السبت 30 نوفمبر 2024

رواية انا لها شمس (الفصل 1 الى الفصل التاسع والثلاثون 39) بقلم روز امين

انت في الصفحة 58 من 109 صفحات

موقع أيام نيوز

 


بتأكيد جاد
وليه لا يا دكتورإنت مش شايف إن منصب فؤاد وفلوسه يستاهلوا! 
واسترسلت وهي تذكره بما حدث في الماضي 
ولا نسيت اللي عملته نجلا
واسترسلت بمقارنة ظالمة 
وأهي دي كانت حالة عيلتها المادية كويسة جداعاوزني أفكر إزاي في واحدة شغالة سكرتيرة ومطلقة وكمان
معاها طفل
جحظت عينيه ليسألها مصډوما 

مالها المطلقة يا فريال! 
زفرت بضيق ونظرت تتابع شقيقها ليستطرد ماجد بعدم استيعاب 
شوفي إحنا متجوزين بقى لنا كام سنة بس أول مرة أعرف إن تفكيرك طبقي وعنصري
ابتسامة ساخرة خرجت لتسأله باستنكار 
خلاص خلتني طبقية وعنصرية علشان خاېفة للي حصل مع أخويا زمان يرجع يتتكرر تاني! 
لتسترسل بنبرة حادة 
حتى لو هبان عنصرية أنا راضية المهم أخويا ما يتأذيش
نفسا عميقا أخذه كي يستعد للحديث مع تلك التي تتحول من إمرأة رقيقة إلى غول عندما يتعلق الأمر بشقيقها الوحيدنطق بنبرة هادئة 
بصي يا حبيبتيأنا معاشر فؤاد بقى لي أكتر من تمن سنينأول مرة أشوف عيونه بتضحك وهي بتبص لحداخوك بيحبها وواضح جدا من اللي أنا شايفة إن هو اللي بيسعى علشان ينول رضاها وده شئ واضح للأعمى
نطقت سريعا بتفسير 
ماهو ده الدهاء والخبث اللي بتكلم عنه يا ماجد 
لتستطرد وهي تهز رأسها بضيق ظهر عليها 
صدقني البنت دي مش سهلة 
لتستطرد وهي تتمركز بعينيه باستنكار 
يا ابني دي سكرتيرةإنت ما بتشوفش اللي بيعملوه مع المديرين بتوعهم علشان يوقعوهم ويتجوزوهم
جحظت عينيه بافتعال ليسألها ساخرا 
لا والله وده شوفتيه في أنهي مسلسلوياترى عربي ولا تركي 
اجابته باستياء بعد سخريته منها 
إفضل إنت إتريق على كلامي لحد ما هييجي اليوم اللي تقف فيه قدامي وتنحني لذكائي لما البنت لعبتها تنكشف وتنفضح قدامكم كلكم 
صاح فؤاد مناديا على حبيبته بإبتسامة واسعة وهو يعوم بجاذبية أهلكت قلبها 
مش ناوية تغيري رأيك وتيجي تعومي معايا
احتدت ملامحها لتسأله باستغراب حاد وهي تشير إلى حمام السباحة بتعجب 
إنت عاوزني ألبس مايوه وأعوم قدام الحرس بتوع قصرك يا سيادة المستشار!
ومين جاب سيرة العوم في حمام السباحة ضيقت عينيها ليباغتها بوقاحته التي بلغت الحد وهو يشير بعينيه لتلك الغرفة الجانبية بحوائطها الزجاجية التي لا تكشف عما بداخلها بينما يستطيع من بالداخل استكشاف من بالخارج بكل سهولة 
أنا قصدي على الچاكوزي
قليل الأدب نطقتها بهمس كي لا يستمع إليها الصغير ليطلق هو ضحكاته المجلجلة التي ملئت أرجاء المكان لتعلن عن سعادته المطلقة بوجود حوريته التي اقټحمت حياته بكل قوة لتنتزع الحزن من قلبه وتزرع بدلا منه السعادة والهناء وراحة البالابتلعت لعابها من هيأته المهلكة لتحول ببصرها للجهة الأخرى كي لا تزيدها على قلبها المنهكحاولت إلهاء حالها بتذوق كأس المشروب البارد لتعي على صوت عصمت التي هتفت بنبرة مرحة وهي تنظر لسعادة نجلها 
