رواية هوس من اول نظرة "الجزء الثاني" (كاملة جميع الفصول) بقلم ياسمين عزيز
ناقصين قرف و خلي بالك منها دي ممكن تغدر بيك في أي لحظة.
آدم بوعيد..آخد بس اللي أنا عاوزه منها و بعدين ...
مرر يده على رقبته مشيرا إلى رغبته في التخلص
منها لتومئ له ميرفت ثم تنشغل بمحادثتها مع
إحدى صديقاتها التي طلبت منها مساعدتها في بيع مجوهراتها و حقائبها الفاخرة و كذلك الاسهم التي تمتلكها في الشركة حتى تكون مستعدة للرحيل في أي لحظة....بجانبها كان آدم ېدخن سيجارته و هو
في المستشفى...
كان هشام لا يزال يجاهد حتى يستطيع التحكم
في نفسه رغم حالته السيئة التي لم تنفع معها اي أدوية... نفخ بضيق و هو يستمع لصوت وفاء التي كانت تصرخ بالداخل في الحرس حتى يدعوها تدخل له و تطمئن عليه...أشار نحو زياد حتى يسمح لها
إندفعت وفاء للداخل ممثلة الاهتمام
حبيبي إنت كويس
أبعد هشام يدها عنه و هو يضع المنشفة
الباردة على جبينه و رقبته قائلا..الحمد لله
بس عاوز اقعد لوحدي .
وفاء باصرار و هي تتفحص الأدوية
التي كانت تملأ الطاولة أمامه..هو إيه اللي حصل
حكى لها هشام باختصار ثم طلب منها المغادرة
بنت عمك هي اللي عملت كده عشان تفرقنا....
هشام بنفاذ صبر فهو لم يكن في حالة تسمح له
بالمجادلة أو الاستماع لأي صوت..وفاء إطلعي
برا نتكلم بعدين...
وفاء محاولة إقناعه..أنا كنت حاسة إنها بتخطط
لحاجة هي كانت كل ما تشوفني تهددني... هي اللي
حطتلك المخدر عشان هي عارفة إني هجيلك
هشام بعصبية..خلاص بقى...قلتلك برا .
غادرت وفاء على مضض مقررة اللجوء لخطة
أخرى بديلة حتى تحصل على مبتغاها بينما بقي
هشام في الداخل يكمل تحطيم مكتبه لينفث عن
غضبه بينما كان زياد يقف و يراقبه ...
كان هشام يفكر في كلام وفاء... فانجي هي الوحيدة التي دخلت مكتبه اليوم لكن متى و كيف وضعت له المخدر لايعلم...أمسك بجهاز التحكم الخاص بالمكيف الهوائي ثم رماه على الحائط ليتهشم و هو يشتمها بصوت عال..يا بنت ال
زياد بوقاحة..أنا أعرف حتة كباريه في بنات
قبل يده ليعبر له عن جودة ما يتحدث عنه قبل أن يكمل لوز اللوز....
شتمه هشام الذي كان يفتح علبة المهدئ لتناول
منها قرصا
إخرس يا معفن..أنا من إمتى بروح الأماكن دي .
حرك زياد يده بلامبالاة..اهي فرصة تجرب
بص لوشك و إنت هتعرف.
مسح هشام وجهه المتعرق و هو يضحك بصعوبة
بتحفل عليا ياض...مردودالك ياعم خليك فاكر .
زياد..طب تعالى أسندك.. إنت حالتك صعبة خالص.
بعد عشر دقائق من القيادة توقفت سيارة زياد أمام شقة هشام التي إشتراها منذ أشهر حتى يتزوج فيها
و التي كانت قريبة من المستشفى...أسرع نحوه حتى
يساعده لكن هشام رفض و أخبره أن يفعل ما طلبه
منه...
دلف هشام شقته و هو يلهث بسبب المجهود الإضافي الذي قام به و هو يشعر بجسده
يرتعش و ينتفض من شدة الحرارة...
