رواية جوازة أبريل (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نورهان محسن
له لكنه بالفعل يعتبر يارا صديقته المقربة التي كانت معه في أصعب الأيام من حياته لذلك فهو يشعر دائما بالامتنان لها وما يفعله الآن هو محاولة التقريب بينهما فهو معجب بهالة كثيرا ويريد المحافظة عليها في حياته منذ أن دخلت فيها
طرد ياسر أفكاره من رأسه سريعا محمحما ينقى صوته الذي خرج خشن رخيم ماتاخديش في بالك يا هيوش هي متعودة تهزر كدا علي طول ماقولتليش القمر دا كله يحب يتغدي فين!
خلال ذلك الوقت
عند ابريل
في النادى
تأفأفت ريم مستاءة وهي تغلق شاشة الهاتف لتقول بنبرة منزعجة معلش يا توته جروب الماميز طول اليوم تك تك مابيسكتوش
أومأت أبريل برأسها فى تفهم وهي تتجرع من كوب عصير التفاح المفضل إليها مستفسرة بنبرة ناعمة ماقولتليش رأيك في مكالمة احمد!
رفعت ريم حاجبيها في تفكير لبضع ثوان قبل أن تجيب عليها بسؤال قبل ما ارد هسألك عايزاني ارد بصفتي دكتورة نفسية ولا لأننا صحاب!
هزت ابريل كتفيها ثم أجابت بسرعة لا بالعكس يعني رغم اني خاېفة شوية بس مبسوطة ومرتاحة معاه
حملقت ابريل فى وجهها بإمعان وغمغمت بفضول اتفضلي يا ريم
عبست تعابير وجه أبريل سريعا من سؤالها فسبقتها ريم بالإجابة مؤكدة بنفس الجدية ايوه هو لسه جواكي ورغم كل اللي حصل بس فضل عندك امل انه هيحاول عشان ترجعو لبعض واستنيتي ان دا يحصل بس هو صدمك فيه لما سمعتي بخبر جوازه بعد تلت شهور بس من فسخ خطوبتكم وجعك انه قدر يتخطاكي ويكمل حياته مع غيرك من ساعتها وانتي قافلة علي نفسك ووجهتي طاقتك وتركيزك لدراستك وشغلك بس
أخذت ابريل نفسا عميقا ثم زفرته على المهل فيما تفكر في كلماتها الصحيحة لتقول بنبرة عميقة وصادقة وقتها حسيت احساس وحش اوي سألت نفسي كتير هو انا فيا ايه غلط او ناقص عشان يعمل فيا كدا بس نجاحي في دراستي دا هو الحاجة الوحيدة اللي مخلياني قادرة اكون واثقة من نفسي تاني
أومأت ريم مؤيدة لها مخاطبة إياها بتريث عقلاني بالظبط قدرتي تتفوقي وتعدي من تجربتك دي وتبقي أقوي صحيح دا اتأخر حوالي سنة علي ما قدرتي تقتنعي به وشغلتي نفسك بدراستك بس لسه متخزن جواكي
احساس بالخذلان منه رغم مكابرتك لنفسك رغم انك اذا حطيتي في دماغك جملة واحدة وفكرتي فيها وأمنتي جدا بيها مكنتيش هتحسي باللخبطة دي هي ان ربنا اخد منك حاجة بتحبيها عشان يديكي الحاجة اللي تستحقيها والافضل ليكي ودا فعلا اللي حصل
أضافت ريم بتصميم عارفة وقت ما هتقتنعي من جواكي بالكلام البسيط دا هتقدري تاخدي القرار المناسب اذا حابة من قلبك وعقلك ترتبطي بمصطفي ولالا!!
