رواية للقدر حكاية (كاملة جميع الفصول) بقلم سهام صادق
يخفى عليه
ما انا كنت قدامك كتاب مفتوح.. وانت اللي قفلته ورميته ياشهاب
لم يمهلها إكمال عبارتها وكأنه يعبر لها أن حبه لها هكذا.. مادام يريدها بين ذراعيه هكذا يكون الحب
...................................
بدأت صفا عملها في شركة الحراسات الخاصه كموظفة إستقبال
تجيب على الهاتف وتستعلم عن البيانات... تعلم أن تلك الوظيفه اكرمها فيها حمزة فمن سيوظف لديه خريجة سجون
وقفت جانبها إحدى الموظفات تلتقط بعض الأوراق من جانبها لتسألها صفا بلهفه
هو حمزة مش هيجي النهارده
طالعتها الفتاه بنظرات متعجبه من منادتها بأسم صاحب الشركه مجردا.. فأدركت صفا خطأها سريعا
اقصد حمزة بيه
حمزة بيه مش بيجي هنا غير يومين في الأسبوع وممكن يوم واحد.. ياريت تكملي شغلك من غير اسئله كتير
وانصرفت الفتاه التي تدعي مروه تلوي شفتيها ممتعضه
تنهدت صفا تضغط على كفوفها بقوة حتى لا تنساب دموعها
يعني رمتني هنا ياحمزة عشان متشوفنيش.. لدرجادي مش طايق وجودي
طرق حمزة على سطح مكتبه منتظرا قدومها... استدعاها بحجه انه يريد بعض الأوراق الهامه من لدي شقيقه ولابد ان يجلبها معها هي لأهمية الأوراق.. لم يعلق شهاب على الأمر ولم يركز بشئ
فأبعد شئ سيفكر به أن شقيقه لا يريد الأوراق إنما يريد من ستبعث معها الأوراق
مر الوقت ببطئ الي ان طرقت غرفة مكتبه ودلفت بعدها
اتفضل يافندم ده الورق اللي حضرتك طلبته
مدت يدها نحوه بالاوراق دون أن تطالعه.. فألتقط حمزة منها الورق ثم نظر إليها
أنتي مخصماني ولا ايه يا ياقوت
هتف بلطف ممازحا حتى يعيد لعبته اليه بعد ما حدث
وهخاصم حضرتك ليه يا فندم..اي أوامر تانيه
تجمدت ملامحه ثم هتف بصرامه
اتفضلي
كادت ان تنصرف من أمامه الا ان صوته اوقفها
استنى يا ياقوت
عاد لمقعده خلف مكتبه وجلس يطالع الأوراق حتى يعيد لنفسه حصونه.. انتظرت ان يتحدث الي ان خرج اخيرا من ثورة أفكاره
هند مرات مروان صديقي عندها مركز للمهارات الفنيه... ممكن اساعدك تشتغلي في المركز
انا شايف انها فرصه ليكي لأنك بتحبي الرسم وقبل كده كنتي بتعلمي أطفال الملجأ غير شغلك اليدوي
ابتسمت وقد ظن انه ألقى بهدف آخر وسينال ما أراد.. استرخي جسده على مقعده وهو يرى شفتيها تتحرك كي تعطيه الاجابه
شكرا يافندم..حضرتك ادتني فرصه قبل كده اشتغل بواسطه في شركتك لكن المرادي انا هدور لنفسي على المكان المناسب لمهاراتي
تلعقت نظراته الجامده بها.. اخفي صډمته في ردها على عرضه الذي كان يظن انها ستقبله بأبتسامه واسعه ولكن الخيبة اصابته
اقدر امشي يافندم
أشار إليها بالانصراف من أمامه دون حديث لتغادر مكتبه.. فألتقط الأوراق التي أمامه ملقيا بها پعنف.. ليطالع الفراغ الذي تركته متمتما
مش هطلع خسران يا ياقوت.. انتي المناسبه للجوازة ديه.. انا محتاج ضعفك اللي بتحاولي تخفي عني
مجرد ان خرجت من الشركه.. رفعت عيناها نحو السماء مبتسمه تتنفس
بسعاده من الثبات الذي خاضته أمامه ورفضها لعرضه
..................................
