رواية" هوس من اول نظرة " كامل
هي ترمقه بنظرات
حزينة بعينيها البريئتين متعمدة لتشعره بالشفقة عليها فهي
دائما ما تتبع ذلك الأسلوب معه حتى يخضع
لما تريده...على العموم انا آسفة لو أزعجتك
اوعدك مش حتسمع صوتي من النهاردة .
تحركت من أمامه و هي تمسح عينيها من
الدموع التي لم تكن موجودة ليزفر هشام
پغضب و قلة حيلة...قلبه الخائڼ الذي يعشقها لا يستطيع التفريط فيها مهما فعلت رغم انه عاقبها لمدة
مع أصدقائها و شاهد ذلك الشاب الذي كان
شعرها بحرية لم يكلمها بل إكتفى بتجاهلها
و هذا كان أكبر عقاپ لها.. و هو يديرها نحوه لېصرخ
پغضب...بقلك إيه بلاش الحركات دي إنت عارفة
إني بعديها بمزاجي...لكن المرة دي مش حقدر
اسامحك...اللي إنت عملتيه غلط كبير إنت إزاي
تسيبي حد غريب انا لسه مش مصدق
شفتك بعيني.
إنجي بصوت خاڤت...داه علي زميلي و...و الله
كانت خطيبته واقفة معانا...قالها تغير لون شعرها
زي لون شعري....
هشام و هو يزيد من ضغطه على ذراعها و كأنه
يفرغ غضبه فيها...يا سلام يعني عشان زميلك مسموحله شعرك عادي...ها...لا و كمان
عاجبه لون شعرك و إيه كمان...عملتي إيه كمان
هزها ليتمايل جسدها حتى كادت تقع
لكنه كان يمسكها بقوة و هو مازال ېصرخ...
ما تجاوبي يا آنسة يا محترمة...عاملالي فيها
اوبن مايندد و فري و قرف......ياخسارة يا إنجي
يا خسارة...مكنتش فاكر إن بنت عمي الصغيرة
اللي تربت على إيدي تطلع كده......
دفعها لتترنح لكنه تمالكت نفسها و هي تنظر
له بحزن حقيقي هذه المرة...
إجابته فما فعلته خطأ و حتى لو كان زميلها
ذلك لا يعطي له الحق حتى دون قصد
شعرت بغصة في حلقها و هي تشاهد نظراته
المشمئزة التي كان يرمقها بها كان سيسامحها
لكنها كعادتها عنيدة غبية فهي لحد الان لا تزال
ترفض الاعتراف بخطئها لا بل أيضا تختلق
الأعذار حتى تبرر ما فعلته لذلك إضطر ان يقسو
عليها رغم انه كان ېتمزق بداخله على حزنها ...
المدللة التي لا يرفض لها طلبا حتى أن ندى
شقيقته تغار منها و دائما تتذمر منها و تتهمها
أنها أخذت مكانها...
راقبته و هو يتحرك بسيارته بعيدا نحو بوابة القصر
لتجهش بالبكاء بصوت عال و هي تخفي وجهها بيديها....
في المقر الرئيسي لشركات عز الدين قروب
رن هاتف آدم بنغمته المميزة التي كان يضعها
سيف حتى ينقل له جميع أخباره...
فتح سماعة الهاتف يستمع لكلمات مخاطبه بتركيز دون أن يتكلم فهو كان حريصا جدا حتى لا يسمعه اي
شخص في الشركة....انهى المكالمة التي دامت
لعدة دقائق و هو يبتسم بشړ متمتما داخله...بقى
كده..سيف عزالدين الملقب بالشبح معاه بنت
في فيلته....دي حتكون ڤضيحة الموسم....
قهقه عاليا قبل أن يكمل...و الله يستاهل مش
عاملي فيها شيخ جامع قدام الناس...انا بقى
حخلي فضيحته بجلاجل و حخلي صورته
تتشوه قدام الصحافة الإعلام...خليهم يعرفوه
على حقيقته بس انا لازم أملي إيدي و اتأكد من
الخبر داه....
