رواية جوازة أبريل (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نورهان محسن
غموض مثلث برمودا وأنت حتما ستغرق في دوامة عيناى الفيروزية الثائرة
أنهت ابريل جملتها وكادت أن تتخطاه لكنه تحرك واقفا أمامها يمد ذراعه إلى الجانب لمنعها من المرور وهو يدنو منها فأصبح وجهه مقابل إلى وجهها مم أثار دهشتها لأنها توقعت أن ترى الڠضب في ملامحه من كلماتها لكنه كان ينظر إليها بطريقة جعلت داخلها يتلوى ارتباكا أما هو ظل بهدوء وتروى يتطلع إلى التدرجات الخضراء المزرقة في عينيها والتي تشبه مياه البحر الفيروزية بإعجاب لبضع ثوان وكأنه مسلوب الإرادة ثم شقت الإبتسامة وجنتيه مخاطبا اياها بنبرة مخملية حلاوتك دي بس اللي هتشفعلك عندي طولة لسانك وق لة ادبك دي اللي عجباني الصراحة اعترفي انك عملتي الفيلم العربي دا كله عشان تلاقي حجة نتقابل بيها هنا
إلتفت باسم برأسه فاغرا فاهه پصدمة تحولت إلى قهقهات مذهولة وهو ينظر من فوق كتفه إلى الباب المفتوح الذي خرجت منه بإستمتاع وهو يستعيد نظراتها المتحدية في ذهنه وذلك التناقض بين ملامحها الوديعة ونظراتها المتمردة كان كفيلا أن يجذبه إليها فهو مغرم بتجربة كل ما هو جديد ليضحك على أفكاره وهو يلبس قميصه مخاطبا نفسه بتعجب من بين ضحكاته فرسة حلوة بس خسارة بترفص!!
بعد مرور ساعة
داخل إحدى النوادي الإجتماعية
سارت أبريل تبتسم أكثر مع كل خطوة تخطيها بينما تسللت ابتسامة سعيدة إلى زوايا شفتي الأخرى عند رؤيتها واستقبلتها وهي تفتح ذراعيها إياها لتبرر أبريل بنبرة مرهقة ريمو معلش اتأخرت الطريق كان زحمة اوي
جلسوا علي الطاولة ثم تكلمت ريم بنبرة ودودة عادي يا قلبي ولا يهمك مالك كدا وشك لونه مخطو ف اخدتي دواكي
علقت ريم متسائلة بإهتمام ايه اللي حصل احكيلي
سردت ابريل لها ما حدث ابتداءا من اتصال أحمد بها وحديثه حول تجديد عرضه للزواج منها بعد أن ينفصل عن زوجته وردها عليه مرورا بمساعدتها لصديقتها أميرة وفكرتها المتهو رة التى قامت بتنفيذها لينقلب الموقف كليا ضدها وصولا إلى سقوطها في
لوحت ابتسامة على شفتي ريم لم تستطع منعها من هذه الأحداث المروعة من وراء بعضها وهي أومأت برأسها قائلة بتأييد يستاهل اللي جراله و زمانه مفقو ع من اللي عملتيه فيه احرجتيه اوي قدام المز ة بتاعته يا ابريل
تابعت سألتها وهى تغير مجرى الحديث تماما وأدارت رأسها حول المكان اومال فين لؤي
احترمت ريم رغبتها في عدم الانخراط في نقاش حول هذا الأمر أكثر وأجابت ببساطة راح يلعب مع صحابه انتي عارفة بيعشق اللعب والتنطيط قد ايه
سألتها ابريل بلطافة حبيبي هو عامل ايه
أخبرتها ريم ببسمة هادئة الحمدلله كنتي وحشاه هتلاقيه بعد شوية جاي يجري يسلم عليكي
ارتفعت شفتاي ابريل في ابتسامة جميلة وقالت بمحبة هو كمان وحشني جدا ماتتصوريش انا بحبه قد ايه زي عمر ابن اختي بالظبط
توسعت ابتسامة ريم ووجهت لها سؤال بطريقة لطيفة وهو كمان بيحبك قوليلي لسه بتفكري في عرض دبي
خرج صوتها الناعم مصحوبا ببحة بعد صمت دام لحظات لا خلاص مش من نصيبي فرصة الشغل في شركة المقاولات دي
كررت ابريل سؤالها بنبرة مغتاظة هضايق ليه!!