ألقى فرات الملف الذي أمامه على سطح مكتبه بعدما أشار لاحد رجاله بالانصراف... عاد يطالع الملف ثانية حانقا
جايب واحده سوابق يا عزيز.. ريحتك فاحت وبقت قذره
نظر لاسم صفا وصورتها بجمود
اما نشوف آخرته ايه معاكي
................................
اتسعت ابتسامه سماح وهي تسمع ردها عن عرضه
مش معقول يا ياقوت.. لا قلبي مش مصدق
قالتها سماح بدراما لتدفعها ياقوت بالوساده
ليه يعني.. انا بس بتكسف ده مش ضعف مني
ضحكت سماح وهي تومئ لها برأسها
اسفين ليكي
فأردفت ياقوت وهي تتمنى ان تجد مكان مثل هذا تمارس فيه هوايتها التي افتقدتها رغما عنها
تفتكري هلاقي مكان زي ده انمي في هويتي
ربتت سماح على كتفها بأبتسامه حانيه
ان شاء الله هندور واكيد هنلاقي...
واردفت بمقت
تعالي ساعديني نجمع معلومات عن لاعب الكورة الجزائري... انا مش عارفه انا كان مالي ومال الكوره.
ضحكت ياقوت على تذمر صديقتها.. ليبدئوا في جمع المعلومات عنه متفاجئين بأول اخباره انه اعزب في السابعه والعشرون من عمره
........................................
سالم من مها التي جلست تنتظر قدوم شريف
مدت يداها نحو القادم بلهفة تتمنى ان يكون هو
شريف
ابتسم سالم بمكر وهو
انا سالم يامها.. يادي شريف اللي بقى واخد عقلك
وضعت يدها على العقد الذي أعطاه لها في آخر لقاء بينهم
فين ماجده
طالعها سالم مقتربا منها
ماجده هي اللي بعتاني اجيبك... أصلها روحت تعبانه من شغلها
بلهفة وخوف على شقيقتها
ماجده تعبانه ايه اللي حصل
لمعت عين سالم بالشهوة وهو يسندها اليه
متقلقيش هي كويسه ده مجرد صداع
تنهدت مطمئنه ان شقيقتها بخير.. يقودها نحو سيارته اجلسها برفق
اتجاه نحو مقعد القياده ليقود بها السياره.. الي ان وصل لاحدي المناطق المعزوله ومال نحوها
معلش يامها هربطلك حزام الأمان اصلنا داخلين علي كمين
حجة اخترعها كي يترك ليداه حريه .. فتشبثبت في مقعدها
انت بتعمل ايه يا سالم ابعد عني
ابتعد وهو يمسح عرقه وتمالك نفسه حتى لا يخطئ
في ايه يامها انا كنت بربطلك حزام الأمان
واكمل قياده سيارته... خائفه متمتمه بأسمه
انت روحت فين يا شريف
.........................................
نظرت هناء للهدايا التي بعثها السائق مخبرا اياها انها من السيد مراد... لمعت السعاده في عينيها وهي تري والدتها ما جلبه لها مراد
جميل ياحببتي... اتصلي بي واشكريه
أسرعت هناء لحجرتها فطالعتها سلوى داعيه
ربنا يسعدك يابنتي
اطمن قلبها كأي ام تريد سعادة ابنتها وهي تري الهدايا واهتمام مراد بأبنتها
......................................
وقعت عين مراد على ياقوت الجالسه خلف مكتبها كسكرتيرة لشهاب... ابتسم لها بلطف
ازيك يا ياقوت
ميزة ياقوت صوته فرفعت عيناها نحوه
أستاذ مراد... مبروك
تلك المره كانت نظراته خاليه من اي مشاعر الا انه يراها فتاة مكافحة عكس ابنة عمه المدلله
الله يبارك فيكي.. عقبالك
اطرقت ياقوت عيناها خجلا ثم عادت تطالعه توصيه على صديقتها
هناء طيبه وجميله اوي.. مش هتلاقي زيها
لم يرد العبوس بوجهها عندما ذكرت اسمها وتسأل وكأنه لم يسمع شئ
شهاب في مكتبه
اماءت له برأسها وقبل ان يتجه نحو غرفة شهاب.. دق هاتفه برقمها
نظرت هناء لهاتفها بعدما انفصل الرنين
هو كنسل عليا لي.. ممكن مش فاضي
.......................................
