رواية المطارد (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم امل نصر
وبصراحة اتكسف اقول حاجة زي دي .
زاد بإلحاحه الغريب
لا يا ندى ماتقوليش كدة انا وانت مافيش مابينا كسوف رددي ورايا وانت تعرفي تقوليها بحبك ياكرم .
صمتت مرة ثانية والح اكثر
حرام عليكي ياندى قولي بقى وريحيني ابوس ايدك بحبك ياكرم .
اذعنت تحت الحاحه اخيرا فقالت دون ان تشعر بمعناها
بحبك ياكرم .
الله عليك الله عليك ياحبيبتي انت ايوة كدة انعشي قلبي واحييه بعد ما كان بېموت مني الايام اللي فاتت
عارفة ياندى انا عشان المناسبة الحلوة دي مجهزلك هدية.
التمعت عيناها ببريق الفرح ولكنها حاولت الا تظهر ذلك في صوتها وهي تسأله بجدية
هدية ايه انا ماينفعش اخد منك هدايا .
ايوة بس انت مش خطيبي عشان اقبل منك .
قالت بدلال استغله هو
قريب قوي هاتبقي مراتي ياندى بس انت اقنعي ابوكي وامك وانا مستعد اخليكي تكملي سنتك في بيتي هنا واساعدك كمان في الدراسة . بس انت ساعديني الاول عشان يقبلوا .
تبسمت بانتشاء على تعلقه بها فقالت بلطف
حاضر ححاول اقنع امي
وهي تقنع ابويا .
.........................
انهى العم فضل سهرته واصر على العودة الى بلدته رغم الحاح سالم عليه بالمبيت ولكن قبل ذهابه طلب من سالم رؤية ابنته التي قامت بمساعدة ابيها في رعاية صالح ووالدتها التي اصرت بحنان الأم على علاجه تقدمت نجية نحوه مرحبة
يامرحب يامرحب نورت بلدنا ياحج .
صافحها الرجل قائلا بسرور
جميل ايه بس ياحج احنا مجرد اسباب وربنا هو الشافي المعافي.
ونعم بالله بس برضك ! انا راجل اقول الحق ولو على رقبتي ناس غيركم مكانوش هايرضوا ابدا انهم يعالجوا صالح وانتم ظانين انه مچرم وماتعرفوش اصله الكريم لكن ارجع واقول ايه هو راجل طيب عشان كدة وقفلوا ناس زيكم ولاد حلال.
دوت من قريب بصوتها الرقيق جعلته يعتدل في وقفته وهو ينظر لها بهيام اثارت انتباه الرجل العجوز الذي رحب بها بأبوية قائلا
يااهلا يااهلا ياست ابوكي انت بقى يمنى
اومأت برأسها اليه وهي تقترب لتصافحه بخجل وابتسامة جميلة .
ايوة انا يمنى ااهلا بيك ياعمي .
رحب فضل معجبا بها وعيناه تتنقل نحو صالح كل ثانية
اومأت مبتسمة بصمت فتابع هو مخاطبا اباها
ملكش حق ياسالم ياراجل لما حكتيلي عنيها مقولتش ليه انها زي البسكويتة الحلوة كدة صغيرة ومنمنمة .
اعتدل يونس في جلسته يتحمم پغضب قائلا .
بسكويت ايه والكلام الفاضي دا ياعم الحج ماتخلي بالك من كلامك .
ضحك فضل بصوت مجلل يردف ليونس
وماقول بسكويتة ولا عصفورة حتى هو انا شباب عشان تخاف مني دا انا في عمر جدها ياراجل .
اخفض يونس عيناه وقد اسكتته الحجة ولكنها ارتفعت مرة ثانية على قول فضل المشاكس
بس اقولك انا لما شوفتها برضوا اتفتحت نفسي .
احتدت معه نظرات صالح وسالم ايضا فتابع فضل بمكر
ياخوانا مش ليا دا انا بقولكم اتي قد جدها انا قصدي على واحد في معزة عيالي .
اردف بها وعيناه نحو صالح الذي تمتم حانقا بداخله من الاعيب الرجل العجوز رد سالم من الناحية الأخرى
دا انت بحورك غريقة قوي ياعم فضل .
ضحك جميعهم على قول سالم واستمرت الجلسة الودية الجميلة مع العم فضل لنصف الساعة تقريبا قبل ان يتركهم الرجل ويغادر عائدا الى بلدته عاد ايضا صالح الى غرفته وقد انتابه بعض الراحة من رؤية الرجل الطيب والمعاملة الكريمة من اهل المنزل ولكن كالعادة لا تكتمل معه الراحة والقلق عاد ينهش بقلبه خوفا على شقيقته التي عادت للقصر الملعۏن مرة أخرى وهو لا يعلم ماحالها الان ان كانت تتلقى معاملة جيدة ام سيئة في هذا البيت هل رحموا ضعفها ام ينتقموا منه فيها فرك بكفه على صفحة وجهه يتمنى ان يطمئن قلبه عليها في خضم ذلك القلق والحيرة الشديدة تذكر ابتسامتها الجميلة ورقتها في الرد على العم فضل الماكر والذي اوشك على فضحه امامهم بتلميحاته الخبيثة والتي لم يفهماها سواه وذلك لتاريخ عشرتهم الطويلة مع بعض ولكن المحير له الان كيف علم هذا العجوز مابقلبه ام يكون قد رأى وميض عشقها في عينيه ام ماذا يكون كيف عرف هذا الخبيث ليشاكسه هكذا بكل ثقة.
.......................
حينما عاد سالم ليلا بعد توصيله للضيف حتى الموقف العمومي لسيارات البلدة وجد شقيقه يونس في انتظاره جالسا بتحفز على الكنبة الخشبية في مدخل المنزل تبسم له سالم قائلا
وقدرت تسهر تستناني وانت جاي من مشوار السوق ومهدود حيلك .
اجابه يونس بامتعاض
وانام كيف وانا بيتي بقى كيف الشارع والناس الغريبة داخلة طالعة فيه من غير احم ولا دستور .
رد سالم وهو يجلس بجواره على طرف الكنبة الخشبية
ناس مين اللي غريبة بس ياواد ابوي هو في حد يقدر يدخل البيت من غير