أخرج هاتفه ليحادث إنجي التي ردت عليه مباشرة...
إنجي بصوت متردد ألو .
نطق هشام بصعوبة..ممكن تجيلي دلوقتي...
لاحظت إنجي نبرة صوته المتغيرة لتسأله
هشام ماله صوتك إنت كويس
هشام باستهزاء..أنا تمام متقلقيش تعالي بسرعة
مستنيكي في شقتي... هبعثلك العنوان في رسالة...
إنجي..بس أنا مقدرش أخرج دلوقتي و إنت عارف..
قاطعها هشام بحدة..الساعة دلوقتي ثلاثة
يعني لسه بدري كلها ساعة زمن و أنا هوصلك
القصر بنفسي متقلقيش....
حول الهاتف لأذنه الأخرى و هو يحذرها
دي آخر فرصة ليكي لو مجيتيش هعتبر إنك مش عايزانا نرجع .
أتاه صوتها المتلهف ليؤكد ظنونه
نرجع.. إنت خلاص سب وفاء يعني صدقتني
يا هشام شفت مش قلتلك دي كذابة و بتضحك عليك عشان تاخذ منك المستشفى....
قاطعها هشام بنفاذ صبر
هتيجي و إلا لا.....
إنجي بغبطة لا خلاص أنا جاية حالا....
هشام مؤكدا..هاتي معاكي بطاقتك.
رمى الهاتف من يده ثم سار نحو الباب ليفتحه
و يدخل زياد مرحبا بالضيوف اللذين أحضرهم معه
إتفضل يا شيخنا من هنا... تعالى يا محمود...
دلف بهم نحو للصالون بينما كان هشام يحاول جاهدا أن يبدو طبيعيا أمامهم لكنه لم يستطع ليستأذن
منهم حتى يدلف الحمام ليستحم....
فتح المأذون دفتره في الحال ليبدأ بإجراءات الزواج لكنه لاحظ خلو
الشقة من أي مظاهر للزينة او الناس كأي حفل طبيعي ليسأل بعد أن تملكه الشك
أين العروسة انا مش شايف أي حد هنا هو في مشكلة يا أستاذ .
تدخل زياد مبررا و هو يعطيه بطاقته
شوية و هتوصل يا مولانا..متقلقش حضرتك
العروسة و العريس ولاد عم.
أومأ له الماذون ثم بدأ بتسجيل البيانات في خانة الشاهد وقف عندها زياد ليتجه نحو المطبخ
ليحضر بعد المشروبات ليجد فقط زجاجات العصير فقط زفر بحنق ليستل هاتفه و يطلب بعض
الأغراض من الخارج....
إنتهى هشام من الاستحمام بالمياه الباردة
ثم إرتدى ملابسه و خرج ليجد زياد أمامه
يبتسم بعبث
حمام الهناء يا عريس...
كشړ هشام في وجهه باشمئزاز قبل أن
يجيبه..بيئة اوي...
راقص زياد حاجبيه و هو يشير له نحو
الصالون..العروسة جوا على فكرة....
أزاحه هشام عن طريقه و هو يشتمه قائلا
و غبي كمان...
دلف هشام بسرعة نحو الصالون ليجد إنجي
تقف و على وجهها علامات الحيرة.. إندفعت
نحوه حالما رأته هاتفة باستفسار
في إيه يا هشام... إيه اللي بيحصل هنا
و مين الراجل داه
تحدث و هو يدفعها برفق لتجلس بجانبه
على الاريكة..داه المؤذون اللي هيكتب كتابنا
و داه محمود و اللي واقف هناك زياد إنت عارفاه طبعا هاتي بطاقتك .
إنجي..أنا مش فاهمة حاجة...
فتح هشام حقيبتها بعدم صبر مقاطعا إلحاحها
هاتي بطاقتك هحكيلك كل حاجة بعدين ..