اڼفجرت ريم ضاحكة بصوت خاڤت وهي تضع يدها أمام فمها وانتقل الضحك إلى أبريل تلقائيا وقالت ريم بتهدج ېخرب عقلك موتيني من الضحك
هدأت ضحكاتها تدريجيا لتردف بإبتسامة حنونة ماتزعليش نفسك تتعوض بشغل احسن ان شاء الله
أخبرتها أبريل بعزم بعد أن أخرجت ربطة شعر من حقيبة يدها ثم جمعت خصلات شعرها معا إلى الأعلى وربطتها في شكل ذيل حصان ماهو انا مسكتش برده قدمت السي ڤي بتاعي في كذا شركة من اللي اشتغلت فيهم ايام التدريب ومستنية الرد بقي
ضحكت ريم على حماسها وعنادها المشتعلين على الدوام بينما ارتفعت حواجبها بإعجاب ثم صاحت بابتسامة متعجبة مالكيش حل شكلك مستعجلة علي الوظيفة اكتر من الجواز بس عارفة انا مبسوطة انك قدرتي تاخدي الامور بالبساطة دي
ابتسمت ابريل بحب كبير يفيض من عينيها لتلك المرأة الطيبة قائلة بامتنان هائل زي ما قولتي قبل كدا نظرتي للامور هي اللي بتتحكم في حجمها سواء كانت حاجة كويسة او وحشة و مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه يا ريم بجد وجودك وكلامك ودعمك ليا وقت ازماتي ساعدني كتير اوي دا غير طبعا ان جلساتي باخدها ببلاش
أنهت ابريل جملتها بمزحة جعلت ريم تضحك بخفة وتمسك بيدها وتربت عليها بحنو صدح فى صوتها قائلة بإبتسامة دا دور الصحاب يا توتة وانا بعتبرك صحبتي مش بتعامل اني دكتورتك النفسية وانتي عارفة كدا
أردفت ريم ضاحكة بإيماءة من رأسها إلى الخلف اهو مش قولتلك اهو جاي يجري عليكي هناك
انفرجت ابتسامة عريضة على وجهها تظهر غمازاتيها المحفورتين وهي تستدير لتفتح ذراعيها لذلك الصبي الصغير البالغ من العمر سبع سنوات الذي كان يركض في اتجاهها بشوق ومهللة بفرحة صادقة فور رؤيته لولو!!!
ريم أشرف طبيبة نفسية صاحبة هادئة تتصف برجاحة العقل والهدوء مهندمة دائما وأنيقة
تعرفت على أبريل قبل ثلاث سنوات حيث كان ابن ريم يلعب في النادى وأكل أحد الأطعمة التي تحتوي على مكون كان يعاني من الحساسية منه ليفقد القدرة على التنفس بسهولة وصادف تواجد إبريل مع أختها ريهام في نفس المكان فساعدتها على نقل الطفل إلى أقرب مستشفى حيث أنها تعانى ذلك الشعور بصعوبة التنفس طوال حياتها وهناك أعطوا الطفل حقنة مضادة للحساسية وتحسنت حالته ومنذ ذلك الحين أصبحوا أصدقاء مقربين جدا
بقلم نورهان محسن
عند هالة
فى المستشفى
انتهى رنين المكالمة دون أن يرد عليها حيث حاولت الاتصال به ثلاث مرات حتى الآن ولم تتلق أي رد
الذهاب إليه
بعد مرور عدة دقائق
فوجئت هالة بعدم وجود أحد في الاستقبال لكنها لم تفكر في الأمر كثيرا لأنها كانت متأكدة من أنه لم يغادر فسيارته كانت متوقفة خارج المستشفى
تنفست هالة الصعداء وهي تتجه نحو الغرفة لتطرق الباب بخفة قبل أن تفتحه ببطء وحذر
إعتصرت يدها مقبض الباب وابتلعت لعابها مستمعة إلى دقات قلبها التي بدأت تزداد من رؤية تلك المرأة هنا في هذا الوقت ثم حمحمت بخفة لتقول بهدوء يغلفه الجمود معلش دخلت كدا فجأة بس مالقتش حد برا في الاستقبال
برر ياسر بكل بساطة بينما شاهدتها يارا باستكانة تامة وهي لا تزال مستلقية ايوه ماهي خديجة لسه مشيت من شوية
تقدمت هالة إلى الداخل بينما تابع ياسر نازعا قفازاته الطبية ثم قام بإلقائها فى سلة المهملا ت
قبل دخوله عبر باب الحمام الملحق بالغرفة لحظة هغسل ايدي وجاي
بادرت يارا بالقول وهي ترتفع بجذعها العلوي لتنزل من الكرسي بحركة رشيقة ازيك يا هالة!!