هتفت سماح برجاء
عشان خاطري يا ياقوت تعالي معايا.. يرضيكي اقابل راجل لوحدي وانا عارفه نيته مني
ضحكت ياقوت وهي تطالعها
ديه حجه ياسماح.. انتي مش عايزه تديه فرصه يتعرف عليكي
نفت سماح برأسها وحكت فروة رأسها وهي لا تعلم لما خبأت عليها هوية من ستقابله
اقولك الصراحه بس متسأليش كتير
رفعت ياقوت احد حاجبيها منتظره سماع الحقيقه
انا مستنيه الصراحه من الصبح.. قولي
اطرقت سماح عيناها
ده الشخص اللي كنت بحبه زمان وسابني واتجوز وانا عايزاكي معايا عشان محتاجه وجودك يا ياقوت
واردفت بنبرة مثقله
فاكرني لسا زي ما انا... ياقوت ديه عشوه ببلاش وملوكي في افخم المطاعم نضيعها لا طبعا خليه يغرم
لم تعلم ياقوت اتبكي على صديقتها ام تضحك
حاضر ياسماح هاجي معاكي
أنهوا ارتداء ملابسهم وخرجوا من السكن ليستقلوا سيارة أجره
مرت دقائق الي ان وصلوا الي وجهتهم
كان غني اوى حبيبك ده
ضحكت سماح وهي تنظر للمطعم ساخرة
ابوه كان وزير سابق
تشبثت ياقوت في مكانها ثم رمقتها
ياخوفي لندفع تمن الاكله غسيل الأطباق
اكملوا سيرهم للداخل وسماح كانت تقودها عنوة... عندما رأت رجلا يقف لهما علمت انه المدعو ماهر حبيب صديقتها السابق
تمتمت إليها سماح بخفوت
هنطلب افخم واغلى وجبه واوعى تسبيني معاه
حركت ياقوت لها رأسها للمره التي لا تعرف عددها واتجهت معها نحو الطاوله
لم تنتبه لنظرات ذلك القابع منهم مع ضيوفه
ديه ياقوت صديقتي
اماء ماهر رأسه إليها مرحبا رغم ان داخله كان ممتعضا.. فقد كان يريد الحديث معها وحدهما
جلسوا على مقاعدهم... فتعلقت عين ماهر بسماح اما ياقوت جلست ترمقهم بتوتر
عامله ايه ياسماح... تعرفي انك وحشتيني
طالعت
سماح المطعم دون أن تنظر اليه ثم اجابه ببرود
انت شايفني ايه قدامك
ارتبك ماهر من ردها وطالع ياقوت التي ابعدت انظارها عنهم كي لا تشعره بالحرج من وجودها بينهم
بقيتي جميله
رمقته سماح بملل تخفي خلفه قناع جرحها
طول عمري جميله ياماهر.. مش محتاجه تعرفنى بنفسي ولا بشكلي
كانت ردودها جافه الا انه تقبل كل شئ منها بصدر رحب فهو من طعنها قديما وتركها ليتزوج بأخرى اختارها له والده
صدح رنين هاتف ياقوت.. لتطالعها سماح محركة لها عيناها ان لا تنهض.. فتعلقت عين ياقوت برقم شقيقتها ياسمين قلقا ومالت نحوها هامسه
ديه ياسمين.. لازم أقوم ارد عليها ياسماح.. ليكون بابا في حاجه
نهضت ياقوت بعدما اطلقت سماح سراحها لتتعلق عين ماهر بها
انا انفصلت عن مراتي يا سماح
.........................................