أعطته البطاقة و بدأ الشيخ في الإجراءات
إنجي كانت حائرة و مترددة لكن فرحتها برجوع
هشام لها انستها كل شيئ كانت شبه منومة مغناطيسيا تفعل كل ما يأمرها به حتى
أن المأذون سألها عدة مرات إن كانت مجبرة على هذا الزواج لكنها في كل مرة كانت تنفي...بينما هشام
كان جالسا على مضض ينتظر إنتهاء الشيخ ....
بارك الله لكما وبارك عليكما.....
تمتم الشيخ بكلمات التهنئة ثم أغلق
دفتره و بدأ يلملم اشياءه عندها فقط
افاقت إنجي و أدركت فعلتها لكن ما جعلها
تطمئن هو إبتسامة هشام الذي كان يشاهد
زياد و هو يجبر الشيخ على شرب كأس العصير
و أخذ قطعة حلويات...
وقف من مكانه و هو يصفق بيديه قائلا
يلا من غير مطرود الحفلة إنتهت....
صافحه محمود الذي تذمر من طرده له
ماشي يا عم بس هتعوضنا.
قاطعه زياد..أكيد و إحنا اللي هنختار المكان...
هشام بلا مبالاة..تمام بس غورو دلوقتي مش
عاوز أشوف حد فيكوا.. و إقفل الباب وراك...
زياد و هو يجذب محمود..
يلا خلينا نمشي قبل ما نتهزق....
محمود..ما إحنا تهزأنا خلاص..
زياد بهمس..يا عم إنت متعرفش هشام
داه بس محترمنا قدام العروسة.. ميغركش
شكله الكيوت داه صايع....
هشام من بعيد..بتقول حاجة يا زيزو....
زياد ببراءة..كنت بسأل لو محتاجين حاجة قبل ما نمشي...
هشام بنفاذ صبر و هو يقف من مكانه و يمسك
بيد إنجي.. لا بس متنساش زي ما اتفقنا....
أغلق زياد الباب وراءه و هو يتمتم
ياعم محدش هيعرف...فاكر نفسه سلمان خان
و الناس عاوزة تعرف أخباره...
نظر نحو صديقه بتفكير قبل أن يستدرك
بس داه هشام عزالدين...لا فعلا معاه حق...
محمود ببلاهة..انا مش فاهم حاجة أنا كنت فاكر إنه هيتجوز وفاء خطيبته...
زياد بتقزز..الحيزبونة...اااع لا تعالى أما أرسيك
عالدور...
في الداخل....
جر هشام وراءه إنجي پعنف و هو ينزع التيشيرت
الخفيف الذي كان يرتديه ثم رماه على الأرض
و دلف بها غرفة النوم...خفضت رأسها بخجل و توتر
بفزع ما إن تحسست حرارته العالية...
هشام إنت تعبان...
إبتسم لها هشام بخبث ثم اجابها
تعبان اوي و إنت اللي هتريحيني...
في غرفة صالح في المستشفى...
كانت سناء تجلس بجانب صالح كعادتها كل يوم و تبكي على حاله بعد أن فشلت في جعله يتجاوب
معها.... دلفت الممرضة المسؤولة عنه حتى تتفقده
لتمسح سناء دموعها و تسألها
هشام فين أنا هخرج إبني من هنا مش هقعد
أتفرج عليه و هو بيضيع مني كده
اجابتها الممرضة بعملية
إهدي حضرتك مفيش داعي للانفعال بعد نص ساعة هيجي دكتور فتحي....
قاطعتها سناء بلهجة اقل حدة
مين داه...
الممرضة..داه الدكتور النفسي..