مساء النشاط يا سيادة المستشار من إمتى منزلتش حمام السباحة 
لتسترسل وهي تنظر إلى إيثار بذات مغزى 
والله برافوا عليك يا يوسف عملت اللي محدش قدر عليه قبلك
مش كده بردوا يا دكتوره نطقها بتأكيد ليتابع بمراوغة 
يوسف ده عظيم ويستحق الشكر والتقدير
خجلت من تلميحات حبيبها ووالدته التي لفت لتجلس بمقابلتها وهي تقول بملامح وجه بشوشة 
عجبتك الجنينة يا إيثار 
تنفست بعمق أظهر كم إعجابها لتنطق وهي تتطلع إلى ما حولها من الزهور والأشجار 
حلوة قوي يا دكتورةفيها أنواع ورود أول مرة أشوفها
اومأت لها لتجيبها بجدية 
علام باشا بيحب الزرع ويقدره جدا علشان كده بيهتم بالجنينة وبيشرف عليها بنفسهأول ما يسمع عن نوع جديد من الزهور أو النباتات يبعت يجيبه ويشارك الجنايني في زرعها
اندمجت معها بالحديث لأكثر حد فقد كانت شخصية عصمت اكثر من رائعةتوقعت رفضها لتواجدها بينهم ونفورها من وجود يوسف لكنها فؤجأت بالنقيض فقد كانت ودودة هادئة محبة تمتلك قلبا رقيقا ولسانا لين لا ينطق سوى بكل طيباما اجملها إمرأة
إنضمت صغيرة فريال إلى خالها ويوسف لتندمج معهما بالسباحة والإنطلاق بعد مدة خرج فؤاد ليترك الصغار تحت مراقبة إحدى العاملات المختصة بشأن الإهتمام بالصغيرةلف خصره بمنشفة كبيرة وأخذ يجفف
شعر رأسه بإحدى المناشف الصغيرة تحت خجل حبيبته وهو يقف أمامها بمظهره المفعم بالرجولة لتسحب بصرها بعيدا عنه وتثبته بالاسفل تحت إبتسامة عصمت التي لاحظت خجلها الشديد من فؤاد برغم أنه أصبح زوجها رسمياانتبهت على صوته وهو ينطق باسمها بجدية
إيثارإطلعي غيري هدومك علشان هنخرج مع بعض 
رفعت وجهها تتطلع عليه من جديد لتسأله مستفسرة 
هنخرج فين! 
أجابها بصوت رخيم وهو يهز شعره لتتناثر منه قطرات المياة 
مشوار مهم 
طب ويوسف نطقتها وهي تنظر لصغيرها بتوجس ليخبرها بطمأنة 
يوسف معاه عزة وبعدين متقلقيش إحنا مش هنتأخركلها ساعتين وهنرجع على طول
نظرت له بتيهة لتنتبه على صوت عصمت حيث نطقت بهدوء 
أخرجي يا حبيبتي مع فؤاد ومتشليش هم يوسفأنا هخلي بالي منه مع عزة لحد ما ترجعي
ابتسمت تشكرها بامتنان وصعدت للأعلى بصحبة عزة لتترك الصغير بصحبة عصمت وعلام الذي انضم إليهموقفت تتطلع عليها بتأمل بعدما ارتدت ثوبا باللون الأسود وحجابا يماثلهنطقت بحذر خشية من حزنها 
مش كنتي لبستي أي حاجة غير الفستان دهالراجل أول مرة يخرج معاك تقومي تلبسي له إسود
ضيقت بين عينيها تتأمل ملامحها لتقول بتعجب 
شكلك إتجننتي خلاص يا عزةإنت نسيتي إن بابا لسة مافاتش على ۏفاته إسبوع!
هتفت بمقاطعة 
هو أنا بقول لك تلبسي
له أحمرعندك لبس حلو أنا جايبه معايافيه طقم زيتي حلو قوي وواحد تاني لونه بني