دفع حمزة مقعده ناهضا من أمام ضيوفه
ثواني وراجع
واتبع تلك التي خرجت من المطعم تضع هاتفها على اذنها
وقفت ياقوت خارج المطعم تحادث شقيقتها
بابا كويس وانتوا كويسين
اخبرتها ياسمين بوضعهما وحالهم التام وهتفت بخجل
ياقوت انا مكسوفه اطلب منك اللي هطلبه ده
صمتت ياسمين لتحثها ياقوت على إكمال حديثها واخبارها بما تريده
قولي يا ياسمين
اكملت ياسمين حديثها بخجل
انا محتاجه فستان لكتب كتابي يا ياقوت ومعيش حاجه مناسبه ألبسها وبابا رفض اشتري.. قالي ألبسي بتاع الخطوبه
وقف خلفها ينتظر ان تنهي مكالمتها حتى يسألها عن سبب قدومها لهنا
عندما سمعت صوت بكاء شقيقتها هتفت بحنان
خلاص يا ياسمين انا هجبهولك من هنا.. انا كنت محوشه مبلغ عشان اجيب فستان لفرح هناء.. بس لهنا لفرح هناء اكون جمعت مبلغ تاني
تهللت اسارير ياسمين وهي تسمع والدتها المكالمه تؤكد لها حب وحنان شقيقتها... امتعضت سناء من الامر
مش مهم ياقوت... مدام معكيش فلوس
ابتسمت ياقوت وقد لمع الدمع داخل عينيها فرحة بسعادة شقيقتها
مش مهم انا.. المهم انتي ياعروسه
انتهت المكالمه بعدما اخبرتها ياسمين أنها تحبها... لتلتف عائده الي سماح.. فأتسعت عيناها ذهولا وهي تجده واقف خلفها يطالعها
يتبع بأذن الله
رواية للقدر حكايه بقلم سهام صادق الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الثلاثون
الفصل الواحد والعشرون
تعلقت عيناها به ثم اشاحتهما بعيدا عنه نحو واجهة المطعم.. فمكان مثل هذا بالتأكيد وجوده به متوقع..
تأملها داكن اللون وهو يتذكر انه لا يراها الا منفصلان منذ زمن وكل منهما لديه عائله
تخلي عن صمته عندما عادت تنظر اليه ثانيه متعجبه من وقوفه هكذا
بتعملي ايه هنا مع ماهر نعمان
ثبتت عيناها نحو نقطه ما بعيده عن وجهه الرجولي
انا هنا مع سماح صديقتي في السكن
فأعاد سؤاله بتوضيح اكثر
وماهر نعمان
تعجبت من سؤاله فتمتمت بهدوء وهي تطالع فتاتان يغادران المطعم وينظران نحوهم
استاذ ماهر معرفه قديمه
تجمدت ملامحه وقبل ان يسألها عن معرفتها به.. فمن اين عرفته
اكيد مش معرفه قديمه معايا.. صديق قديم لسماح
ارتفع حاجبه مستاء من الكلمه وأخرج يده من جيب سرواله ووقف بشموخ
روحي يا ياقوت السكن ومتنسيش انتي هنا لي.
بهتت ملامحها وهي تستنتج مقصد حديثه.. فأردف قائلا بنبرة رجوليه خشنه
ماهر نعمان راجل معروف ولسا منفصل عن مراته وجودكم معاه في مكان عام مش هيتفسر غير تفسير واحد.. اتمنى تكوني فهمتي
وابتسم وهو يجدها مسلطه عيناها نحوه ترمقه پغضب كالقطط
ومال نحوها بخفه فأمتزجت أنفاسها مع رائحة عطره
بلاش عقلك يفسر كلامي بالمعنى اللي وصله
تركها وعاد لضيوفه لتقف تطالع خطواته ثم زفرت أنفاسها بقوة
تحركت خلفه تتبعه نحو طاولتها ولكن طفله صغيره كانت تتجه خلف والدتها الذاهبه للمرحاض تعلقت بساقيها
فأنحنت نحوها تداعب وجنتيها مبتسمه
أنتي جميله اوي
وكادت ان تقبلها فألتقطت المرأة ابنتها دون كلمه...
