رواية صرخات انثي (كاملة جميع الفصول) " بقلم اية محمد رفعت"
على رقمه فرفع الهاتف وهو يترقب سماع صوته الرزين الذي أتاه بعد ثواني
_دكتور علي.
ابتسم وهو يردد بوقار
_مراد باشا.
انتفضت نبرتها قلقا فليس معتادا على إتصاله الغريب
_فطيمة كويسة
أسرع يطمنه
_بخير متقلقش أنا بس كنت محتاج مساعدتك.
أتاه صوت الجوكر الهاتف باهتمام
إعجب بثقته برده الصارم وقال بوضوح
_فطيمة أخيرا وبعد الشهور دي كلها اتكلمت والنهاردة كان أول جلسة علاج ليها وفي الحقيقة يا مراد من خلال كلامي معاها قدرت ألمس مدى احترامها وحبها الكبير ليك يعني لو في وسيلة تواصل بينك وبينها أظن هيسهل الموضوع جدا.
أجابه بترحاب
رفض موضحا له وجهة نظره كطبيب متخصص
_لا أنا حابب في البداية يكون في اتصالات بينكم لإني مش ضامن هيكون رد فعلها أيه لو شافتك وش لوش خصوصا إنها لسه في البداية.
تفهم الجوكر وجهة نظره وأبدى تضامنه الكامل معه
استغل علي مكالمته الهامة مع مراد زيدان فبدأ بطرح سؤاله قائلا
_طيب كنت حابب أسالك عن شيء.
_اتفضل.
جلس على الفراش وأسند هاتفه إليه وهو يجذب نوته ليردد
_تاني مرة فطيمة اتخطفت فيها وتم الاعتداء عليها فعليا الفترة اللي قضتوها انتوا الاتنين مع العصابة دي كان في أي حوار ما بينكم يعني فطيمة كانت بتتكلم
_أيوه كانت بتكلمني وقتها الكلاب دول كانوا بيحقنوني بالمخډرات وهي كانت حاسة بالذنب لانهم ضغطوا عليها وكانت سبب لرجوعي للمكان ده من تاني.
_طيب بعد خروجكم
أتاه صوته الذكوري المتعصب رغم هدوئه
_للأسف كنت تحت تأثير المخډرات ومقدرتش أكون جنبها في الوقت ده رحيم أخويا اللي كان جنبها لحد ما استرديت صحتي وفوقت من تاني.
_قابلتها
_مرة واحدة وكانت حالتها متدهورة ومبتتكلمش نهائي.
أكد عليه علي بعدما استوعب نقطة كان يشك بها
_يمكن..
وبرجاء قال
_من فضلك يا علي اهتم بفطيمة بتمنى في اليوم اللي تسمحلي فيه بزيارتها تكون واقفة على رجليها واستعادت صحتها.
أجابه وهو يمنحه وعدا قاطعا
_هيحصل إن شاء الله متقلقش..
وبلطف قال
_بعتذر إني أزعجتك في وقت متأخر زي ده تصبح على خير.
رد بإيجاز ووداعة
_أنا تحت أمرك في أي وقت يا علي.
أغلق الهاتف فور انتهاء مكالمته ونهض لخزانته يرتدي ثيابه ليغفو بعمق بعد عناء شهور النوم المتقطع.
اتخذت قرارها بعد أن قضت ليلها بأكمله تفتكر فيما ستفعله باكية تحتضن جسدها ضعيفة في خلوتها بينها وبين ذاتها قوية فور خروجها من باب غرفتها تبدو كالحديد القوي الذي لا يهاب شيئا كاسر وهي بالحقيقة هاشة خاوية.
حملت مايسان الحقيبة الفارغة ووضعتها على الفراش ثم جذبت الملابس من الخزانة ووضعتها داخلها ودموعها لا تتركها وضعت حدا لمعاناتها تاركة من خلفها حساباتها المعقدة حول حزن خالتها لقرارها هذا يكفيها تحمله طوال الخمسة أشهر الماضية من زواجهما.
قلبها يئن.. كفى ألما كفى قهرا كفى إهانة ولوعة كفى تحمل الهجر والكراهية.. كفى!
أغلقت حقيبتها وهي تزيح دموعها واتجهت للسراحة تضع حجابها فوق فستانها الأسود وهي تتفحص ساعة الحائط لتتأكد بأن الوقت متأخرا لتضمن المغادرة ليلا دون وداع أحدا لا تريد لخالتها أن تلين قلبها مجددا.
جذبت حقيبتها وجمعت جواز سفرها وما يخصها فقاطعها رنين هاتفها الموضوع على الكوماد أسبلت عينيها بدهشة بالمتصل بتلك الساعة المتأخرة من الليل فما أن رفعت الهاتف حتى همست بعدم تصديق
_عمران!
بقيت ساكنة بوقفتها لا تعلم هل تجيبه أم لا ولكن الغريب بالأمر أنه يتصل بها والأغرب ذاك الوقت المتأخر كادت مايسان باجابته ولكن ما فعله جعلها تلقي الهاتف على الفراش وتعود لتستكمل استعدادها للرحيل فتوترت حركتها وعينيها لا تترك الهاتف المتروك على