهه بكفه پعنف وهو يزفر پغضب يحاول تقليله أخذ ثوان حتي هدأ وقال 
أنا طلقت ريهام وطلاق نهائي بلا رجعه .
شهقت بجزع وهي تردد 
طلقتها !
اي زعلانه !.
للحق هي أكثر من فرحه بهذا الخبر لكنه كان مفاجأه بالنسبه لها حتي أن معتصم بالأونه الأخيره امتنع عن إخبارها بما يحدث معللا أنه وعد
سليم بأن لا يعرف أحد بما يفعلوه .
لا مش زعلانه وأنا مالي بس لي 
نظر لها بجانب عينيه يقول برجاء لأول مره تراه في عينيها قبل أن تستشعر به في نبرته 
وللحقيقه بداخل كل منا طفل صغير مهما دثرته الأيام وردمته المسؤليات طفل يحتاج للحنان والاحتواء من وقت لآخر طفل يحتاج لمن يرمي عليه حمله ليحصل علي القليل من الراحه حتي وإن كانت مؤقته .
تمتم بخفوت وعيناه مازالت مغمضه 
محدش حضڼي كده من يوم ماما ما ماټت .
ردت بمرح لتحاول التخفيف عنه 
أكمل حديثه وكأنها لم يسمعها 
ذمت شفتيها بحزن وقالت 
سألته بالأخير وعيناها تمتلئ بالدموع لشعور لم تعشه يوما .
وعلي غفله منه قال 
اوي أنت مش متخيله الراحه الي كنت بحسها رغم أنها مېته من 5 سنين بس حاسس وكأنها مېته من 50 سنه .
تمتمت بخفوت 
مش متخيله فعلا .
لو أن أحد نظر لعيناها الآن لشعر أنها علي وشك الإڼفجار حمراء بشده ودموعها التي أبت أن تحررها تحتبس بها كمجري مائي أعيق طريقه بلعت ريقها بصعوبه وهي تقول 
مالك بقي 
أخذ نفس عميق قبل أن يبدأ بسرد كل ما حدث ...كانت تستمع له بحزن علي شعوره وتواسيه ببعض الكلمات ..
رغم محاولة والدها أن يقنعها بحقيقة ۏفاة والدتها لسنوات طويله إلا أنه لم يكن يعرف بأنها تعلم الحقيقه المستتره تعلم أنه ېكذب كي لا ېجرحها وكيف تنسي أول مره استمعت فيها لكلمات والدتها القاسيه وهي تتحدث مع والدها حين قال 
ماشي هطلقك وتغوري بس بنتي مش هتطلع من بيتي .
ردت الأخيره بسخريه 
ومين قالك أني عايزاها أنا مش هوقف حياتي عشانها أنا لسه صغيره وعاوزه أشوف حالي خليهالك أنت تربيها ما أنت علي قلبك قد كده بس تديني المؤخر .
رد بحزن وحسره 
العيب مش عليك العيب عليا أني اتجوزت واحده كانت في يوم من الأيام جليسه لأمي العيب عليا أني مسمعتش كلامها الله يرحمها لما قالتلي دي عينها فارغه وبتلف عليك عشان فلوسك دلوقتي بعد مانضفتك وخليتك هانم وبعد ست سنين جواز جايه تبعيني وتبيعي بنتي .
وضعت يدها في خصرها بطريقه سوقيه وقالت 
زهقت طهقت ومليت من العيشه دي وأنا لسه في عز شبابي ومن حقي استمتع بيه مش اقعد عشانك أنت وبنتك وموريش حاجه غيركم أنا اي اللي يغصبني علي كده إن شاء الله .
دلوقتي كارهه العيشه الي حفيت عشانها بنتي! هي فعلا بنتي وأنا هنسيها أشكالك .
رمي بورقه في وجهها وقال 
خدي مؤخرك اهو يكش بس يملي عينك الفارغه أنت طالق وبكره هطلقك عند المأذون ومشوفش وشك تاني ولا تقربي من بنتي أنت من دلوقتي مېته بالنسبه لينا .
أغمضت عيناها بقوه تمنع شهاقتها من الخروج تتذكر حين استمعت لحديث والدتها الخالي من الرحمه طفله....مجرد طفله لم تبلغ الخمس سنوات تستمع لهكذا حديث من والدتها بل والأدهي ما حدث بعدها .......
_داليا
لم تجيبه فأدرك أنها تدعي النوم فهتف بقلق حقيقي
_داليا افتحي عينك أنا عارف أنك صاحيه..
وبالفعل فتحت عيناها ولكن لم تنظر له بل قالت
_أنا محتاجه أنام الوقت اتأخر تصبح على خير.
