رواية في مطار القاهرة الدولي (كاملة جميع الفصول) بقلم سارة علي
فموضوع مهم .. يخص زينة ..
رمقه الأب بنظرات حاقدة قبل أن يهتف بنبرة مستاءة
مفيش كلام بينا ومفيش حاجة تخصها تعنيني .. انا اتبريت منها خلاص ..
في نفس اللحظة تقدمت والدة زينة منهم وهي تهتف بقوة
إدي الراجل فرصه يتكلم يمكن عايز يقول حاجة مهمة ..
ادخلي انتي جوه ومتخرجيش من غير اذن ..
قالها الأب بصرامة لتنظر والدة زينة الى ابنتها بتوتر فتمنحها زينة ابتسامة شاحبة تحاول من خلالها طمأنتها ..
من فضلك اديني فرصة اتكلم واقول اللي عندي .. انا جاي فحاجة مهمة تخصكم ..
زفر والد زينة نفسا عميقا قبل ان يهتف على مضض وهو يفسح المجال لهما كي يدخلان
اتفضلوا ..
دلف الاثنان الى الداخل واغلق والد زينة الباب خلفيهما قبل ان يقترب منهما ويهتف بنفاذ صبر
اتكلم عايز تقول ايه ..!
زينة مظلومة يا عمي وانا إتأكدت من ده بنفسي ..
ابتسم الأب ساخرا وهتف ببرود
الكلام الاهبل ده مبقتش اصدقه .. لاقيلك حاجة غيرها..
نظر زياد الى زينة التي أدمعت عيناها بقوة من موقف والدها وانعدام ثقته بها ثم قال
الحقيقة انوا زينة تعرضت للاڠتصاب من طالب معاها فالكلية من كام سنه .. والطالب ده اعترفلي بنفسه بده ..
نظر زياد اليها بذهول وقال
وانت متخيل اني ممكن اتجوزها وادافع عنها وانا مش واثق انها بريئة ..! انت متخيل اني هدافع عن وحدة مش كويسة ..! انت ازاي بتفكر فيا كده ..!
صمت الأب ولم يعرف ماذا يقول .. هو يشعر بحيرة فمالذي يدفع هذا الرجل للوقوف بجانب ابنته ..! مالذي يجعله مصرا على مساعدتها بهذا الشكل ..!
مش قلتلك انوا بنتك بريئة .. ازاي تتخيل انها ممكن تعمل كده ..!
رد الأب بضيق
حتى لو كانت بريئة هل ده هيغير اللي حصل ..! هيرجعلي شرفي اللي راح ..!
تنهدت زينة وقالت
لا يا بابا انت كده بتظلمني .. وبتعاقبني على ذنب مليش علاقة فيه ..
لما انتي مش بنت اتجوزتيه ليه ..! وطيتي راسنا ليه ..!
أجابته زينة من بين شهقاتها المتتالية
كنت فاكراه هيسمعني ويصدقني .. هيديني فرصة احكيله اللي حصل .. كنت فاكراه بيحبني ..
احتضنتها الأم بمواساة بينما ازدادت شهقاتها ليقول الأب اخيرا
بابا سامحني ارجوك ..
قالها زينة بترجي وهي تحاول الإقتراب منه ليمنعها الاب بإشارة من يدها وهو يرد بحزم
متقربيش يا زينة ... صدقيني مش هينفع ..
يعني انت مش مصدق كلام زياد ..!
سألته بنبرة غير مصدقة ليرد
لا مصدقه بس مش قادر انسى كل اللي حصل لينا بسبب كدبك..
يعني مش هتسامحني ..!
سألته بنبرة غير مصدقة لينظر الأب لها بحزن ويقول
سيبي الأيام تداوي اللي حصل .. جايز اقدر فيوم انسى ..
اومأت زينة رأسها بتفهم قبل ان تقول لزياد بشحوب
يلا بينا نروح يا زياد ..
أمسكها زياد من يدها وسار بها خارج الشقة ..
دلف زياد الى الشقة تتبعه زينة ..
اغلقت زينة الباب خلفهما ثم اقتربت منه بملامح حزينة .
زينة احنا لازم نتكلم ..
قالها زياد بنبرة جادة لتتوتر زينة وهي تقول
اتفضل ..
انا هاسيب البيت ...
ارتعدت اوصالها لما سمعته فسألته بصوت خاڤت مرتبك
ليه ..!
أجابها بجدية
اظن بعد ما اهلك عرفوا برائتك مبقاش فيه خطړ عليكي .. وبالتالي جوازنا مبقاش ليه معنى .. ومينفعش يستمر اكتر من كده ..
لا يا زياد متقولش كده ..
