الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية في مطار القاهرة الدولي (كاملة جميع الفصول) بقلم سارة علي

انت في الصفحة 20 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز


كويسة يا نور ...
انتفضت نور من مكانها وسألتها بقلق شديد 
مالك يا زينة ..! حصل ايه يا حبيبتي ..!
أجابتها زينة من بين دموعها 
زياد هيطلقني يا نور هيسبني خلاص .. 
ليه ..! حصل ايه ..!
سألتها نور بحزن لترد زينة بۏجع وهي مستمرة في بكائها 
عشان اعترفتله إني اتجوزته وأنا عايز أنتقم من أمه ..
ليه يا زينة ..! ليه كده ..!

ڼهرتها نور بضيق قبل أن تنتبه لما فعلته وسط بكاء زينة الذي إرتفع لا إراديا لتكمل نور بأسف 
والله اسفة بس ليه عملتي كده .. 
سردت لها زينة ما حدث عن طلب والد زينة منه أن يطلقها وإلا سوف يسحب ادارة الشركة منه ..
حتى لو يا زينة انت تقوليله ليه إنك اتجوزتيه عشان ټنتقمي منه ..!
أجابتها زينة بصدق 
مكنتش عايزاه يخسر مستقبله وشركته بسببي ويخسر أهله كمان ..
بس ده مش معناه إنك تخسري الشخص الوحيد اللي ساعدك واهتم بيكي وصدقك ..
كانت نور تتحدث بصراحة تامة وهي تشعر أن زينة تتصرف تبعا لعواطفها لتجد زينة ترد عليها 
امال كنت هعمل ايه ..! أسيبه يخسر كل الي حواليه ..!
زفرت نور نفسها ثم قالت بجدية 
اللي حصل حصل خلاص المهم دلوقتي تقوليلي انتي عايزة تنفصلي عنه ولا لأ ..!
صمتت زينة لوهلة تفكر في حديث نور هل تريد هي الإنفصال عن زياد والبدء لوحدها من جديد ..! أم تريد البقاء معه..!
وجدت نفسها تجيب بعد تفكير ليس بطويل 
مش عارفة يا نور بس انا حابة وجوده جمبي .. حاباه اوي ..
ابتسمت نور وقالت 
زينة انتي شكلك بتحبيه او عالاقل معجبة بيه ..
توترت ملامح زينة لا إراديا وقالت 
لا طبعا مش بحبه اكيد مش بحبه ..
ليه اكيد ..! واثقة ليه ..!
ردت زينة بمنطقية 
عشان انا لسه بحب علي ..
بس ممكن تنسيه وتحبي زياد لو إديتيه فرصة ..
بس ..
قاطعتها نور بنبرة جادة 
انتي حابة جوازك منه يستمر ..! لو حابة انوا جوازك منه يستمر يبقى انتي عالأقل معجبة بيه 
تنحنحت زينة قائلة 
ممكن بردوا ...
لا مش ممكن ده اكيد ..
قالتها نور بتأكيد لتسألها زينة 
طب هعمل ايه دلوقتي ..!
أجابتها نور بجدية 
لو عايزة جوازك منه يستمر يبقى تقربي منه وتثبتيله إنك عاوزاه ... ولو مش حاباه يستمر يبقى هو أخد القرار نيابية عنك ...
قالت زينة بحسم 
تمام انا لازم أقعد مع نفسي وأفكر الأول وأشوف انا عايزة