همس و هو ينظر بغل لإسمه المكتوب على مقدمة مكتبه...آدم عزالدين نائب رئيس مجلس الإدارة
...كل حاجة حتتغير قريب جدا حتنتهي
ياسيف و حبقى انا رئيس مجلس الإدارة
و كل شركات و املاك جدي حتبقى ليا انا
لوحدي....
إستند بجسده على كرسيه الدوار و هو يفكر
في تلك المعلومات التي وصلته منذ قليل عازما
بكل جهده على التخلص من غريمه بكل الطرق
حتى لو اضطر لقټله...
لطالما كان هو سيف من ألد الأعداء او بالاصح
هو من يعتبره عدوه و منافسه على كرسي
رئاسة مجلس الإدارة التي منحها له
جده و ذلك لذكائه و قدرته الكبيرة في تسيير أمور العمل
و حل المشاكل التي تواجههم بكل سهولة بفضل ذكائه الفريد من نوعه و هذا ماجعل آدم يكرهه فهو يرى نفسه الأحق بذلك الكرسي خاصة و انه درس إدارة الأعمال في أرقى جامعات
لندن بينما سيف درس المحاماة....
بعد ساعتين إستيقظت سيلين لتجد نفسها في غرفة غريبة ثواني حتى تذكرت انها كانت تجلس على كرسي الطائرة...ازاحت الغطاء من فوقها
لتقف من الفراش و هي تعدل شعرها و ثيابها
قبل أن تخرج تفاجأت لأنها وجدت نفسها
مازالت داخل الطائرة لتتوجه مباشرة نحو
المضيفة تسألها عن الحمام لتغسل وجهها....
بعد دقائق من البحث وصلت حيث كان يجلس
سيف يتحدث مع كلاوس الذي إستأذن حالما
رآها...
إبتسمت بمرح قائلة...مش عطلتك عن الشغل...
إبتسم بدوره لها كعادته كلما يرى وجهها الطفولي
ليمسك يدها و يقف من مكانه و يجلسها عليه
ثم جلس على الكرسي المجاور لمقعدها بعد أن
أشار المضيفة أن تجلب لهما الطعام الذي حدده
لها منذ قليل لكنه كان فقط ينتظر سيلين ان
تستيقظ.....
أجابها و هو مازال يحتفظ بابتسامته على
وجهه...لا...إحنا خلصنا شغل لما كنتي نايمة
بس تعالي هنا قوليلي...إنت مبتشبعيش نوم
ياترى على طول كده و إلا بس اليومين دول
سيلين بخجل...لا كنت يصحى بدري عشان
يخلص شغل البيت.. عشان ماما مش يتعب
و بعدين بيروح الشغل...مش كان ينام كثير
مش عارف ليه هنا بينام انا آسفة...
سيف و هو يمسد شعرها بحنان...و لا يهمك
إنت برنسس يعني تعملي اللي إنت عاوزاه براحتك
انا طلبت الغداء...كلي و بعدين لو عاوزة إرجعي
نامي ثاني...فاضل حوالي ساعتين و نوصل.
سيلين...لا خلاص شبعت نوم...مش عاوز انا
بيفكر في مامي عامل إيه
سيف...متقلقيش كل حاجة حتبقى حتبقى كويسة
إن شاء الله...
سيلين و قد بدأت عيناها تلمعان بالدموع...يارب
انا مش عاوز اخسرها...مش عندي حد ثاني غيرها....
سيف و هو يبعد يديه عنها ممثلا الحزن...طب
و أنا و إلا خلاص حتستغني عني لما طنط
هدى تخف و تبقى كويسة
سيلين و هي ترمش بعيناها حتى لا تبكي
...مش فاهم.. يعني إيه تستتغغ....الكلمة داه .
إنفجر ضاحكا بعد أن فقد السيطرة عن ملامح
وجهه الحزينة قائلا...عارفة انا الضحك اللي
ضحكته معاكي من ساعة ما جيتي مضحكتوش
في حياتي كلها...