أعتدلت في وقفتها وألتفت تنظر نحو الفتاه الصغيره
كانت نظراته مسلطه نحوها..القدر أصبح يضعها أمامه في مواقف عده ليثبت له ان لعبته وقعت على من لا تستحق الاذى ولكن قلبه كان غافي في ظلمته
اندفعت سماح من فوق مقعدها في اللحظه التي اعتذرت منهم ياقوت وسحبت مقعدها كي تجلس
يلا ياقوت
ألتقطت ذراع ياقوت فجذبت ياقوت حقيبتها وسارت خلفها تسألها وهي لا تعي شئ
في ايه ياسماح
كان خروجهم عاصف من المطعم فبعض الأعين ألتفت نحوهم
سماح سيبي ايدي في ايه قوليلي
أستنشقت سماح الهواء بأنفاس هادرة
الاستاذ محتاجني اسانده في محنته بعد الانفصال
واردفت بأعين مشتعله من الڠضب
بس في السر عشان كلام الناس... حقېر
اقتربت منها سماح تربت على كتفها تهدء روعها
اهدي ياسماح احنا اصلا غلطانين اننا جينا
وتسلطت نظرات ياقوت نحو ماهر القادم نحوهم
سماح انا مكنتش اقصد انتي فهمتيني غلط... تعالي ياسماح نتفاهم جوه
رمقته سماح بأحتقار
فهمت غلط ولا صح... انت صفحه واتقفلت من حياتي ياماهر خلاص
وتعلقت به عيناها وهتفت ساخرة
هتفضل طول عمرك جبان.. مره رفضتني عشان سيادة الوزير مقبلش بيا ومره تانيه خاېف من الناس
تعالت أنفاسه بقوة وهو يرى نظراتها المحتقرة له.. يعلم بصدق كل كلمه ولكن رجولته أبت بالاعتراف
سماح انا مش جبان.. انتي ليه مش عايزه تفهميني ده كان عشان مصلحتك لو مكنتش سيبتك كنتي انتي اللي هتدفعي التمن
لم تجد سماح الا حقيبة يدها تدفعه بها وتحول اللقاء لعراك بالشارع... وياقوت تقف مصدومه مما ترى
شهقت پخوف وهي لا تعرف كيف تتصرف.. ماهر يحاول لسماح اليه معتذرا عما مضى.. يهتف انه مازال يحبها ويعشقها ويشتاق لرائحتها وهي تدفعه كالمجنونه غائبه بعالم اخر
سكن جسدها وهو تجد حمزة يتقدم منهم يجذب ماهر بعيدا ثم نظر إليها بقوة
خدي صاحبتك وروحي عربيتي
ألقي لها مفتاح سيارته.. لتجذب هي سماح التي اخذت أنفاسها تتعالا بهياج وعيناها تفيض بالدمع وصدي كلمات والده وهو يأمره امامها ان يطلقها ثم يلقيها خارج الشقه
الماضي عاد بكل ما خفي في باطنه ومهما رمي العقل والقلب من الذكريات تأتي لحظه وينفجر ما ظنناه انه تواري تحت الثري
مجرد ان ضغطت على المفتاح الالكتروني الذي أعطاه لها علا إنذار السياره.. ففتحت الباب الأمامي واجلست سماح داخلها ثم امسكت يداها تدلكهما
سماح انتي معايا.. ايه اللي حصلك بس
هطلت دموع سماح دون توقف ولسانها بدء يتحرك بصعوبه
كنت فاكره اني نسيت بس طلعت بكذب علي نفسي
لم تفهم ياقوت شئ ولكنها تأكدت ان سماح كانت تخفي عنها اشياء أخرى من حياتها
ضمتها ياقوت إليها دامعه
سماح اهدي بس
تقدم حمزة منهم بعدما صرف ماهر الذي اڼصدم من هيئه سماح
اركبي يا ياقوت العربيه
طالعته وهي لا تعرف كيف تتصرف ثم طالعت سماح فلم تجد الا الانصياع ودلفت في المقعد الخلفي للسياره
ألتقط حمزة إحدى زجاجات المياه من مكانها المخصص وقدمها لسماح
خدي اشربي وحاولي تاخدي نفسك براحه
تناولت سماح منه زجاجه المياه وياقوت تحرك يدها على ذراعها لعلها تشعرها بالأمان
شكرا
هتفت بها سماح بثقل وقد كان حلقها جافا فروته بالمياه وبدأت تعود من الحاله التي وصلتها من ذلك اللقاء
تحرك حمزة بسيارته الي ان وقف أمام السكن الذي لم يجهل عنوانه
نظر لهم وهم يغادرون سيارته.. ألتفت نحوه ياقوت ورمقته بنظرة ممتنه وهي تسند سماح إليها
اماء
لها برأسه ثم غادر لتهمس سماح وكأنها نست مابها
طلع لطيف تصدقي.
