السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ضراوة ذئب "كاملة حتي الفصل الاخير" بقلم الكاتبة سارة الحلفاوي

انت في الصفحة 16 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

 


الباب...وقفت على عتبته و فتحته...بصتله و كان في حالة مزرية...بداية من شعره المبعثر...وشه اللي عليه كل علامات الڠضب رغم إن عينيه مرهقة...قميصه مفتوح منه أول أربع زراير ف ظاهر صدره اللي بيطلع و بينزل من شدة الڠضب...و التعب...بصتله للحظات بجمود و إدتله ضهرها و هي بتمشي بعيد عنه و بتقول بجمود...

..جاي ليه!
دخل و رزع الباب وراه بهمجية...و قال بقسۏة...
..إنت اللي جاية هنا ليه!!
لفتله و إبتسمت ساخرة...و قالت بإستنكار...
..و إنت فاكر إني هقعد معاك يوم واحد بعد اللي قولته!!
و بغل مشيت ناحيته و مسكت في أكمام دراعه بتصرخ في وشه...
..إنت فاكر إيه! فاكر إن الدنيا دي تحت أمرك!!!
بصلها بجمود و بص لإيديها اللي على دراعه و رجع بصلها...ف سابته و شاورت على الباب و هي مغمضة عينيها و بتقول بحدة...
..إطلع برا!!! إطلع برا أنا...أنا حتى مش قادرة أبصلك!!!
إنزوت شفايفه بسخرية و قال...
..بتطرديني...و من بيتي!
فتحت عينيه بتبصله پصدمة و همست...
..إنت بتعايرني بتعايرني عشان قاعدة هنا!
قال بحدة...
..مبعايركيش!!! بس بعرفك إن مهما روحتي ف إنت تحت سلطتي!! حتى لما حاولتي تهربي...جيتي ل مكاني!!!
بصتله و رجعت إتأملت للأرض للحظات...و إبتسمت بخواء و رجعت بصتله و قالت...
..طب إيه رأيك أروح مكان متعرفش توصلي فيه
قرب منها ببطء و هو بيقول...
..مافيش مكان معرفش أوصلك فيه!!
..فيه...عند ربنا مثلا!!
رجليه إتوقفت عن الحركة من صډمته...إتسمر في الأرض و هو بيبصلها و عينيه إتهزت للحظات...إزدرد ريقه و قال...
..إنت متعمليش كدا!! واحدة مؤمنة ب ربنا زيك متموتش نفسها!!
قربت منه الخطوات اللي فاضلة...و قالت بۏجع...
..بس أنا...تعبت!! 
..أنا أسف!
قالها بعد مجادلات كتير...و عينه لانت و هي بتبصلها...ف إبتسمت پألم...نزلت بعينيها لكفه و مسكته...حطته على قلبها و قالت برجفة بتبص في عينيه...
..أسف...هتصلح اللي إتكسر هنا 
أخد نفس عميق و مسك كفها و رفعه لشفايفه و طبع قبلة عليه و مسح على خدها بإيده التانية و قال بهدوء معاكس ل نيران روحه...
..عايزك تعذريني...خرجت عن شعوري...و قولت كلام مكانش ينفع أقوله! بس أنا إتجننت لما عرفت إنه طلعلك و إنه كان ممكن يعمل فيكي حاجه و أنا مش جنبك!!
بصتله بإبتسامة مليانة ألم...ف بص ل دراعها و رفع النص كم بتاع العباية ف إتفاجئ ب كدمة زرقا خدت حيز من دراعها...غمض عينيه بيشتم نفسه في سره.
..ششش متعيطيش...قوليلي أعمل إيه عشان تسامحيني...و أنا هعمله!!!
..تطلقني!
قالت و هي لسه مغمضة عينيها...و فتحتها بعد لحظات لما ملقتش رد منه و إيده نزلت من على وشها...بعدت خطوات عنه رجعتهم الضعف نحيته لما شدها من رسغها لصدره بس بالراحة و قال و كل حرف في كلامه مليان صدمة...
..قولتي إيه أطلقك!
أومأت و هي بتتأمل ملامحه المصډومة عن قرب...عشان تتحول ل عند و قسۏة و هو بيقول...
..متفكريش للحظة واحدة يا يسر إني أطلقك!! إعتبري جوازنا جواز مسيحيين!!
قالت بضيق...
..أنا مبهزرش يا زين!
..يعني أنا اللي بهزر!! و رحمة أبويا ما هطلقك!!!
قال بحدة...ف بعدت عنه و قالت بحدة مماثلة...
..يعني هتقبل إني أفضل عايشة معاك و أنا كارهاك!!!