ايه بالضبط وساعتها هعمل المستحيل عشان أحقق اللي انا عايزاه ...
خرجت زينة من غرفتها بعدما فكرت طويلا في القرار الذي سوف تتخذه ..
كانت ترتدي بيجامة زهرية قصيرة بعض الشيء وتضع المكياج الناعم على وجهها أما زياد فكان يجلس على الكنبة يتابع أحد الأفلام الأجنبية بشرود ..
جلست زينة بالقرب منه دون أن يلتفت لها أو ينظر إليها بينما ظلت زينة صامتة تراقبه من بعيده بتشتت ..
في تلك اللحظة شعرت بقلبها ينبض پعنف تجاهه .. نبضات افتقدتها منذ وقت طويل .. او ربما لم تشعر بها من قبل ..
أخذت تتأمله وتتأمل وسامته بإعجاب شديد ...
ثم أخذت تتذكر جميع تصرفاته معها منذ أول لقاء جمعهما سويا ..
كل شيء مر أمامها كشريط طويل جعلها تتأكد من كونها تريده معها .. يبقى بجانبها فهو الرجل الوحيد الذي سوف تأتمنه على روحها وقلبها ..
كيف لا وهو الذي أنقذها من المۏت والچحيم وكل سوء ..!
تنحنحت مصدرا صوتا يدل على وجودها فإلتفت نحوها يسألها بحيرة 
فيه حاجة ..!
ردت بجدية 
تحب أعملك حاجة ..!
هز رأسه نفيا وهو يعاود النظر الى التلفاز ليتفاجئ بها تنهض من مكانها وتغلق التلفاز قبل أن تقترب منه وتهتف بجدية 
اسفة إني قطعت الفيلم عليك بس لازم نتكلم شوية ..
رمقها بنظرات مستاءة قبل أن يقول بهدوء 
خير عايزة ايه ..!
أجابته وهي تجلس بجانبه 
عايزة أقولك إني أسفة على كل حاجة عملتها .. اسفة إني استغليتك للحظة عشان أنتقم منك .. انا والله عملت كده لما عرفت الحقيقة .. زياد انا خسړت كل حاجة حتى فرصتي بأني أكون أم ..
تطلع إليها بشفقة رغما عنها خاصة حينما لاحظ الدموع التي تجمعت داخل عينيها لتكمل بإختناق 
أي حد مكاني كان هيفكر ينتقم بعد كل الظلم اللي شافه .. صح ولا أنا غلطانه ..!
أومأ برأسه وهو يدرك أن معها كل الحق .. واحدة مرت بكل ما مرت به هي ستفعل أكثر من هذا بمراحل .. 
وجدها تمسك يده وتقول بنبرة ضعيفة 
سامحني يا زياد انا مليش غيرك ..
ربت على يدها وقال 
حتى لو سامحتك يا زينة ده مش هيغير حاجة من كلامي اللي قلته احنا لازم نتطلق ..
هزت رأسها نفيا والدموع اللاذعة أخذت طريقها على وجنتيها 
لا يا زياد متطلقنيش أرجوك ..
ثم رمت نفسها بين ذراعيه لينصدم بشدة من فعلتها ..
لحظات قليلة أخذت تشهق باكيه بصوت عالي بينما أحاطها هو بذراعيه ...
في صباح اليوم التالي ..
خرجت رنا من الفيلا لتتفاجئ بحاتم ينتظرها في الشارع أمام سيارته ...
اقتربت منه بخطوات سريعة وهتفت بضيق 
انت بتعمل ايه هنا يا حاتم ..! عايز ايه ..!
عايزك ..
هكذا يعترف بسهولة وكأنها قطعة أرض او سيارة ينوي شرائها ..
انت فاكرني ايه ..! لعبة تاخذها وقت متحب ...!
قاطعها وهو يهز رأسه نفيا 
متقوليش كده انتي حياتي كلها يا رنا ..
توترت ملامحها كليا وهي تستمع لما قاله رغما عنها تأثرت مشاعرها الأنثوية بحديثه ..
شعر هو بتوترها فأكمل بهدوء 
انا بحبك يا رنا واسف على كل حاجة عملتها .. بس انتي بردوا اللي تخليتي عني وسيبتيني فنص الطريق ...
قالت بوهن 
ارجوك يا حاتم متفتحش الماضي من جديد ..
أمسك كف يدها وقال 
مش هفتحه يا روح حاتم بس انتي لازم تساعديني انساه رنا انا لسه بحبك ... 
بجد ..!
أومأ برأسه وأكمل 
بجد ..! انا حتى سافرت واشتغلت وفتحت شركتي الخاصة عشانك .. مش انتي كنتي عايزاني اعتمد على نفسي ..!
أومأت برأسها وهي تقول 
اكيد يا حاتم انا دايما كنت بنصحك بكده ..
هخطبك امتى يا رنا ..!
سألها بنبرة جادة لتتسع عينيها وهي تهتف بعدم تصديق 
تخطبني ..!
أومأ برأسه لتتسع ابتسامتها لا اراديا وهي تؤكد أن هذه فرصتها سوف ټنتقم من منتصر حينما ترتبط بأخر أفضل منه بمراحل .. أخر يرى فيها الدنيا بأكملها ..
وجدت نفسها تومأ موافقة له على طلبه ليبتسم هو بإنتصار فهاهو قد نال رنا الجميلة كما اراد وتمنى ..
هاجي أخطبك امتى ..!
سألها بجدية لترد بهدوء 
وقت متحب ...
بكره كويس ..!
سألها لتجيبه 
خليها بعد بكره عشان اكون بلغت ماما وبابا هيفرحوا أكيد ..
هز رأسه موافقا وهو يحتضنها من كتفيها ويهتف بها 
ايه رأيك نروح نقضي كم ساعة فشقتنا ..!
انت لسه محتفظ بيها ..!
سألته بذهول ليرد بجدية 
مكانش ينفع ابيعها .. دي فيها كل ذكرياتنا ..
ابتسمت بحماس غير مصدقة أنها وجدت من يحبها بهذا الشكل نعم كانت تعرف أنه يريدها پجنون وأخبرها بهذا مرارا مسبقا لكنها لم تتوقع أن يستمر حبه لها طوال هذه السنين .. هتفت أخيرا بجدية 
الشقة دي مش هندخلها الا بعد الجواز انت فاهم ..
ابتسم بسخرية قبل

أن يومأ برأسه ويقول 
زي ما تحبي ..
أوقف زياد سيارته أمام أحد المطاعم الشهيرة ..
هبط منها وتقدم متجها الى داخل المطعم ليجد ماجد
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 27 صفحات