ابتعدت عنها ياقوت تطالعها حانقه بمقت
يعني دلوقتي فوقتي.. توبه اروح معاكي مشوار تاني
جذبت سماح يدها مبتسمه وقد اختفى شحوب وجهها
اسنديني وخلي عندك ذوق
ولم تجد ياقوت الا الصمت الي ان اوصلتها غرفتها ثم دفعتها نحو الفراش بقوه
اه حرام عليكي انتي مفتريه يابنتي
قالتها سماح متآوها لكن بمزاح.. فطوت ياقوت ساعديها أمامها ممتعضه
تستاهلي ياسماح.. عشان متبقيش تخبي عني تاني كل الحقيقه وجراني وراكي زي الهبله
ورسمت على ملامحها الحزن وتحركت نحو باب الغرفه كي تغادر
وعلي فكره انا زعلانه منك
تنهيده تحمل اثقالا خرجت من بين شفتي سماح .. فعادت تلتف ياقوت نحوها تنتظر ان تسمع الحقيقه التي جثمت علي روح صديقتها
ماهر كان جوزي يا ياقوت
واردفت بحسرة
جواز شرعي بس في السر.. زي اللي عاملين عامله وخايفين منها
دلف مراد لمكتب والده هائجا
هدايا بتتبعت لبنت اخوك عشان تكمل الجوازه على خير مش صح يا فؤاد بيه
رمقه فؤاد من أسفل نظارته الطبيه ثم عاد لمطالعه الأوراق التي أمامه
بعمل اللي مفروض على ابني يعمله مع خطيبته
ضاقت عين مراد بكبت
افتكر ان انت اللي بټخدعها... قلبي ماټ مع مراتي.. يعني بنت اخوك مجرد صوره لا اكتر ولا أقل
تجمدت يد فؤاد على القلم الذي يمسكه بين اصابعه ورفع عيناه نحوه ثم نهض من فوق مقعده صائحا
مش مراتك ديه اللي كنت ماشي معاها سنين ومفكرتش تتجوزها غير لما عرضت عليك بنت عمك
واقترب منه بخطوات هادئه وكأن عاصفته قد هدأت
اتجوزت جاكي عشان بتعاندني يامراد وهتتجوز هناء عشان برضوه تعاندني وبتعاملها وحش مش كره فيها لا عند وكبر.. بس بكره تعرف اني اختارتلك الانسانه الصح لاني عارف ابني كويس
لم يرد إكمال عبارته فلو اكمل سيخبره انه يدرك انه شبيهه في شبابه... يخشى عليه من نفس غلطته والزواج من امرأة مخادعة خائڼه ولكن غفى عن ان ألاقدار ليست واحده وان المصائر تقودنا لنفس النهايه
تعلقت عيناه بوالده ثم خرج من غرفة مكتبه صاڤعا الباب خلفه... ليصعد غرفته تحت نظرات ناديه وتقي الصامتين لكل تلك الأوضاع بعد أن أمرهم فؤاد بالصمت
دلف غرفته كالثور لا يري أمامه شئ... ليتعالي رنين هاتفه فيخرجه من جيب سرواله ناظرا لأسم المتصل بحنق ثم ضغط على الهاتف بقوة لعله يخرج غضبه فيه
استمر الرنين فأخذ أنفاسه ببطئ وسكنت ملامحه بأصطناع تمثيلا لما هو قادم
ايوه ياهناء
مسحت هناء دموعها بعد جلسة المصارحة التي اتخذتها مع حالها.. فقد قررت تسأله هل يريدها ام انها رغبه عمها في تزويجهما
مراد انا ممكن اسألك سؤال واتمنى انك تجاوبني بصراحه
هوي بجسده فوق الفراش مجيبا
اسألي ياهناء
أرادت التراجع من الخۏف الذي احتل قلبها... خشت من الحقيقه التي اما ستضع النهايه او البدايه لمشوارهم سويا في حياه ستحتاج الحب ولو لم يكن الحب فلابد الرضى