ريحي نفسك أنا مش هلبس غير الإسود نطقت جملتها بصرامة لتنطق الأخرى باعتراض كعادتها 
على فكرة بقىإنت كده بتخالفي أوامر ربنا لان الدين سامح للبنت بتلات أيام بس حداد على أبوها
زفرت بضيق لتهتف باستنكار وحدة 
إطلعي من دماغي يا عزة وانزلي شوفي يوسف وإوعي يغيب عن عينك دقيقة واحدة 
اومأت لها وقبل أن تنسحب استمعتا لطرقات خفيفة فوق البابفتحت ليظهر ذاك الانيق وهو يرتدي بنطالا من الچينز يعتليه قميصا منمقا من القماش القطني باللون البينك الخفيف واضعا بلوفر من الصوف فوق ظهره لتتهدل ذراعي البلوڤر فوق كتفيه مما زاد من سحر جاذبيته وأظهره بشكل عصرينطق وهو يتأملها بعيني مسحورة 
جاهزة
إمم قالتها بخجل وهي تتوارى من نظراته المتفحصة لها لينطق بنبرة حنون 
طب يلا
عدل من وضعية ذراعه في دعوة منه لتتأبط الاخرى ذراعه وتحرك بها إلى الاسفل ليستقلا السيارة ويتحركا بها إلى الخارج تحت نظرات الجميع حيث انضمت فريال إلى والداهانظرت فريال حولها لتتفقد إبنتها وجدتها تهرول بسعادة بصحبة ذاك الصغير وهما يمرحان ويلهوانتنهدت وباتت تتعمق بالنظر للصغير وللغريب أنها شعرت براحة والتعاطف معه رغم عدم تقبلها لوالدتهأشفقت على حاله وحالته النفسية التي حتما تأثرت حال إنفصال والداه
تنهدت لتقول مقترحة بنبرة حماسية 
إيه رأيك يا بابا لو نعمل حفلة كبيرة ونعزم فيها كل قرايبنا ومعارفنا بمناسبة ترقية فؤاد
أجابها بهدوء ورزانة 
أنا فكرت في كده فعلا يا فريال بس تراجعت عن الفكرة لما افتكرت إن أبو إيثار لسه مټوفي من أيام
تعمقت بالنظر لوالدها لتنطق متعجبة 
وإحنا مالناثم قرايبنا ومعارفنا ميعرفوش إن فؤاد إتجوز أصلا
تحدثت عصمت لتجيب على تساؤلات ابنتها المتعجبة 
مالنا إزاي يا بنتي هي إيثار دي مش مرات فؤاد ولازم يحترم مشاعرها وحزنها على أبوها!
تنهدت بضيق قبل أن تقول بإيضاح 
يا ماما يا حبيبتي كلنا عارفين طبيعة الظروف اللي أجبرت فؤاد على جوازه منها بلاش تتعاملوا مع الوضع وكأنه بقى فرض وإن الجواز بقى أمر طبيعي
تنهدت عصمت وتحدثت لتضع النقاط فوق الحروف 
أخوك متجوزها عن إقتناع مش مجرد جواز صوري علشان يحل لها مشكلتهاوده واضح جدا من معاملته ليها ومن التغيير اللي كلنا ملاحظينه عليه
ابتسمت ساخرة لتنطق 
هو فيه راجل متجوز ست عن اقتناع وكل واحد
منهم قاعد في أوضة
تطلع علام إلى ابنته التي لا تتقبل إنضمام إيثار للعائلة وترفض وجودها بقوة ليقول بنبرة حاسمة لا تقبل النقاش كي يضع لتلك المناقشة العقيمة حدا 
الموضوع ده خاص بأخوك ومحدش ليه الحق يقرر إذا كان جوازه منها شكلي ولا هيكمل معاها غيره هوومحدش فينا ليه الحق في الكلام فيه 
تذمرت بجلستها وبدا على وجهها العبوس لكنها اجبرت على الإلتزام بالصمت منعا لإيثارة حنق والدها 