قالتها زينة بصوت متحشرج ليرد زياد بوجوم
انا اسف يا زينة .. بس احنا لازم نطلق ..
وقفت في وجهه تعانده بۏجع
زياد انا مش عايزة اطلق منك ..
ليه ..! عايزة تكملي خطة اڼتقامك ..!
كان الألم واضحا في نبرته فشحبت ملامحها وهي تهز رأسها نفسا وتخبره بصدق
لا انا عايزة افضل مراتك يا زياد .. والله مش عشان اكمل اڼتقامي .. انا تراجعت عن موضوع الاڼتقام من زمان .. زياد انا ..
ثم حل الصمت بينهما ليبتسم زياد بسخرية ويهتف بها بغموض
صدقيني اي كلام هتقوليه ملوش داعي .. انا منكرش اني حبيتك ولسه بحبك بس احنا علاقتنا مستحيلة ...
ليه بتقول كده ..! ليه بتحكم عليا بالإعدام ..!
قالتها بحزن دفين ليرد بقوة
بلاش أفورة من فضلك انتي حياتك هتكون كويسة وانا هدعمك ..
هطلت دمعة واحدة يتيمة من عينيها قبل أن تهتف اخيرا بجدية
زياد انا بحبك ..
كانت تتوسله بنبرتها وهي تنطقها أن يصدقها ..
ترجوه ان يشعر بنيران قلبها ..
لا تعرف كيف تجرأت ونطقتها لكن كل ما تعرفه أن قلبها نطقها قبل لسانها ..
لا يا زينة متقوليهاش بلاش تقولي حاجة مش حساها انا ممكن اقبل اي حاجة إلا الشفقة ..
قاطعته بترجي
مين قال انها شفقة زياد انا بحبك بجد .. بحبك جدا كمان ..
صړخ بها بوهن
كفاية بقى انتي ازاي كده ..! ازاي ضعيفة لدرجة انك تمثلي الحب عليا لمجرد انك عاوزاني جمبك ..!
تراجعت الى الخلف مصډومة مما قاله .. هل هي ضعيفة ومٹيرة للشفقة الى هذا الحد ..!
هزت رأسها نفيا وقد سقطت دموعها بتخاذل لتهتف اخيرا
انا مش ضعيفة يا زياد ولا بقول كده عشان عاوزاك جمبي .. انا بحبك ..بحبك وبس ..
اتجه نحو غرفته بجمود بينما جلست هي على الكنبة بوهن ... انتظرته يخرج ليخرج بعد فترة وهو يجر حقيبة ملابسه خلفه نهضت من مكانها واتجهت خلفه لتنادي عليه اخيرا فيلتفت لها مرسلا اليها نظراته المتسائلة فتقول بجدية وقسۏة لا تعرف من أين أتتها
تطلقني قبل متسيب البيت ..
تصنم في مكانه للحظات غير مستوعبا لما قالته هي تحاول الٹأر لكرامتها بأي طريقة تدعي القوة أمامه ثم ستنهار باكية ما ان يخطو اولى خطواته خارج المنزل ..
انتي طالق ..
همس بها اخيرا وهو يحاول ان يمنحها ما تريد لتقول أخيرا بقوة
من النهاردة انت ملكش علاقة بيا لا من قريب ولا من بعيد ..
اومأ برأسه وهو يجاهد كي يحافظ على قناع البرود واللامبالاة أمامها قبل ان ينسحب خارج الشقة لتغلق الباب خلفه وهي تضع يدها على قلبها ..
لقد خسرته في اليوم الذي اكتشفت فيه حبها له لكنها لن تبكي فقد اكتفت من الضعف وعليها التحلي بالقوة ..
بعد مرور عدة أشهر ..
وقفت داخل الحمام تنظر الى اختبار الحمل پصدمة .. هي حامل .. حامل بدون زواج .. كيف ستتصرف ..!
حاتم يجب أن تتصل به في الحال .. يجب أن تخبره بكل شيء ويجب أن يتزوجها بأسرع وقت ..
خرجت من الحمام مسرعة واتجهت نحو الطاولة لتحمل الهاتف من فوقها وتجري اتصالا سريعا به ..
بعد لحظات جاءها صوت حاتم الناعس وهو يقول
صباح الخير يا حبيبتي ..
انا حامل ..
قالتها بسرعة مفاجئة لينتفض من نومه وهو يهتف بعدم تصديق
حامل ازاي يعني ..!
ردت عليه بعدم تصديق مما يقوله
حامل يا حاتم .. ايه متعرفش يعني ايه حامل ..!
ثم أردفت بعصبية شديدة
انت هتفضل ساكت كده كتير ..! اتكلم وقول اي حاجة ..
أجابها بسرعة وتوتر
منا