رواية في مطار القاهرة الدولي (كاملة جميع الفصول) بقلم سارة علي
قالت پصدمة
مستحيل امتى وازاي !
زفر زياد نفسا عميقا وقال بهدوء وتردد
من زمان من قبل متتجوز علي
اتسعت عينا الأم وشعرت بعدم قدرتها على الحديث بينما أكمل زياد بتوسل
انا والله بعدت فورا لما عرفت بحب علي ليها عشان كده سافرت ولما قررت اساعدها مش بسبب حبي ليها
تطلعت الأم إليه بنظرات منكسرة بينما أكمل زياد
نهضت الأم من مكانها وسارت خارج الغرفة وهي تكاد ټنهار من فرط الألم
دلف ماجد الى غرفة نومه وألقى بجسده فوق السرير كان يشعر بالكثير من المشاعر المختلطة ما بين الحزن والخۏف والترقب
حزنا على حاله وما فعله ووصل إليه والخۏف مما هو قادم وترقب ما سينتظره
اعتدل في جلسته وهو يتذكر الماضي ورفاقه السيئين والذي قطع علاقته بهم منذ فترة طويلة
هو الوحيد من نجا من أفعاله وربما هناك ما ينتظره
اكثر ما يرعبه ان تكون نهايته بفقدان أحد المقربين منه منذ يوم أعلن توبته وهو يجاهد لتخفيف ذنبه أثار الماضي ما زالت تؤلمه وتخيفه الأمر الذي جعله ېخاف على لينا كثيرا وېخنقها بتحكماته الزائدة عن حدها
أغمض عينيه وهو يتذكر ماضيه الأسود وما به من علاقات محرمة وأفعال منكرة
عند هذا الحد هطلت الدموع من عينيه بغزارة بينما رفع بصره نحو الأعلى وهو يهتف الى ربه بتوسل
سامحني يا ربي سامحني ارجوك اغفرلي ذنوبي اجعل ريم من نصيبي وحافظ على لينا اختي انا مش هستحمل إنوا أي حاجة تجرالها مش هستحمل ابدا
مرت ثلاثة أيام تحسنت فيها أوضاع زينة بينما كان زياد يزورها يوميا للاطمئنان عليها
خرجت زينة من المستشفى بعدما أوصاها الطبيب أن تعتني بنفسها فحملها معرض للإجهاض بأي لحظة
أوقف زياد سيارته في كراج الفندق وأشار لها قائلا
نظرت إليه وقالت بجدية
انا هفضل هنا كام يوم لحد ما ألاقي شغل وساعتها هأجر شقة اقعد فيها
لم يجبها زياد لتمط شفتيها بضيق قبل أن تخرج من السيارة وتتجه نحو الفندق حيث جناحها
دلفت زينة الى جناحها وأغلقت الباب خلفها
جلست على السرير بعدما خلعت حذائها وألقته على ارضية الغرفة
هو لحق
نهضت زينة من مكانها وفتحت الباب لتنصدم بوالدة زياد أمامها
ارتجف جسدها كليا وهي ترى المرأة أمامها متشحة بالسواد من رأسها حتى أخمص قدميها ترميها بنظرات سوداء مظلمة
عادت ذاكرتها الى الخلف حينما قررت أن ټقتلها وكيف صوبت سلاحھا نحوها
تنحنت زينة قائلة بتردد بعدما أفاقت من شرودها
اتفضلي
دلفت والدة زياد الى الداخل لتترك زينة الباب مفتوح قليلا ثم اتجهت خلفها لتلتفت والدة زياد نحوها وتشير إليها قائلة دون مقدمات
انتي فعلا حامل !
احتضنت زينه بطنها بكفيها بحركة لا ارادية بينما أومأت براسها دون رد لتقول الأم بنبرة قوية حازمة
انتي لازم تجي معايا حالا
انتي عايزة مني ايه !
