رواية جوازة أبريل (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نورهان محسن
شعر بأفكارها تتعثر فاستأنف الحديث بصوت مرتجفا لوعة ولهفة انا تعبان يا ابريل ذكرياتنا مع بعض صورتك مابتفرقنيش حتي وانا مع نادية
أوصدت فيروزيتها بقوة محاولة السيطرة على ڠضبها قدر المستطاع فكلماته تجعلها تائهة بين الصواب والخطأ حيث يحثها جزء من قلبها على الاستماع إليه لكن عقلها أوقظها عندما سمعته ينطق اسم نادية لتعود إلى الواقع المؤلم
شددت ابريل على الكلمة الأخيرة بقوة لتؤكد له مصداقيتها مم أثار بداخله مشاعر متأججة صائحا بصوت يملأه العڈاب انا مخڼوق يا ابريل مش متخيلك تكوني مع واحد غيري هيكون له كل الحق فيكي بعد ما كنت انا اللي هتعيشي معاه بقية عمرك انتي فاهمة
صمت أحمد لوهلة ثم سألها مستنكرا وانتي فاكراني عايش مبسوط ومستريح انا بعض صوابعي من الندم عشان ضيعتك مني يا ابريل
إمتعضت معالمها استنكارا ثم همست بحدة من بين أسنانها وبصوت دل على مدى نفورها انت ازاي انا ني بالمنظر دا !! بأي حق دلوقتي بتقول الكلام دا !! انا مش هقبل علي نفسي اكون درة وحدة مالهاش ذنب انها اتجوزت واحد زيك عايز كل حاجة في الدنيا رضا امك وعايز تتجوز خطيبتك القديمة وعايز مراتك وبنتك كمان انت مخلوق من ايه يا اخي!!
ارتجف جسد أبريل من الصدمة وهزت رأسها دون وعي مستنكرة ما سمعته وهي تتمتم بإنشداه تطلق مراتك انت اكيد اجننت !!
أخبرها أحمد مؤكدا ببرود وفيها ايه !! انا مش هظلمها وكل حقوقها هتاخدها
إعطائه فرصة للرد عليها فلا يمكنها سماع المزيد من هذا الهر اء بعد الآن إذ أنه عاد بأنانية إلى فتح ستائر الماضي والتي مهما حاولت نسيانه لا تزال هناك بقايا مظلمة تطارد روحها الضائعة بين الطرقات متسائلة بمرارة ما الخطأ الذي ارتكبته منذ أن جاءت إلى العالم بين أب وأم تركوها وحيدة ولم يهتموا بها
تغضن حاجبيها فى تساؤلات كثيرة هل سيصبح هذا مصير إبنة أحمد أيضا هل ستدفع هذه الطفلة البريئة ثمن أنانية والدها وضعف والدتها كيف يصور له عقله أنها ستسمح لنفسها بجعل هذه الطفلة تخوض ما تعاني منه حتى لو هناك بقايا مشاعر في قلبها تخصه لكن بعد هذا النقاش فقد سقط عن أنظارها تماما
أطلقت ابريل تنهيدة حارة من صدرها وهي تمسح العرق حول جبهتها محاولة قدر الإمكان إبعاد حديثه عن أفكارها لتسير وقدماها ترتجفان وكأنهما لا تستطيعان حملها حتى دخلت المقهى
بقلم نورهان محسن
عند أحمد
فى المنصورة
حدق أحمد في شاشة الهاتف للحظات بملامح لا تنذر بالخير ثم ألقى هاتفه بقوة على السرير وأخرج سي من جيبه بتوتر ليضعها بين شفتيه ناظرا للخارج من خلال نافذة غرفته القديمة حيث أنه نزل يجلس فى شقة والدته بعد الظهيرة ثم تمتم بنبرة خشنة غير مصدق بتقفلي في وشي يا ابريل ماشي بس انا خلاص رجعت والجوازة دي مش هتم!!!