نظرت لها ابريل بتشتت وهى تقول بنبرة يتخللها الإنفعال سهل اقول لنفسي كدا بس انا معرفش هقدر اتأقلم مع انسان غيره ولالا !! احمد بكلامه ليا انهاردة ربكني ولخبطني من وانا صغيرة وهو قدامي كان ليا كل حاجة فجأة حب سنين اتمسح في لحظة مابقاش موجود
تباطأت ريم في الرد منتقاة كلماتها التالية ثم قالت بثقة دا عشان انتي اتربيتي بعيد عن باباكي حسيتي ان وجود احمد واهتمامه بيعوضك عن الابوه والحنان اللي محسيتهمش من مصدر الحنان الاساسي حبك له بالاساس تعود هو كان بيملي فراغات واحاسيس كتير في حياتك اتحرمتي منها بس انتي اتصرفتي التصرف الصح لما قفلتي الباب في وشه ولو عملتي عكس كدا كنتي هتبقي بتظلمي نفسك
هزت ابريل رأسها بالإيجاب وهي تستمع إلى ما كانت تقوله ريم بإصغاء شديد للغاية بينما إحساس بالراحة يغمرها من عدم انسياقها وراء أمل كاذب لن يفيدها بقدر ما يضرها وسيسبب لها الألم والعڈاب يسبب لها الألم والمعاناة التي هى فى غنى عنها فابتسمت لها ريم بلطف ثم تابعت مستعيدة جديتها هو دلوقتي هيجنن من جواه انك ماوقفتيش حياتك عليه بالعكس دا انتي اتعلمتي واجتهدتي عشان تكوني ناجحة وتحققي هدف معين حلمتي توصليلو لو كنتي اتنازلتي عنه عشان تتجوزيه كنتي هتس قطي من عين نفسك وكان هيبقي كل حاجة محصلة بعضها في عينك
نهاية الفصل الثامن
رواية جوازة ابريل
نورهان محسن
الفصل التاسع هذيان
هل يوجد أسوأ من العڈاب الذي يعانيه الإنسان عندما يعرف في أعماق ضميره أنه اقترف ذنبا جسيما مستحيل إصلاحه!
فى متجر للأزياء
تجلس خلف المكتب في غرفة بها أثاث أنيق تتكئ على حافة المكتب بمرفقيها وأصابعها الطويلة تفرك جبهتها برفق حتى كسر الصمت صوت أنثوي يشوبه القلق سلامتك يا مدام!!
رفعت رأسها ببطء تجاهها وهي تميل إلى الخلف على الكرسي لتتمتم بنبرة منخفضة هاتيلي قهوتي يا ليلي
صوت رجولي خشن هتف بصلابة من خلفهم خليهم اتنين يا ليلي
تمتم أسعد بهدوء كويس
اكتفت ريهام بإيماءة برأسها إلى ليلى لتخرج في صمت بينما كانت تراقبه بعيون ضيقة وهو يتحرك للجلوس على الكرسي أمام مكتبها فسألته بابتسامة مزيفة يا تري ايه سبب الزيارة السعيدة دي!!
ضحك أسعد بصوت خاڤت ساخرا من كلامها فلم تكن الوحيدة التي تراقب تعابيره لكنه أيضا لم يخفى عليه ما ألت إليه ملامحها فور رؤيته ماتتوتريش كدا مش مطول انا جاي في كلمتين وماشي
استفسرت ريهام بنفس الابتسامة ولكن بنبرة جادة كلمتين ايه!!
حمحم أسعد بخفة ليجيب بنبرة هادئة رجولية بخصوص رسالتك اللي بعتيها الصبح
عقدت ريهام حاجبيها بدهشة وسألته في حيرة رسالة ايه اه افتكرت مالها الرسالة!!
