رواية دروب العشق (كاملة حتي الفصل الاخير)
لهم بالهداية ! . احست بانفاسها تضيق وإنها لا تقوى على الوقوف فسقطت فاقدة للوعى جراء مرضها بالقلب ! .
داخل أحدي المستشفيات ...
كان يسير إيابا وذهابا في الطرقة أمام الغرفة الكامنة فيها أمه ويلعن نفسه في اللحظة ألف مرة لأنه السبب في كل هذا وشقيقته تجلس على أحد المقاعد ولا تتوقف عن البكاء اقترب منها وانضم لها على مقعد مجاور لها وضمھا لصدره هامسا
لم تجيبه واكتفت ببكائها بين ذراعيه أما هو فانتبه لحسن الذي يتجه نحوهم راكضا وثواني حتى وقف أمامهم وقال بصوت لاهث ووجه مذعور
حصل إيه ياكرم ماما مالها
لسا الدكتور مطلعش من عندها قولت لزين
لا لما يطمنا الدكتور عليها هتصل بيه بلاش نقلقه من دلوقتي فهموني حصل إزاي ده
تحدثت رفيف بصوت مبحوح ونبرة واضح عليها البكاء العڼيف
كانت بتتكلم مع كرم وأنا سمعت صوتها بتزعق معاه وبعدين هو طلع وسابها وأنا طلعت أشوفها لقيتها واقعة على الأرض
إنت مش عارف إن أمك عندها القلب يعني ! ولا هو عشان تاخد حق مراتك هتخسر أمك بسبب عنادك ياكرم
حسن أنا واصلة معايا لهنا متتكلمش معايا نهائي
أماء بحدة وغيظ وتمتم وهو غير واعي لما يخرج منه فمه
آه ما أنت أهم حاجة عندك مراتك مش مهم أمك يحصلها حاجة ولا ټموت ابقى خلي اڼتقامك لمراتك ينفعك لما أمك تحصلها بسببك
آخر مرة هقولهالك اتجنبني خالص ياحسن وموضوع مراتي محدش ليه دعوة بيه متشغلوش بالكم بيا بس ومحدش هيحصله حاجة
ثم انصرق وترك أخيه يتابعه وهو يغادر مندهشا ثم عاد بنظره إلي شقيقته وقال
شايفة بيقول إيه !! لا ده اتجن على الآخر
سيبه ياحسن متتغطش عليه هو كمان معذور حط نفسك مكانه وهتفهمه وعلى فكرة هو قلقان على ماما أكتر مننا
ياعم أنا مقولتش إني مش فاهمه ولا إن هو مش قلقان على ماما بس يعمل حساب إن أمه مريضة ومش بتستحمل ويمسك أعصابه قدامها كلنا بنحاول نبعد عنها الضيق عشان متتعبش وهو مجرد ما حد يفتح معاه موضوع اروى بيتحول
قطع حدوثهم خروج الطبيب من
الغرفة فركضت رفيف أولا له تنتظر منه أن يخبرهم بوضع والدتهم وكان حديثه أعاد لهم الحياة من جديد حيث قال
تعصبها هي دلوقتي فاقت وزي الفل تقدروا تدخلوا ليها
تمام شكرا يادكتور
قالها حسن ممتنا بإبتسامة واسعة أما رفيف فلم تنتظر شيء حيث هرولت إلى داخل الغرفة وعانقت والدتها بقوة وهي تهتف بسعادة ممزوجة بالدموع
حمدلله على سلامتك ياماما ليه كدا تضايقي نفسك إنتي مش عارفة وضعك يعني ياماما
غمغمت بصوت متعب ومنخفض
الحمدلله ياحبيبتي
رأت
حسن الذي انضم لهم للتو واقترب من فراش والدته ثم
إيه اللي جاب الواد ده هنا
ضحكت رفيف بقوة وانطلقت هو منه ضحكة رجولية متأججة وأجابها معاتبا
اخص عليكي ده جزاتي يعني ياست الكل
نقلت نظرها بين أركان الغرفة ثم قالت باستغراب وقلق
كرم فين
تمتمت رفيف وهي تنظر لحسن بلوم
اټخانق مع حسن قبل ما يطلع الدكتور من عندك وشكله طلع يقعد برا هروح انده وأقوله إنك فوقتي
ثم استقامت وغادرت بينما حسن فكان يخطف نظرات إلى والدته التي تطالعه باستياء وعتاب شديد وقبل أن ترمي عليه
عتابها وڠضبها قال
متبصليش كدا هو غلطان !
لا مش غلطان .. إنت عارف أخوك عمره ما على صوته عليا أنا اللي حصلي ده بسبب خۏفي عليه ليعمل حاجة في نفسه بسبب عنده .. وإياك ياحسن تكلم أخوك وتشد معاه تاني ده بيني وبينه ملكمش دعوة إنت وزين
جلس على حافة الفراش وقال ساخرا بابتسامة
حاضر مش هنقرب من ابنك حبيب قلبك بس أنا بقى مش هتدخله في أي حاجة
أظهرت عن وجهه الغاضب وقالت
أهو إنت اللي هتتعبني .. هتتدخل ياحسن إنت وعدتني وإلا ....
قال ضاحكا بمشاكسة
من غير وإلا ياعم بهزر معاكي أكيد مش هسيبه يودي نفسه في داهية المتخلف ده
عادت الراحة لقسمات وجهها وقالت باسمة بحب أمومي
ربنا يكرمك ياحبيبي أيوة كدا خليك ورا أخوك ومتسبهوش
قطع حديثهم دخوله الغرفة فرأى حسن أمه تشير له بعيناها إلى الباب ففهم مقصدها ووقف وغادر تاركا إياهم بمفردهم وظل كرم متصلبا بأرضه مطرقا أرضا يخجل من ان يرفع نظره في وجه والدته بعد أن فعله في الصباح معها حتى أتاه صوتها الناعم والحاني وهي تطلب منه الجلوس بجانبها فلبي طلبها وجلس بجوارها والتقط كفها يلثم إياه برقة ورفع نظره لها فرأت الدموع المتجمعة في عيناه وهو يهمس لها بندم وخجل
أنا آسف يا أمي سامحيني والله ما أقصد اضايقك أنا مش عارف إزاي اتعصبت كدا عليكي
ثم ډفن وجهه بين كفها واڼفجر باكيا كطفل صغير فانفطر قلبها