خرجت كلماته قوية وواثقة رغم أنه تمنى أن تعود الأمور معها إلى سابق عهدها إلا أنه توقع رد فعلها على الأمر حيث أن عنادها لن يتغلب عليه بسهولة لذا عليه تنفيذ ما يدور فى ذهنه بأقرب وقت
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
داخل نفس المطعم الذى تعمل به إبريل
على إحدى الطاولات
باسم يجلس بصحبة فتاة أقل ما يقال أنها بارعة الجمال فسمار بشرتها يجعلها جميلة ومميزة ولديها أيضا عيون عسلية داكنة تشع منها الرقة وتتميز بجسمها ممشوق القوام
سألته رزان بنبرة ناعمة متعجبة من صمته مالك يا باسم في حاجة شغلاك!
أخبرته رزان بنوع من الملل وهى تداعب أظافرها اصلك من وقت ما قعدنا وانت مقولتش حاجة
اقترب باسم منها عبر الطاولة وخاطبها بنبرة خاڤتة بلطف معلش يا روز سرحت شوية في جمالك كالعادة كل ما بشوفك بتبهريني اكتر
أعطاها ابتسامة صياد مخادع عندما تأكد من ملامحها الخجولة أنها ابتلعت الطعم الذي ألقاه لها بينما طرقت الأخرى رأسها وحمحمت بابتسامة مرتبكة عادي المهم تكون مستريح
خاطبها باسم بنبرة رجولية عميقة يضرب علي الحديد وهو ساخن عايز اقولك حاجة معرفش هتصدقيها ولالا !
اعتدلت رزان تسأله والفضول يطغى عليها كونه لا يتحدث عن شيئا يخصه كثيرا ايه هي
ازداد باسم قربا وعيناه الرمادية الثاقبتان تحدقان بعمق في عسليتها ثم همس بصوت جعله عميقا وصادقا بإتقان محترف انا مبكونش مستريح وانا قاعد مع اي حد زي بكون مستريح معاكي انتي يا روز
أعجبها نطقه اسمها بنبرة صوته الجذابة لذلك لم تمنع ابتسامتها من التسلل لأطراف ثغرها وقبل أن تتمكن من الرد جاءت النادلة لتقطع حديثهما وهي تضع بعض المشروبات أمامهم بإبتسامة لطيفة
وضع باسم يده تحت خده ناظرا إلى عبوة مشروب البيبسي الغازي التي مددت رزان يدها لتمسكها ليسألها بحيرة مش عارف فيها ايه لو تسيبهم يفتحوهالك ويجيبوهالك جاهزة في الكوباية
تخلت رزان عما في يدها بضحكة محرجة بعد كلام باسم قبل أن تزيح خصلات شعرها إلى وراء أذنها لتجيب عليه بكل بساطة وصدق هو انا كدا طبع فيا سميها وسوسة او حرص بالزيادة بس برتاح لما افتحها بنفسي
لم باسم يعير كلامها انتباه ليتحدث بصوته العميق الخاڤت تعرفي انك حلوة ومميزة اوي في عيني اكيد وصلك احساسي وقد ايه معجب بيكي ولما بكون معاكي ببقي مبسوط ومرتاح جدا
رمقته رزان بعسليتها المتسعة مندهشة من تغدقه لها بتلك الكلمات الرقيقة بينما انتظر الآخر ردها لكنها بقيت صامتة فسألها بنوع من الإصرار وهو يمد يده ممسكا بيدها بحنان عبر الطاولة وانتي ايه شعورك من نحيتي
نظر باسم لها بطريقة تجعل أي أنثى ټغرق برماديتيه الذائبة عشقا قبل أن يعقب بهدوء عارفة اني من وقت طويل وانا رافض موضوع الارتباط ومش حابب افتح قلبي لحد بس لما عرفتك اتغيرت نظرتي للدنيا وبقيت بحس براحة وسعادة لما بتكوني معايا
أخذ باسم نفسا عميقا ثم تابع بنفس الهدوء وهو يمسح بإبهامه على أصابعها متحسسا جلدها الناعم مم أرسل ذبذبات لطيفة في جسدها فأسدلت رموشها بصمت تستمع إليه معرفش هتصدقيني ولالا بس انا حقيقي حاسس بمشاعر قوية جوايا بقي صعب اسيطر عليها انا بحبك يا رزان
ونفسي اقضي باقي عمري كله معاكي انتي نفسي تشاركيني كل حياتي ونكون لبعض كل حاجة
أضاف باسم بنفس اللهجة الخاڤتة وهو يلقي نظرة خاطفة عليها ويدرس تغيراتها التعبيرية وكفه لا يزال ملفوفا فوق يدها اقبلي بحبي واوعدك هخليكي اسعد انسانة في العالم تتجوزيني يا رزان!!