عودة إلى تلك الجميلة التي استقلت المقعد المجاور لذاك الجذابلوهلة لم تستوعب ما حدث وجعلها بين ليلة وضحاها زوجة لذاك الوسيم حلم كثيرا من الفتيات الفاتنات وربما هناك من هي الاجدر منها بإستحقاقه لكنها بالاخير من حظيت بلقب زوجة فؤاد علامضغط على الزر المسؤل عن تشغيل الموسيقى لينطلق صوت السيدة أم كلثوم وهي تنشد بكلمات يبدوا أنها أختيرت بعناية وعن قصد
رجعوني عنيك لأيامي اللي راحوا علموني أندم على الماضي وجراحه
اللي شفته قبل ما تشوفك عنياعمر ضايع يحسبوه إزاي علي
انت عمري اللي ابتدي بنورك صباحه 
قد ايه من عمري قبلك راح وعدى يا حبيبي قد ايه من عمري راح 
ولا شاف القلب قبلك فرحة واحدة ولا ذاق في الدنيا غير طعم الجراح
الټفت بجسدها تنظر إليه ببلاهة وذهول فقد استمعت لتلك الغنوة باليوم الاول الذي شاكسها به وهو يخبرها بأن اللون النبيذي يليق بها ويجب عليها الإكثار من إرتدائهتعجبت لتلك الصدفة الغريبةابتلعت لعابها حين وجدته يتطلع إليها بعينين هائمتين ويحرك شفتاه مع كلمات الغنوة وهي تقول
ابتديت دلوقت بس أحب عمري ابتديت دلوقت أخافأخاف لا العمر يجري 
كل فرحه اشتاقها من قبلك خيالي التقاها في نور عنيك قلبي وفكري 
يا حياة قلبي يا أغلى من حياتي ليه ما قابلتش هواك يا حبيبي بدري
اللي شفته قبل ما تشوفك عنيه عمر ضايع يحسبوه إزاي علي
أشاحت بعينيها بعيدا ليباغتها بكف يده الذي تلمس ذقنها برقة ليحثها على النظر لعينيه وهو يقول 
هتفضلي تهربي كده كتير
ليستطرد متعمقا بعينيها بطريقة أشعلت حواسهما وألهبتها 
عيونك ڤاضحة أسرار قلبك وكشفاهايعني ملوش داعي كل اللي بتعمليه ده
تنفست بعمق قبل أن تنطق بنبرة صادقة
ده مش هروب يا فؤادده خوف وعدم شعور بالأمان ملازمني من يوم ۏفاة بابا
ترقرقت الدموع بعينيها لتتابع پألم قلبها 
عاوزني أكمل حياتي إزاي بطريقة طبيعية بعد اللي إخواتي وأمي عملوه فيا!
انتفض قلبه حزنا عليها ليأن حين لمح شبح لدموعها ليصف سيارته سريعا على جانب الرصيف وعلى الفور فك وثاق حزام الامان ليقترب عليها فأكملت هي بما شطر قلبه لنصفين 
إخواتي كانوا هيرجعوني عبدة تحت رجلين نصر ومراته لولا ظهورك في الوقت المناسب يا فؤاد
واستطردت بدموعها التي انهمرت بغزارة وهي تنطق بأنين 
إنت فاهم يعني إيه أرجع أعيش مع راجل مخلاش حاجة تحسسني بالذل والألم إلا وعملها فيا!
ششش قالها وهو يجذبها ليسكنها داخل بقوة ليشعرها بوجودهوللعجيب أنها تمسكت بتلابيب قميصه وتركت العنان لدموعها لتنسابوضع كفه فوق ظهرها وبات يحركه صعودا وهبوطا بطريقة ناعمة استشعرتها تلك الباكية وبالفعل هدأت من روعها قليلامال على رأسها وضمھا بشمول وهو يهمس بحنو 
عيطي يا حبيبي عيطي وخرجي كل اللي واجعك 
ظلت تبكي بحړقة لوقت تعدى العشرة دقائق وهو يهدهدها كصغيرته ويهمس لها بكلمات مطمأنة كي يشمل روحها بالحنانفاقت على كلماته
 

 

57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 109 صفحات