نظرت نحو صالح الذي كان في عالم آخر
و هي تضيف محدثة سناء ..حضرتك في واحدة في قسم الحروق إسمها...نسيت إيه بالضبط بس متهيألي هانيا كانت بتسأل على صالح بيه و عاوزة تقابله
عشان تقوله حاجة مهمة تخص مراته...هي حالتها
خطړة أوي و الدكاترة قالو إنها معجزة عشان قدرت
تفوق من الغيبوبة بالسرعة دي...أنا قلت أبلغ
حضرتك عشان تشوفيها بدل صالح بيه..
كان صالح غارقا في هواجسه و كأن جدار كبير داخل
عقله يمنعه من الشعور بمن حوله كما أن
كمية المهدئات التي تحقن داخل جسده يوميا
تجعله هادئا رغما عنه...لكن كلام الممرضة جعله
ينتبه خاصة أنها ذكرت كلمة زوجته تلك الكلمة
كانت كفيلة بضخ بعض القوة بداخله... رفع جذعه العلوي بصعوبة متخذا وضعية الجلوس و هو
يحاول تحريك لسانه لينطق بأول كلمة بعد أيام
من الصمت
هي.... فييين.. خ... خوذيني عندها .
أسرعت نحوه سناء حتى توقفه لكنه تشبث فيها
و هو ينظر لها بعيون مغرورقة بالدموع هاتفا
برجاء..ابوس... إيدك يا ماما... مرااتي...
أومات له سناء بحنو قائلة
حاضر يا حبيبي بس إنت تعبان و لازم تستريح.
رمى صالح قدميه على البلاط و هو لايزال
يجاهد حتى يقف على قدميه...كان جسده
ثقيلا و كأن شاحنة قد داست عليه بالإضافة إلى
شعوره المفاجئ بالدوار... رغم ذلك كان مصرا على
الوقوف... أشار للمرضة أن تنتظره خارجا
ثم طلب من والدته ان تحضر له ملابسه
من الدولاب و ساعدته في إرتداءها بدل
ملابس المستشفى.....
كانت سناء تحاول إثناءه عن الخروج من غرفته لكنه كان يتوسل لها أن تدعه يذهب عله
يجد أي خيط يوصله لزوجته...منظره و هو يبكي
و يترجى والدته جعل الممرضة تشعر بالاسف
تجاهه فقط لو رأته و هو بكامل صحته لما
صدقت أبدا أنه هو نفسه هذا الشخص المحطم
أحضرت له الكرسي المتحرك حتى تسهل حركته
ثم أخذته لغرفة هانيا و التي لحسن حظه كانت مستيقظة...
أغلقت الممرضة الباب وراءه بعد أن أخبرته
أن يسرع فحالة هانيا كانت خطړة للغاية و الزيارات ممنوعة...
حرك صالح كرسيه بصعوبة و إقترب من فراش هانيا التي كانت تشبه المومياء و هي مضمدة بالكامل
بشاش ابيض خاص بالحروق لا يرى منها سوى وجهها
فعندما إخترقت في غرفتها وقع
فوقها الباب لكنها إستطاعت حماية وجهها الذي لم تطله سوى
حروق خفيفة و رغم ذلك كانت كانت بقية
إصاباتها خطېرة ليتحدث
بصعوبة
إنت كنت عاوزاني في إيه إنت تعرفي حاجة عن يارا....
ردت عليه هانيا التي عرفته من صوته قبل أن
تدير راسها نحوه ببطئ..ايوا بس أنا عاوزاك توعدني ...
صالح..انا هسفرك برا و أدفع تكاليف علاجك كلها
و هديكي أي مبلغ إنت عاوزاه المهم اعرف مكان
مراتي....
نزلت دموع هانيا پألم و ندم فما أصابها لم يكن هينا ذلك الحريق لم ېحطم حياتها فقط بل ازال أيضا الغشاوة عن عينيها لتدرك الدوامة الكبيرة التي وقعت فيها... أموال العالم لن تمحي من ذاكرتها
ذلك الألم الفظيع الذي شعرت به و