أنهت كلماتها بسؤال بغير اكتراث لتصبح ملامحه مستاءة على الفور مستفهما بحدة خفيفة هو ايه الحكاية!! كل ما اتفق مع عمر اننا هنقضي اجازته معايا ويكون متحمس يجيلي فجأة ترجعي تقوليلي انه
مش عايز يجي او عنده تمرين او اي حجة من الحجج الفارغة دي تخليه مايجيش
جعدت ريهام حاجبيها بدهشة مزيفة وسألته ببراءة ظاهرية وانا دخلي ايه!! هو اللي مش حابب يروحلك وانا مش هقدر اضغط عليه
علق أسعد على كلامها واكتسبت لهجته نبرة حازمة واضحة بلاش لف و دوران انا فاهمك كويس يا ريهام وعارف طريقتك كل مرة تروحي تجيبي لعبة شكل عشان ينشغل بيها ومارضاش يجيلي او يخرج معايا
كانت ريهام تنفث الهواء بأعصاب متوترة من صوته المرتفع دائما لكنها قالت بهدوء حتى تبدو غير مبالية بالأمر اسعد بليز مفيش داعي للنر فزة دي ابنك في النادي عنده تمرين وانت عارف النادي مش هتوه عنه لو كنت عايز تشوفه فعلا زي ما بتقول كنت رحتله ماكنتش هتيجي المشوار دا كله عشان تقول الكلمتين دول وتطلعني انا الغلطانة والشړ يرة اللي حرماك من ابنك
قالت كلماتها الأخيرة بابتسامة ساخرة وهي تلوح بيديها في اضطراب حالما تشكلت تجاعيد ما بين حاجبيه ثم هتف بنبرة مليئة بالاعتراض انا عايز الولد يكون معايا ع طول ماشوفوش ساعتين تلاتة وخلاص
رفعت ريهام حاجبها غاضبة وأجابت عليه باقتضاب موجز حضانته من حقي انا يا اسعد
أخذ أسعد نفسا عميقا حپسه في صدره لثوان
ليضبط انفعالاته ثم أخرجه ببطء مرسلا لها نظرات حانقة قبل أن يحذرها من بين أسنانه ممكن تبطلي اسلوبك المستفز دا مش كل مرة اجي اتفاهم معاكي اخرج محر وق دمي
أردف أسعد بصوت عال نسبيا مشيرا إلى رأسه انتي عارفة اني اذا حطيت الموضوع في دماغي هاخد عمر منك يا ريهام انا سيبه ليكي بمزاجي
تظاهرت ريهام بالبرود على عكس العاصفة التي تشتد بداخلها فلن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي يكلمها فيها بنبرة تهد يد لتميل بجسدها إلى الأمام وهي تلوح بيدها لتقول بعدم اهتمام مصطنع عايز تاخده خده ماحدش منعك
رفعت ريهام حاجبها الأيسر بمكر وكرا هية لم يغفل عنها وسألته بنبرة ساخرة ذات مغزى بس هو انت فاضي له اصلا يا اسعد ايه عايزو يعيش معاك في بيت واحد وتسيبه للمربيات تربيه زي ما كنت بتعمل معايا !!
تقلصت ملامحها فى حالة استياء وتحولت نبرة صوتها من ناعمة إلى حادة مكللة بح قد دفين لسنوات عديدة ناسي انك كنت بتسيبني لوحدي بالايام حتي وانت معايا في نفس البيت لأن طبعا دكتور الجامعة الاستاذ اسعد اهم حاجة عنده شغله وبس
أنهت ريهام كلامها بصوت عال وصدرها يرتفع ويهبط في إنفعال ليحدق أسعد في وجهها بعيون ضيقة مستاءا ليبرر بعدها بأخف نبرة هادئة يمتلكها ايه الجر يمة في اني بشتغل يعني مش عشان احافظ من مستوانا الاجتماعي اللي كنتي عايزة تفضلي عايشة فيه !
ردعت ريهام بصعوبة ضحكة صاخبة كادت أن تغادر حلقها فالأيام لن تغيره دائما يفكر بعملية مطلقة لا يفهم شيئا عن أهمية المشاعر الدافئة التي تتوق كل أنثى للحصول عليها من شريك حياتها بينما هو يجوب ببصره فى المكان بنظرات سريعة وشاملة ليتابع مذكرا إياها بنبرة باردة مستف زة ناسية ان الاتيليه دا كله من فلوسي وشغلي!
نظرت ريهام إليه بذهول لبضع ثوان ثم حركت شفتيها بابتسامة مزيفة لم