انت عايز تتجوزني ولا ديه رغبه عمي
وقبل ان يجيب عليها اردفت بثبات وهي تبتلع ريقها بعدما جففت بقايا دموعها
متقلقش يامراد لو انت مش عايزني هتفضل ابن عمي.. وهتمنالك السعاده وهخرجك من الحكايه ديه
كلمه واحده كانت الفيصل ولكن كبره وعناده قاده
هتيجي امتى انتي ومرات عمي عشان تختاروا الفستان... ميعاد الفرح بيقرب وانا لازم اروح فرع اسكندريه
ارتخت ملامحها ولمعت عيناها تلك المره بدموع الفرح.. ف الاجابه قالها ان لم تكن صريحه ولكنها أخبرها بما يريح قلبها
هقول لماما ونشوف يامراد
تفاجئ صباحا وهو يقود سيارته نحو مدرسه مريم لايصالها صوت رنين هاتف يعلو بصوت ضعيف في المقعد الخلفي بالسيارة تسألت مريم وهي تبحث عن صوت الهاتف
فين التليفون ده يا بابا
فحدق بها حمزه محركا رأسه بنفي
معرفش... شكله في الكنبه اللي ورا
توقف صوت الرنين ثم عاد يصدح من جديد
كانت نظرات سماح مسلطه على ياقوت الحزينه من ضياع هاتفها وقد اكتشفت ذلك صباحا بعد ليله طويله قضتها مع سماح تسمع حكايتها وقد غفوا علي الفراش دون شعور.. لتفيق علي ضياع الهاتف الذي مازالت تسد اقساطه
محدش بيرد ياسماح.. هو لحق يضيع
قضمت سماح اظافرها تنظر اليها بأمل
مدام بيرن يبقى محدش لسا لقاه
وانفرجت ملامح ياقوت وهي تسمع صوت تعرفه تماما
الو
فأبعدت الهاتف عن اذنها لتلتقطه منها سماح
من فضلك التليفون ده ضاع من صاحبتي
وعندما علمت سماح بصاحب الصوت تمتمت بخجل
معلش يا فندم ازعاجناك علي الصبح.. اه تمام الحمدلله.. شكرا على وقوفك معانا امبارح
كانت مريم جالسه تضم حقيبتها المدرسيه بين ذراعيها تستمع للمكالمه بتوجس.. وعندما انتهى حديثه مع المتصل تسألت
مين سماح ديه يابابا
أوقف سيارته امام مدرستها وطالعها بحنان
وصلنا يا فضوليه... يلا علي مدرستك
ابتسمت مريم وخرجت من السياره بعدما بعثت له قبله في الهواء
ضحك علي فعله صغيرته التي لن يراها تكبر مهما مرت السنون... فستظل هي الابنه التي جرب معها شعور الأبوة
حدق بالهاتف الذي علم بهوية صاحبته وقد نست تسأله سماح كيف ستأخذه منه.. ليجد الهاتف يدق ثانية فضحك
نسيتي تسألي هتاخدي تليفونك ازاي
همهمت ياقوت بحرج بعدما انغمست سماح في الضحك على الضياع الذي أصبحوا
فيه في بداية الصباح
سماح نسيت تسألك
تمتم بصوته العذب الذي يتخلله الخشونه
في اجتماع النهاردة واكيد هتيجي مع شهاب يا ياقوت.. هدهولك هناك ولا تحبي نتقابل
اتسعت عيناها عند اخر عباراته فتمتمت
لا خلاص لما اجي الشركه اخده
واغلقت الهاتف دون أن تنتظر رد اخر منه
ضم شهاب وجهها بين كفيه مبتسما بعدما استيقظ اليوم علي دلال اغدقته به
كل ده عشان وافقت تشتغلي في المدرسه
فأبتمست ندي وشبت على أطراف اقدامها
لا ياحبيبي ده اسمه عطاء
ضحك وهو يسمع عبارتها
بقيتي عميقة