رواية مشاعر باردة بقلم سهام صادق
حامد دون أن يفكر ان يلحقها
دفعه قويه دفعها عاصم لرجله ثم عاد يلتقطه من تلابيب عباءته
غبي... تجمع الرجاله وتقلب البلد عليه سامع
اقترب منه حامد يمسك ذراعه
اهدي ياعاصم وخلينا نفكر هتكون راحت فين
ارتدت إحدى المنامات الجديده التي ابتاعها اليها بسعاده... لم يحرمها من مشاعرها الوليدة التي عادت تزدهر داخل قلبها.. غفرت له مافعله... وهاهي تقف أمام الطاوله تنظر لما اعدته له من طعام بعدما حرمته لايام من طعامها الشهي
اخيرا عهد هانم اتكرمت ورجعت تطبخلنا
اتسعت ابتسامتها وهي تراه ينظر بتلذذ نحو الطعام
تجمدت عيناه بعدما ارتكزت على جسدها... ابتلع لعابه يتجاوز خفقان قلبه
يلا خلينا ناكل
صوته خرج متعلثما يحاول ان يشيح نظراته عنها.. سكبت له الطعام وقد علق شعرها بأنفه فأبتعدت عنه تجذب خصلاتها جانبا
ها الاكل عجبك
وبعدما كان الجوع يدب معدته فقد مذاق الطعام وهو يصارع رغبة عيناه في التهامها
وازداد الأمر سوء وهو يشعر بيدها فوق يده تشكره
شكرا على كل حاجه بتعملها معايا
ونهضت من فوق مقعدها تلثم خده..اجفلها نهوضه المفاجئ ينسحب من فوق مقعده... تطالع خطواته بدهشه فقد كان سعيدا برائحة الطعام
أصبحت الدموع تعرف طريقها لتنساب فوق خديها تهتف بحرقه
حتى البيت مسيبتهوش... خليتني تحت رحمه الناس
تعلقت عيناها بأسورتها البسيطه الملتفه حول معصمها.. وشئ واحد يدور بعقلها ستبعيها وتعود لديارها مهما كلفها الأمر
وصراخه صم أذنيها في سكون الليل
لتركض من أمامه... لا تريد شئ إلا الهرب من تلك البلده التي زادتها ۏجعا
صړاخها أجفل الحج محمود من راحته... التقط عصاه يخرج من غرفته بالطابق السفلى ينظر لولده مصډوما من جره لزوجته خلفه
اندفع صوبه يجذبه من ملابسه
سيب مرتك... ابعد ايدك عنها ياولد
الحقني ياحج... ابوس ايدك مشيني من هنا
شكلي كبرت ومبقاش ليا كلمه في البيت... سيب مرتك ياعاصم لا والله....
ترك ذراعها يدفعها عنه يقبض فوق كفه بقوه يلتف بجسده نحو والده
الهانم اللي بتدافع عنها عايزه تهرب وتفضحنا
ودب فوق صدره وهو يرمقها بوعيد ليرتجف جسدها خوفا من بطشه
وكأنه يريد اعاده الماضي مع كلماته... ف خديجه خانته مع غيره والأخرى تود الهرب وهو بين هذا وهذا لا يعترف انه رجلا ذو عقل متحجر لا يعرف اللين قلبه
زفر الحج محمود أنفاسه وهو يري علامات الذعر بادية فوق ملامحها
تعالي يابنتي معايا
احتدت نظرات عاصم يرمق والده مقتا
تيجي معاك فين ياحج... الهانم حسابها واعر.. يلا قدامي على الفوق
أسرعت في الاقتراب من الحج محمود تخفي جسدها خلفه تبكي پقهر
خلصني منه ياحج... انا مش عايزه اعيش معاه
لم يتحمل عاصم ما يسمعه منها.. لتمتد يده نحوها
شوفت قله ادابها... يعني مشتريها بفلوسي وبترفع عينها قدامي
عااااصم
تنهد عاصم بسأم وهو يري ملامح والده كيف شحبت يدفعه بعصاه
امشي من قدامي السعادي
انصرف عاصم مرغما يزفر أنفاسه بوعيد بتلك التي تستنجد بوالده
اهدي يابنتي وتعالى معايا
سحبها الحج محمود خلفه مشفقا عليها... اجلسها برفق يربت فوق ظهرها
اعتبريني من هنا ورايح ابوكي يابنتي
ارتفعت عيني ايمان نحوه تذرف دموعها فوالده تركها ورحل وراء مصالحه ولم يهتم بما ستعانيه بمفردها مع رجلا مثل عاصم
مش كفايه عياط وترجعي ايمان القويه من تاني
هتف الحج محمود عبارته وعيناه تتعلق بها يخبرها بصراحه
ايوه عايزه البشمهندسه ايمان اللي استحملت كبر وغرور عاصم ابني ووقفت ليه وكل العمال عندي بقوا يحبوها... ولا انتي فكراني غافل عن اللي بيدور حواليا
عاصم عرف يكسرني ياحج
بكت وهي تنطق بالحقيقه التي يعلمها الحج محمود تماما.. فولده لم يدفع المال
لصابر من اجل إرضائه إنما من أجل أن يشعر
زوجته انه دفع مقابلها وأنها ليست الا بيعة لن تعودعليه بنفع
تنهد بأرهاق فطباع عاصم يكرهها بشده ولكنها للأسف طباع والده رحمه الله اورثها لعاصم وحده.. حتى خديجه ابنه شقيقه رغم أنه كان يأمل في ان تهذب طباع ابنه وتستغل حبه الكبير لها لم تزيده الا قسۏة
أدار جسده يلتقط أنفاسه يدب بعصاه
اللي حصل حصل يابنتي وانتي بقيتي مراته... وانا كأب عارف ابنه كويس... عاصم مش بيدفع فلوسه الا لما بيكون عايز حاجه داخله دماغه...يعني لو ابني مكنش عايز يتجوزك لكان سمع كلامي ولا كان همه الناس اللي عارف كويس ومتأكد انه كلمه منه هيعرف يخرسهم
انسابت دموعها فلم يضعها بهذا الوضع الا طمع والدها الذي لم ينتهي رغم كل ماحدث لهم بسببه
اوعاكي تفكري اني بقولك كده عشان هرضالك بالذل مع ولدي.. لا يابنتي انا عندي بنت زيك.. بس كل اللي هقوله ليكي لو عندك ذرة حب لعاصم اديله فرصه تصلحي منه لكن...
والتف إليها يستطرد باقي حديثه
لكن لو كل اللي جواكي لابني الكرهه قوليهالي وانا اوعدك اطلقك منه