أمسك يدها قبل أن تقوم وبالأخري أمسك وجهها يرفعه له يحاول تفحص ملامحها أكثر وهو يقول
_مالك يا داليا
نفت برأسها قبل أن تقول بخفوت
_أنا كويسه..
رد باستنكار 
_كويسه أنت مش شايفه نفسك عامله ازاي! كنت بتعيطى لى أيه اللي حصل عشان تعيطى للدرجادى!
ذمت شفتيها تمنع الإنخراط في بكاء أعنف.. فما أصعب أن تتحكم بنفسك حين يسألك أحدهم عما بك وأنت تحمل الكثير...
_مفيش افتكرت حاجه ضايقتنى..
تسائل بفضول 
_حاجة أيه
تنفست بعمق وهي تقول 
_مفيش أنا عاوزه أنام تصبح على خير..
ولم تعطي له فرصه للحديث بل سحبت نفسها عنوه وابتعدت متجهه لغرفتها..
__________ناهد خالد _______
مرت دقائق قبل أن يتجه لغرفتها لم يستطع أن ينام دون أن يطمئن عليها أثارت ريبته بمظهرها يعلم أن هناك شئ تخبأه ولكن يخشي أن يكون هو السبب بحالتها دون قصد منه...
ما أن اقترب من باب غرفتها حتي استمع لصوت شهاقتها المكتومه شعر بشئ سئ يوخز قلبه وشعور أسوء يجتاحه مابها! ما كل هذا الحزن الذي ظهر عليها فجأه ودون سابق إنزار عزم علي ضرورة معرفة ما بها..
استمعت لصوت مقبض الباب يدار فأغلقت عيناها وأخفت شهاقتها لتدعي النوم...
شعرت باقترابه منها ومن ثم جلوسه بجوارها وفجأه وجدت يده تحط علي كتفها..
_داليا ممكن تقومى أنا عاوز أتكلم معاك.
لم يصدر منها سوي همهمه بسيطه جعلته يهتف بضجر
_بطلي استهبال أنا عارف أنك مش نايمه سمعتك وأنت بتعيطى.
اعتدلت في نومتها ونظرت أمامها تقول 
_نعم يا سليم ..
لف حتي جلس أمامها وهو ينظر لعيناها المضجره بالحمره وقال بلوعه صادقه
_مالك بس أيه الي حصل عشان الي أنت عملاه في نفسك ده
لم تجيبه والتزمت الصمت فأكمل 
_طب أنا زعلتك قولت حاجه تزعلك من غير ما أقصد
نفت بهدوء وهي تقول 
_أنا بس افتكرت بابا..
زفر بنفاذ صبر وقال پحده 
_داليا!
ضغطت علي شفتيها حين استشعرت عدم تصديقه لها قالت بهمس يكاد يسمع 
_افتكرت ماما لما اتكلمت عن مامتك..
وهنا استشعر صدقها اضطربت أنفاسه وهو يدرك أنه ودون قصد منه عبث بذكريات حزنها قال بتوتر 
_أنا آسف مخدتش بالي أ...
قاطعته وهي تقول بحسره 
شردت بذكريتها بعيدا وهي تكمل بحزن دفين 
_في حاجات كتير أوي
افتقدتها.. حاجات كتير كانت المفروض تبقي جنبي فيها ومكانتش... بابا كان معايا دايما بيحاول يعوضني بس للأسف مش كل حاجه كان ينفع يحل محلها فيها احتاجتها كتير اوي بس ولا مره قلت.. عشان بابا ميحسش أنه فشل يعوضني عنها..
كانت دموعها تتهاوي دون شعور منها شعرت بكفيه يمسحان دموعها برفق فخرجت من شرودها ونظرت له وجدته يكوب وجهها بين كفيه وهو يقول بابتسامه 
_طب تسمحيلى أجرب الي عمي الله يرحمه فشل فيه..!
قطبت حاجبيها بعدم فهم فأكمل 
_محتاج فرصه أجرب فيها ولو فشلت..
صمت قليلا ثم قال بمرح
_نجرب تاني احنا ورانا حاجه!..
ردت بسخريه 
_لي محسسني أننا هنفضل مع بعض كتير!
تنهد بهدوء وهو يتفهم حديثها وقال بحماس 
_أيه رأيك ندي لبعض فرصه يعني أنا شايف إن الشهر ونص الي قضيناهم سوا كانوا لطاف أوي شايف أننا متفاهمين ولو كملنا يمكن تكون حياتنا ناجحه ونقدر نبني أسره سعيده..
نظرت له بتمعن قبل أن تقول 
_عشان طلقت ريهام
نفي برأسه سريعا وقال 
_لأ أنت مش بديل يا داليا أعتقد إننا قضينا
 

10 

انت في الصفحة 9 من 17 صفحات