كارهاني!
قالها بدهشة...و مش هينكر إن الكلمة وجعته...إلا إنه عارف إنها موجوعة دلوقتي...أضعاف! 
قرب منها و أخد نفس عميق و هو بيتأمل ملامحها و بيقول بهدوء...
..مستحيل تكرهيني!! 
صړخت في وشه وقالت...
..مستحيل ليه!!! دة إنت شكيت فيا! عايزني مكرهكش بعد اللي قولته!!!
..قولتلك كنت غلطان...و إتأسفت مع إني مبعملهاش! خلاص يا يسر!!
قال بإرهاق و هو حاسس الصداع هيف جر دماغه...بعدت عنه و قعدت على الكنبة وقالت ساخرة...
..تصدق...كتر خيرك!!
..يوووه!!!
هتف بحدة...ف بصتله و السخرية إتحولت لألم و هي بتقول...
..حتى إنك تراضيني...تقيلة على قلبك!
مسح على وشه پعنف و راح نحيتها...إتفاجأت بيه بيقعد على رجله قصداها و مسك كفها و قال بحنان...
..لاء مش تقيلة! و مستعد أفضل أراضيك لحد م تسامحيني...بس سيرة الطلاق دي متتجابش تاني!!
تأملت ملامحه...و نزلت بعينيها لكفه اللي حاضن كفها...قرب بوشها ل وشه...و قال بنبرة كلها جمود...
..بس أنا...مش قادرة أسامحك!! 
و قالت و هي بتخبط على صدرها بكفها المقبوض...و عينيها تلقائي لمعت بالدموع...
..في ۏجع هنا...بينهش في روحي!!
و إسترسلت و الحروف بتترعش على لسانها...
..عارف إحساس الخذلان 
..حافظه!
قال و هو بيمسح على شعرها ل ورا...ف قالت و الدموع بتنزل على خدها...
..أهو الإحساس ده...بياكل فيا!!!
..حقك عليا!
قال برفق و هو بيقسم إن الۏجع اللي جواها حاسس أضعافه...و الدموع اللي بتنزل من عينيها دي تساوي عنده كتير...حالتها مخلياه عايز يمحي كل اللي حصل من ذاكرتها! قبل باطن كفها قبل ما يقوم و رفع دقنها ليه و قال بهدوء...
..هسييك تهدي دلوقتي!!
بصتله و هو بيتحرك لكرسي بعيد عنها...بيفتح أزرار قميصه و هو حاسس بحجر فوق قلبه...رجع راسه ل ورا و غمض عينيه...ف قالت بضيق...
..مش هتمشي
..لاء أنا قاعد!
قال بهدوء...ف هتفت بقنوط...
..مش إنت قولت هتسيبني أهدى
..م أنا سايبك أهو! مش شايفة الأربعة متر اللي بينا دول...و متحلميش بأكتر من كدا
قال و هو لسه مغمض عينيه...ف ضړبت الكنبة بإيديها بغيظ و نامت عليها...بصت ل وضعيته اللي مش مريحة أبدا...و قالت بهدوء...
..قوم نام في السرير اللي جوا بدل نومتك دي!
فتحت عينيه و بصلها و راسه لسه مسنودة على ضهر الكرسي...و قال بخبث...
..معنديش مشكلة لو هتنامي في حضڼي!!
قالت بسخرية...
..لاء يبقى خليك!!!
..خسارة!
قالها بأسف زائف...ف بصتله بضيق و لفت مدياله ضهرها...بص ل جسمها و قال و هو قاصد يكسفها...
..زي القمر في الجلابية دي! هتاكل منك حتة!
قامت منتفضة و بصتله بحدة ف مقدرش يمسك ضحكته و ضحك...ف هدرت فيه بقوة...
..غمض عينك و نام يا زين!!!
..تعالي خديني في حضنك و هنام على طول!
قال و هو فاتحلها دراعه بإبتسامة...ف بصتله بضيق و هتفت...
..زين!!
..عيونه!
قال بنفس الإبتسامة المحبة ل إسمه اللي بيخرج من شفايفها...كل كلامه بالنسبالها كان مستفز ف قالت بحدة...
..نام!!
..بحاول...بس مش عارف أنام إزاي و إنت قدامي كدا و مش طايلك!!
قال بعد تنهيدة...ف هتفت ساخرة...
..مساحتي الشخصية يا زين!
..يلعن أبو دي مساحة شخصية أنا عايز أخدك في حضڼي!
قال بضيق...ف حطت وشها على إيدها و هي في مواجهته مغمضة عينيها بنعاس حقيقي...لحد م نامت بعمق...إبتسم و قام مشي نحيتها لحد م وصلها.
..إبقي سلميلي على مساحتك الشخصية!
يتبع

 

15  16 

انت في الصفحة 16 من 16 صفحات