رفعت رزان رأسها بعيون واسعة بتفاجئ من طلبه الغير متوقع وشهقة خاڤتة فلتت من فمها الشبه مغلق
رزان من أصل لبناني لكنها ترعرعت في مصر مع عائلتها التي انتقلت إلى كندا منذ سنوات و بقيت فى في القاهرة لتحقق حلمها بالعمل كعارضة أعلانات وهى تطمح بأن تصبح ممثلة مشهورة
بقلم نورهان محسن
على الجانب الأخر
فى نفس المطعم
عند ابريل
اعتدلت رضوى فى وقفتها بمجرد أن رأت أبريل قادمة تجاههم متسائلة والفضول يطغى عليها ايه عملتي ايه !!
ردت ابريل بنظرات ساهمة ولا حاجة
سألتها رضوى مستمرة في إتباع فضولها الرهيب خاصة عندما لاحظت آثار الإرهاق الواضحة على ملامحها باين علي وشك انكو اتخا نقتو مش كدا!!
نفخت ابريل خديها مللا من إلحاحها وهتفت بتبرم بعدين هحكيلك يا ژنا نة مالك يا اميرة مش واقفة علي بعضك ليه
قالت أبريل ذلك بدهشة وهي تراها واقفة صامتة تقضم أظافرها بطريقة عصبية سبقتها رضوى وقالت بصوت خاڤت وهي تدنو برأسها إلى مستواها وكأنها ستخبرها بأحد أسرار الدولة الخطېر ة اصل حصلت حاجة زي الطين من شوية وانتي برا فأخدتها تهدي علي جنب
زوت ابريل بين حاجبيها بعدم فهم ثم هتفت متسائلة بصوت متحشرج ايه يعني اللي حصل ماتكلموا قلقتوني!
ألقت رضوى نظرة سريعة على أميرة تنتظر ردها لكن الأخيرة أشارت إليها نظرة حزينة لتجيب بدلا عنها فتنحنحت رضوى قبل أن ترد عليها بفم ملتوي اصل اللي مايتسمي حازم هنا
إرتسمت التساؤل على وجه إبريل وهي تلوح بكفها وتوجه سبابتها إلى الأسفل مستفسرة بهمس هنا فين في الريسترو!!
أومأت رضوى برأسها مؤكدة لها فتوالت في ذهنها عدة تساؤلات حول سر هذه الزيارة غير المتوقعة لتسأل بسخرية لاذعة وايه اللي جاب الوات ي دا هنا هما بيتحدفوا كلهم مرة واحدة كدا ليه
لطمت رضوى على خديها وهى تهز رأسها يمينا ويسارا بينما تخبرها بنبرة ملحنة إذ كأنها تقف على منصة المسرح وياريته جاي لوحده دا جاي ومعاه وحدة انما ايه موزة
حدجتها أبريل بنظرات معاتبة ثم طرحت سؤالها والفضول يسيطر عليها واحدة مين دي
وزعت أميرة نظراتها بينهما لبضع ثوان ثم تشدقت بفتور يستوطنه الحزن خطيبته القديمة كان خطبها قبل مني وسابني لما عرف انها ورثت ورجعلها وبقت ضحيته الجديدة جايبها لحد هنا بكل بجاحة عشان يحر ق دمي بها عشان مارجعتلوش شبكته
فغرت ابريل فاهها پصدمة جراء ما وشت به صديقتها وعاودت سؤالها مجددا يا نهار ابو ه اسو د وانت هتسكتي علي بجا حته دي يا اميرة!
إرتفع كلا كتفيها بعجز وهى تخبرها بضيق يعني هعمل ايه!! دا انسان مستف ز وزبال