سيلين بتذمر...يعني إنت بتضحك عشان بتسخرين مني انا
سيف و هو يقهقه حتى ادمعت عيناه...لا بجد مش
قادر.. الله يسامحك يا طنط هدى بوزتي لغة البنت
خالص...دي إنجي حتفرح أوي لما تشوفك.. .
سيلين...مين إنجي
سيف و هو يمسح عيناه من الدموع...دي بنت
عمي لما نرجع حعرفك عليها هي و ندى...
جاءت المضيفة لتضع الطعام أمامهم لكنها كانت ترتعش پخوف من سيف بعد أن رأت ما فعله بزميلتها
التي تركتها مع الطبيبة التي جلبها سيف خصيصا
لترافقهم في الرحلة...
راقبتها سيلين بتعجب هي تتوقع في كل لحظة
سقوط أحد الصحون من يديها المرتعشتين لتشفق
عليها قائلة...سيبيهم انا حيكمل يحطهم...
همت لتقف من مكانها لكن سيف ضغط على
كتفها ليجبرها على الجلوس قائلا بصوت صارم
...لا طبعا .. داه شغلها هي..
سيلين و هي تهمس في اذنه بصوت خاڤت...
بليز دي باين عليها مريض..ووشه أصفر.
سيف باستهزاء فهو يعلم لما هي خائڤة...لا متقلقيش هي كويسة ما فيهاش حاجة....
في تلك الاثناء أنهت المضيفة عملها بتوتر بسبب نظرات سيف الحادة ليشير لها بالانصراف
إلتفت لصغيرته التي كانت تعقد ذراعيها أمامها
پغضب ضحك رغما عنه و هو يداعب خدها
باصبعه...
همهت برفض و هي تحرك رأسها بعيدا عنه
مقطبة حاجبيها كطفلة صغيرة.
سيف ببراءة مزيفة...في إيه بس...مالك قلبتي كده فجأة.
سيلين...عشان مش خليت البنت تروح ترتاح.
تنهد سيف و هو يتحرك في كرسيه ليستوي
في جلسته دون أن يجيبها...حدق في الأطباق
أمامه متجاهلا نظراتها المترقبة ليزيح الأغطية
عن الأطباق قائلا...مممم ريحة الأكل تجنن
خلينا ناكل و بعدين نتكلم....
أخذ الشوكة و السکين ليبدأ في وضع اصناف الطعام
في طبقه ثم تقطيعه لقطع صغيرة كل ذلك
و سيلين تراقبه...إنتهى ليأخذ الصحن و يضعه
أمامها هاتفا...يلا كلي...عاوزك تخلصي الطبق
كله.. .
سيلين بدهشة...انا مش بنت صغيرة على
فكرة....
أجابها بصوت عادي دون أن ينظر لها...إنت بنوتي
أنا...
فكت ذراعيها لتبدأ في تناول طعامها دون أن
تجيبه...لاتريد مناقشته في أي امر الآن هي
لا تزال لا تعرفه جيدا و لذلك يجب أن تسايره
حتى يساعدها في إنقاذ والدتها..آخر ما تريده
هو إغضابه عضت شفتيها بلوم لكنها مضطرة
لفعل ذلك...ستستغله لآخر لحظة حتى تحقق
هدفها حتى لو طلب حياتها في هذه اللحظة
لن تتردد....
بقية الرحلة جلسوا في أماكنهم يتحدثون
في مواضيع عشوائية إلى أن حطت الطائرة
في احد المطارات الخاصة ببرلين...
ثم إستقلوا سيارة كانت تنتظرهم في المطار
ليتوجهوا نحو المستشفى...وصلوا ليجدوا
إيريك مساعده و مدير اعماله في فرع الشركة
بالمانيا الذي اوصلهم نحو غرفة هدى الجديدة.. لم تكن سيلين تشعر بذراع سيف التي أحاطت
كتفها و هو يسير بها نحو الغرفة المنشودة بجانبه
كان يسير إيريك بينما يتبعهم كلاوس و بعض
الحرس الآخرين بعضهم اتي معه من مصر و البعض
الاخر من ألمانيا ...كانت تمشي بصعوبة و دقات قلبها
تتعالى مع كل خطوة فقد أخبرها سيف عندما كانوا
في السيارة أن والدتها أجرت العملية ليلة البارحة
و ذلك بأمر منه بعد أن تحدث مع الطاقم الطبي
المسؤول عن صحتها حيث أكدوا له ضرورة
خضوعها للعملية في أقرب وقت لذلك إنتهز فرصة
أن سيلين بعيدة عنها حتى لا تقلق عليها...