لازم نعمل تحليل دي أن أي ونتأكد إنوا اللي فبطنك ده حفيدي
عارضتها زينة بسرعة
مستحيل مستحيل اللي بتقوليه ده
يبقى بتكدبي وعايزة تبلينا فطفل مش مننا
قالتها والدة زياد بقسۏة لترمش زينة عينيها بعدم تصديق ثم تقول برجاء
والله ده ابن علي صدقيني
يبقى تثبتيلي ده وإلا مش هنعترف بيه
ثم أكملت بجدية
أنا اتفقت مع الدكتور وجهزت كل حاجة عشان تعملي التحليل على طول وأوعدك انوا لو الطفل ده طلع ابن علي حياتك كلها هتتغير
صمتت زينة ولم ترد عليها بينما أخذت تفكر في حديثها وهي تتخيل عائلة زياد سندا لها ولطفلها
بينما قالت والدة زياد بحسم
يلا بينا عشان معادنا كمان ساعة
وقفت زينة أمام باب غرفة الطبيب تفرك يديها الاثنتين بتوتر تود الهروب من هنا لكنها لا تستطيع هناك شيء بداخلها يمنعها من الهروب ربما رغبتها في إثبات برائتها أمام عائلة علي او رغبتها في إنهاء هذه المشكلة التي باتت تؤرقها وبشدة
يلا يا
زينة ادخلي
قالتها والدة زياد وهي تدفعها الى الداخل لتلج زينة الى غرفة الطبيب بخطوات مترددة وشعور بعدم الراحة تملك منها
تقدمت والدة زياد نحو الطبيب الذي رحب بها بحرارة ثم رحب بزينة وطلب منها أن تتبعه الى غرفة أخرى لإجراء الفحص
انتهى الطبيب من اجراء التحاليل المطلوبة لتخرج زينة من المكان وتتجه الى الغرفة التي تنتظرها فيها والدة زياد
نهضت والدة زياد من مكانها ما إن وجدت زينة تلج الى الداخل وسألتها
ها كله تمام!
أومأت زينة برأسها دون أن ترد لتتنفس والدة زياد الصعداء قبل أن يدلف الطبيب الى الداخل ويهتف قائلا
كله تمام
امتى هتظهر النتيجة !
سألته والدة زياد ليرد الطبيب بجدية
هتاخد وقت شوية هبقى ابلغك لما تطلع
أومأت برأسها متفهمة ثم أشارت الى زينة قائلة بلهجة باردة
كده خلصت اللي عليا النتيجة هي اللي هتثبت الحقيقة
أومأت زينة برأسها وهي تتنهد براحة فهناك حمل ثقيل سوف ينزاح من عليها
ثم تحركت السيدتان خارج المكان لتعود كل منهما من حيث أنت
انتهى زياد من أحد الاجتماعات المهمة الذي أخذ وقتا طويلا منه
خرج من غرفة الاجتماعات وهو يعبث بهاتفه الذي تركه مغلقا ليتفاجئ بعدد كبير من الاتصالات من قبل الشخص الذي وضعه كي يراقب زينة ويحميها
اتصل به زياد بسرعة ليأتيه صوت الرجل قائلا
كنت فين يا زياد بيه ! اتصلت بيك كتير
احكي ايه اللي حصل !
سأله زياد بقلق ليرد الرجل قائلا
والدة حضرتك زارت زينة هانم في جناحها وبعدين خدتها وراحوا المستشفى قعدوا هناك حوالي نص ساعة وخرجوا بعدين
قعدوا يعملوا ايه !
سأله زياد بنبرة متحفزة ليرد الرجل بجدية
معرفش
زفر زياد نفسا قويا وهو يغلق الهاتف ويتجه خارج شركته
اتجه زياد نحو الفندق حيث يجب أن يرى زينة ويتحدث معها
وصل الى هناك واتجه نحو جناحها وأخذ يطرق على الباب بعصبيه
فتحت زينة له الباب ليدلف الى الداخل بسرعة ويلتفت نحوها متسائلا
عملتوا ايه فالمستشفى !
انت كنت بتراقبني !
سألته زينة بعدم تصديق ليقول بنفاذ صبر
مش وقته عملتوا ايه هناك !
أجابته زينة بهدوء
عملت تحليل ال دي ان اي
اتسعت عينا زياد بعدم تصديق قبل أن يهتف بنبرة مچنونة
انتي اكيد اټجننتي ازاي تعملي كده !
أجابته زينة ببساطة
ده كان الحل الوحيد اللي يخلي الكل يصدق انوا ده ابن علي
كنت خليتيهم يستنوا لحد ما يتولد
متفرقش كتير
قالتها زينة بمرارة ليقول زياد پخوف
انتي مش فاهمة حاجة !
ايه اللي مش فاهماه !
سألته زينة بضيق ليرد بتردد
التحليل ده بيأثر على الجنين وبيسبب الاجهاض بحالات كتير
وضعت زينة يديها على بطنها پخوف واضح بينما اخذ زياد يضرب يده كفا بكف غير مصدقا لما يحدث
لا يا زياد انا كويسة والله كويس واكيد كله عدا على خير
اقعدي
قالها زياد وهو يجلسها على الكنبة قبل أن يجلس بجانبها ويسألها بتوتر
انتي كويسة !
أومأت برأسها ليتنفس زياد الصعداء وينهض من مكانه قائلا
انا هتصل بالدكتور واسأله اذا كنتي محتاجة تاخدي ادوية معينة
أومأت برأسها وقد امتلئت عينيها بالدموع
كان زياد يجري اتصالا بالطبيب الذي أنقذ زينة من الإچهاض حينما فوجئ بزينة تنهض من مكانها وتهتف بنبرة جزعة
زياد
الټفت زياد