تمكنت هالة بسرعة من الخروج من قوقعة التيبس المصډوم الذي عالقت بداخلها بمجرد رؤيتها لتجلس على المقعد أمام المكتب بابتسامة رفيعة مستفسرة ازيك انتي ايه خير سلامتك!
أدارت هالة رأسها إليه لتراه يجفف يده بالمنشفة الصغيرة فأومأت برأسها بفهم بابتسامة هادئة
أجاب ياسر بابتسامة لطيفة تظهر غمازاته بوضوح من خلف لحيته الخفيفة مبسوط انك جيتي
استدار ياسر حول المكتب ثم أمسك هاتفه فقالت هالة له بنبرة هادئة وثابتة انا خلصت شغلي وقولت اعدي عليك اشوفك قبل ما اروح خلاص اجازتي هتبدأ من بكرا بس لما رنيت علي تليفونك ماردتش
أومأ ياسر برأسه مؤكدا وهو يعبث بهاتفه ثم رفع عينيه إليها ورد بأسف ايوه معلش كنت حطه علي السيلنت يا هيوشة
استقبلت هالة حروفها مدركة ما تصبو إليه حيث تريد أن تخبرها أنها صاحبة الفكرة وهي التي ستأتي معها وليس العكس و للحظة تجمدت تعابيرها من تلك المرأة لئيمة ثم كادت ترد عليها لكن صوت رنين هاتف تعالى في الغرفة سبقها معلنا وصول مكالمة فأخرجته يارا من حقيبتها ونظرت إلى الشاشة المضاءة ثم رفعت بصرها وتوزعت نظراتها بين ياسر الذي كان جالسا على حافة المكتب وهالة التي كانت لا تزال جالسة على كرسيها نظروا إليها بصمت فقالت بإعتذار قبل الخروج من الحجرة سوري هرد وراجعة علي طول
أخفض ياسر رأسه محدقا في عينيها الزرقاوين وقال بصوت رجولي هامس علي فكرة لو مكنتيش جيتي كنت هعدي عليكي عشان نخرج نتغدي كلنا سوا
همسه بتلك النبرة العميقة الصادقة جعلتها تشعر ببعض الرضا فابتسمت له برقة متزامنة مع دخول يارا التي وقفت تنظر إليهما وتوهجت الغيرة في عروقها لكنها سيطرت على أعصابها المهتا جة وهذا الڠضب توارى خلف قناع البرود وهزت كتفيها قائلة بأسف حقيقي بينما تعلن هوية المتصل معلش يا ياسر مضطرة امشي عشان خالو مراد ومراته هيوصلو في طيارة الساعة 7 ويدوب اروح استقبلهم
أومأ ياسر برأسه متفهما قائلا بنبرة هادئة ماشي يا يارا سلميلي عليهم لحد ما اشوفهم
أجابت يارا بالموافقة بصوتها الناعم فى عفوية مقصودة شور حبيبي كان نفسي نتغدي مع بعض يا هالة
قالت يارا آخر جملة كا ڈبة وتدحرجت عينيها نحو هالة التي إلتوي
فمها بابتسامة متكلفة ثم ردت بفتور الجيات كتير يا حبيبتي
أومأت يارا برأسها مؤكدة لها ثم قالت بنعومة مصحوبة بابتسامة ملتو ية اكيد طبعا يلا باي اشوفك بكرا يا ياسوره
لوح لها ياسر بكفه والآخرى حدقت في الباب الذي خرجت منه مستنكرة أفعالها اللئيمة أمامها تماما
لاحظت تغيير ملامحه خلال ثانية واحدة فهو ليس غبيا أو أعمى حيث كان يراقب تعابير وجهها التي تموج بانزعاج من كلمات يارا الرقيقة