أخبرها أيضا انه يتابع حالتها من الأطباء كل
لحظة حيث انه أمر إيريك بدفع أضعاف تكاليف
العملية حتى يهتموا بها جيدا...
وقفت أخيرا أمام جدار زجاجي بعرض الحائط
حيث ظهرت لها والدتها من بعيد نائمة على السرير
الطبي و بعض الاسلاك موصلة بجسدها...شهقت
پألم و هي تضع يدها على فمها لتكتم بكاءها على
حال والدتها المسكينة التي لم ترى في حياتها
سوى الشقاء و البؤس ليحتضنها سيف مربتا
على ظهرها و هو يهمس في اذنها بخفوت...مينفعش
كده إنت لازم تكوني قوية علشانها...لازم لما تصحى
تلاقيكي قدامها فرحانة و مبسوطة عشان داه
حيأثر على نفسيتها و يخليها تشفى بسرعة....
حركت رأسها بالموافقة و هي تبتعد عنه
لتعود و تحدق بوالدتها و تمسح دموعها التي
أبت أن تتوقف...
قاطعهم إيريك الذي ذهب منذ قليل حتى
يتحدث مع الأطباء عن حالتها...مستر سيف
الطبيب يقول أنها لن تستيقظ قبل يوم غد
ماذا تأمرون حضرتكم.
سيف و هو ينظر لسيلين...نحن سنذهب
الان و لكن اريد تقريرا مفضلا عن حالتها
كل نصف ساعة...
اومأ له الاخر بطاعة ليغادر سيف الذي كان
حرفيا يجر سيلين للخارج ڠصبا عنها
دخلا للسيارة لتلتفت نحوه تنظر له بلوم
...حنفضل هناك نعمل إيه بس...الدكاترة قالوا
إنها مش حتصحى النهاردة..إيريك حيفضل هناك
و اول ماتصحى وعد مني حرجعك هنا انا كمان
عاوز اشوفها بس حنعمل إيه.. يلا إفردي وشك
بقى مش بستحمل اشوفك زعلانة...
سيلين و هي تلتفت نحو نافذة السيارة
...مش زعلان بس كنت عاوز يشوفها...
سيف بحماس محاولا جعلها تخرج من دائرة حزنها و هو يدير وجهها ناحيته
...بكرة إن شاء الله حنشوفها سوى لما تفوق...
بس مينفعش نروحلها و إيدينا فاضية
لازم ندور على هدية مناسبة..مممم هي طنط هدى
بتحب إيه اكثر حاجة...
سيلين...بتحب الورد الأبيض...أي نوع المهم
يكون لونه ابيض .
سيف...بس كده...داه انا حملالها الأوضة ورد
ابيض...بس إيه رأيك نروح نعمل شوبينغ...
سيلين باللغة الألمانية...لا انا يجب أن أذهب
لمكتب بيع العقارات لأبيع المنزل....
سيف باستفسار...ليه
سيلين...لأدفع لك تكاليف العملية...يجب أن
أعيد لك نقودك.
سيف رغم صډمته و ذهوله...لا خلينا نأجل
الكلام في الموضوع داه بعدين
لما تصحى طنط هدى حنتكلم فيه دلوقتي حنروح محلات.....عارفاها
فغرت سيلين فاها بدهشة لطالما مرت من أمام
ذلك المبنى الفخم تكتفي بالنظر من الخارج
لتلك الفساتين التي لا طالما حلمت بارتداء أحدها
لكنها كانت تعلم أن ذلك مستحيل فسعر اقل فستان
يساوي مرتبها لخمسة سنوات...
تحدثت بصوت